متلازمة تكيس المبايض: بين الأعراض الجسدية والاضطرابات النفسية.. ما الحل؟


تتجاوز متلازمة تكيس المبايض مجرد الخلل الهرموني والتغيرات في الدورة الشهرية، إذ بدأت الدراسات الحديثة بالكشف عن تأثير نفسي خفي لكنه عميق، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة النساء المصابات. هذا الجانب غالبًا ما يُهمل أو يُقلل من أهميته، رغم أنه قد يتحول إلى أزمة يومية يصعب تجاوزها.
وفقًا لتقرير حديث نُشر عبر موقع Medscape، توصلت دراسة أجرتها جامعة فيينا الطبية إلى أن النساء اللواتي يعانين من هذه المتلازمة يظهرن مستويات ملحوظة من التوتر النفسي والقلق وحتى أعراض الاكتئاب مقارنة بالنساء غير المصابات.
الدراسة التي شملت نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و40 عامًا أكدت أن التأثير النفسي لهذه الحالة لا ينحصر في الأعراض العابرة بل ينعكس بشكل مباشر على جودة الحياة الشاملة، حتى إذا تم ضبط بعض العوامل الجسدية مثل الوزن والعمر.
اقرأ أيضاً
أفضل النصائح للتعامل مع الانتفاخ أثناء الدورة الشهرية.. تجنبي هذه الأطعمة المزعجة
التغيرات الهرمونية المبكرة.. لماذا تعاني نساء في الثلاثينيات من أعراض مرتبطة بانقطاع الطمث؟
طرق طبيعية لتخفيف آلام الدورة الشهرية وتحسين الراحة
الشوكولاتة الداكنة.. الحليف السري لتخفيف تقلصات الدورة الشهرية وتأثيرها الشمولي على الصحة
الأطعمة التي تزيد آلام الدورة الشهرية وكيفية التخفيف منها
البلوغ ودلالاته الصحية.. تعرف على نتائج دراسة شاملة حول تأثير عمر الدورة الشهرية الأولى
الدور الكبير للهرمونات في صحة الفم.. كيف تؤثر الدورة الشهرية على اللثة؟
10 أطعمة في الإفطار لتحسين أعراض متلازمة تكيس المبايض ودعم الصحة الهرمونية
وعي يصنع القوة.. د.سحر السنباطي تكسر حواجز الصمت حول الدورة الشهرية في احتفالية دولية
ألم الثدي لدي النساء: أسباب شائعة ومتى يجب عليكِ استشارة الطبيب
طرق مبتكرة لاختبار الحمل بمكونات منزلية بسيطة
دليلك الشامل لاختيار وسيلة تنظيم النسل المثلى وفقًا لاحتياجاتك الصحية والشخصية
الهرمونات وحدها ليست السبب
تكشف الدراسة أن التقلبات الهرمونية الناتجة عن اضطراب هرموني — مثل ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون وبعض المؤشرات المرتبطة بالخصوبة — تشكل بيئة نفسية غير مستقرة بالنسبة للمصابات. هذا يؤدي إلى ظهور أعراض مثل القلق الدائم، صعوبة التركيز، واضطرابات النوم.
ولا يتوقف التأثير عند الجانب النفسي، بل يتفاقم مع مشكلات جسدية مثل حب الشباب أو تساقط الشعر، مما يزيد من العبء العاطفي على المصابات.
وعلى الرغم من وضوح هذه العلاقة بين الحالة النفسية والمرض، فإن العديد من النساء لا يدركن أن المزاج المتقلب والضغوط النفسية قد تكون جزءًا لا يتجزأ من الحالة الطبية. هذا التأخر في التشخيص غالبًا ما يتسبب في تأخير العلاج ويزيد من حدة الأعراض التي يصعب السيطرة عليها لاحقًا.
إضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن ما يُعرف بالإجهاد المُتصور — الشعور بفقدان السيطرة على الحياة اليومية — يرتبط بشكل وثيق بشدة هذه الأعراض النفسية.
أهمية العلاج النفسي المتكامل
يُبرز التقرير أهمية دمج الدعم النفسي ضمن الخطط العلاجية لمتلازمة تكيس المبايض. يتطلب الأمر تقييمًا نفسيًا منتظمًا إلى جانب إدارة الهرمونات أو تعديل النظام الغذائي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تُسهم برامج العلاج السلوكي وتمارين الاسترخاء في تحسين الحالة النفسية بشكل ملموس.
وقد أكدت الدراسة أيضًا أن تراجع ثقة المصابة بنفسها يعمل كعامل مضاعف لشدة الأعراض النفسية، مما يؤدي إلى حلقة مغلقة تستوجب العلاج الفوري لكسرها.
استراتيجيات العلاج: جسمانية ونفسية
تشير الأبحاث إلى أن التعامل مع هذه الحالة يحتاج إلى نهج متعدد الجوانب يشمل التغييرات في نمط الحياة مثل فقدان الوزن وتنظيم النظام الغذائي، بالإضافة إلى التدخل الدوائي باستخدام منظمات الدورة ومضادات الأندروجين.
وعلى نفس القدر من الأهمية، يجب إدخال الدعم النفسي والعلاج المعرفي السلوكي لتحسين جودة حياة المصابات وتقليل مستويات التوتر المستمرة.