الحسين عبدالرازق يكتب: المترو في بلدنا!
مترو الانفاق في بلدنا، ليس غرفة معيشة مغلقة، او ساحة حرية مطلقة، ليس منصة توجيه علنية، ولا محكمة متنقلة اخلاقية، هو وسيلة مواصلات حضارية، ومرفق عام يستخدمه الملايين، من عموم المصريين على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم.
الجدل الذي أحدثته المشادة الاخيرة بين المسن والفتاة، يفتح الباب أمامنا لطرح سؤال نراه ضرورياً وجوهرياً آن لنا الآن أن نطرحه:
هل نحن كمواطنون، نملك تصوراً واضحاً ومنضبطاً للسلوك العام في وسائل المواصلات والنقل؟
اقرأ أيضاً
الحسين عبدالرازق يكتب: دولة التلاوة في دولة التلاوة!
الحسين عبدالرازق يكتب: تعديل قانون الطفل!
الحسين عبدالرازق يكتب: قرار حكيم لوزير التعليم!
الحسين عبدالرازق يكتب: أمريكا والإخوان… لماذا الآن؟!
الحسين عبدالرازق يكتب: قراءة في كلمة الرئيس
الحسين عبدالرازق يكتب: قمة الأمل في مدينة السلام
الحسين عبدالرازق يكتب: إعلام الجمهورية الجديدة!
الحسين عبدالرازق يكتب: بعد أن تهدأ العاصفة!
الحسين عبدالرازق يكتب: عيد ميلاد ماسبيرو زمان!
الحسين عبدالرازق يكتب: من كل مكان.. مصر العنوان!
الحسين عبدالرازق يكتب: فلان باشا الفلاني
بعد زيادة البنزين والسولار.. حقيقة زيادة أسعار تذاكر المترو 2025
في اوروبا والدول المتقدمة، هناك مدونات سلوك واضحة داخل وسائل المواصلات، بعضها مكتوب، وبعضها متعارف عليه:
لا ملابس غير مناسبة للأماكن العامة!
لا تعد لفظي او سلوكي
إحترام المساحة الشخصية
العناية بالنظافة الشخصية
تطبق القواعد عندهم بهدوء، ليس بالصوت العالي ولا بتدخل أفراد يظنون انهم اوصياء!
الواقعة الأخيرة تحديداً، تؤشر لنا "ربما" على غياب إطار منظم لضبط السلوك، ما أتاح الفرصة للاجتهاد الفردي، والصدام، وسوء الفهم.
المسن له دوافعه، والفتاة قد يكون لها ظروفها، الله بعباده اعلم.
المسن محترم، والفتاة فاضلة، وكل رجالنا محترمون ونساؤنا فضليات.
أنا لا أتحدث هنا عن شخوصهم، فالمقصود هو تنظيم السلوك العام، وليس انتقاد أي فرد بعينه!
فقط وجدتها فرصة لكي أقول كلمتي ...
المترو مرآة للمدينة، إذا أردناه نظيفاً، هادئاً، ناجعاً ومحترماً، لابد من وضع قواعد واضحة تطبق بمنتهى الحزم.
جميل أن يكون التدخين ممنوعًا، ولكن:
ماذا عن ارتداء بعض الركاب من الشباب "لشورتات"؟
ماذا عن تناول الكثيرين لعلب الكشري الكاملة داخل عربات المترو؟
ماذا عن قزقزة اللب والسوداني؟
كوكتيل الروائح المختلطة اللي بيزكم أنوفنا ، بيحول الرحلة القصيرة إلى اختبار جدي وحقيقي لقدرة الفرد على الاحتمال، ناهيك عن غياب أبسط قواعد النظافة الشخصية لدى البعض، حتى بات مزيل العرق أحياناً مطلباً جماعياً داخل عربات المترو!
المسألة ليست تحريماً أو وصاية، ولا فرض ذوق شخصي، بل تنظيم مساحة مشتركة، تريحنا جميعاً فنستريح.
حفظ الله مصر







