السمنة وصحة البشرة.. كيف تؤثر البدانة على الأمراض المزمنة للجلد وسبل الوقاية؟


تُعتبر السمنة واحدة من أبرز التحديات الصحية على مستوى العالم، حيث تُعرف بأنها الحالة التي يتجاوز فيها مؤشر كتلة الجسم (BMI) 30.
وبينما ترتبط السمنة بشكل رئيسي بأمراض القلب والتمثيل الغذائي، إلا أن لها تأثيرات كبيرة ومدمرة على صحة الجلد أيضًا.
وفقًا لما ورد في تقرير موقع "تايمز أوف إنديا"، فإن الأنسجة الدهنية الزائدة تعمل كعضو صماء نشط يُحفّز الالتهاب المزمن، ويؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني وضعف المناعة، ما يجعل الجلد أكثر عرضة للأمراض المزمنة.
اقرأ أيضاً
تجربة جديدة ومبتكرة.. تحضير الحواوشي بالبيض في المنزل بسهولة
طرق فعّالة لدعم صحة الكبد والتعامل مع مرض الكبد الدهني.. المشروبات والنصائح
كيف نحمي أطفالنا من وباء السمنة المتزايد؟ طرق فعّالة لمكافحة المشكلة عالميًا
دراسة.. تأخر الحمل وزيادة الوزن يرفعان خطر الإصابة بسرطان الثدي
أرقام تنذر بالخطر، 40% من المصريين يعانون سوء تغذية و11% مصابون بالسمنة
الوجبات السريعة.. راحة لحظية بمخاطر طويلة الأمد
الخضروات.. المفتاح السحري لبشرة صحية ونضرة
تقليل السكر المضاف.. خطوة نحو حياة صحية
دليلك لتناول طعام صحي وآمن خارج المنزل
طرق العناية بالبشرة في الصيف.. الأقنعة المثلى لمظهر نضر
وزارة الصحة.. 7 عوامل مفاجئة وراء السمنة
مفاجأة في عالم الحمية: المحليات الصناعية قد تزيد شعورك بالجوع وتُعيق خسارة الوزن!
كيف تُسهم السمنة في الأمراض الجلدية؟
تلعب الدهون الزائدة دورًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة بمشاكل الجلد المزمنة من خلال عدة آليات مترابطة.
يعمل النسيج الدهني على إفراز مواد التهابية مثل السيتوكينات التي تُضعف وظيفة الجلد كحاجز دفاعي وتُبطئ عملية شفاء الجروح. كما أن مقاومة الأنسولين المرتبطة بالسمنة تؤثر على الخلايا الجلدية بشكل مباشر، مما يؤدي إلى تصبغات جلدية وزيادة في سماكته.
علاوةً على ذلك، يزيد الوزن الزائد من الاحتكاك في طيات الجلد، مما يؤدي إلى احتباس الرطوبة والتهيجات الجلدية المستمرة.
كما تُساهم السمنة في الإخلال بتكوين الميكروبيوم الجلدي، مما يجعل البشرة أكثر عرضة للعدوى والمشكلات الجلدية المزمنة.
مشكلات جلدية شائعة مرتبطة بالسمنة
1. الشواك الأسود
يُعدّ الشواك الأسود من أكثر المشكلات الجلدية شيوعًا لدى المصابين بالسمنة. يظهر هذا المرض في صورة بقع داكنة وسميكة ومخملية الملمس على الرقبة والإبطين والمرفقين ومناطق أخرى؛ ويعزى إلى ارتفاع مستويات الأنسولين التي تُحفّز نمو خلايا الجلد بشكل غير طبيعي.
2. الصدفية
الصدفية هي حالة التهابية شائعة تُسبب بقعًا حمراء متقشرة على الجلد، وغالبًا ما تتفاقم بسبب الالتهابات المزمنة الناتجة عن الأنسجة الدهنية الزائدة.
تشير الدراسات إلى أن فقدان الوزن يمكن أن يُخفّض من تكرار أعراض الصدفية ويحسّن فعالية العلاج.
3. الوذمة اللمفية والتهاب الجلد الوريدي الركودي
تُصيب هاتان المشكلتان الأشخاص الذين يعانون من السمنة نتيجة ضعف الدورة الدموية وتراكم السوائل، مما يؤدي إلى تورم الجلد وزيادة سماكته وتغير لونه.
قد تتطور الحالة إلى قرح جلدية يصعب شفاؤها إذا لم يتم علاجها مبكرًا.
الوقاية والعلاج: نهج متكامل
تسليط الضوء على العلاقة بين السمنة وصحة الجلد يُظهر أهمية الاكتشاف المبكر وإدارة هذه المشكلات بشكل فعّال. تتطلب إدارة الأمراض الجلدية المزمنة لدى المصابين بالسمنة تدخل فريق متعدد التخصصات يضم أطباء جلدية وأخصائيي تغذية وأطباء غدد صماء.
ويُعتبر فقدان الوزن أولى الخطوات الحاسمة لتحسين صحة الجلد بشكل عام، حيث يمكن أن يخفف العديد من الأعراض حتى دون الحاجة إلى أدوية موضعية مكثفة.
بالإضافة إلى ذلك، تُركّز العناية بالجلد على تقوية حاجز البشرة عبر استخدام المنظفات اللطيفة والمستحضرات العلاجية المضادة للالتهابات والفطريات.
كما يجب تقديم الدعم العاطفي والنفسي للمصابين بأمراض جلدية مزمنة لتحسين تقديرهم لذاتهم وتعزيز التزامهم بالعلاج.
السمنة ليست مجرد مشكلة تُؤثر على الأعضاء الداخلية فقط؛ بل تمتد آثارها إلى كل تفاصيل الجسم، بما فيها البشرة.
ولذا فإن الوقاية والعلاج الفعّال يعتمد على نهج شامل يُراعي الجوانب الطبية والنفسية والمجتمعية لإحداث تغيير إيجابي في حياة المصابين بالسمنة ومشاكل الجلد المزمنة المصاحبة لها.