الحسين عبدالرازق يكتب: عيد ميلاد ماسبيرو زمان!


أُطلقت قناة ماسبيرو زمان في يوليو 2016 كإحدى منصات التليفزيون المصري؛ لتعيد بث أرشيف الدولة المرئي، وتحافظ على ذاكرة وطن في زمن النسيان.
في عصر النت والفضائيات، وما تبثه المنصات، وقفت ماسبيرو زمان تُغرِّد في الأفق وحدها؛ لم يخفت أبداً صوتها، أو ينزوي بريقها، وسط تنوع الشاشات، واشتداد ضجيج الشبكات.
نافذة نطل منها على روائعنا القديمة، نقاء المحتوى والقيمة، ظهرت ماسبيرو زمان في وقتها المناسب بالظبط.
أفلام ومسلسلات، برامج نادرة وحفلات، أدباء ومفكرين وسياسيين، علماء ورجال دين، اسكتشات وحفلات الرائعين، من مطربي الزمن الجميل؛ ولكل زمن جماله.
اقرأ أيضاً
أمن القاهرة يكثف جهوده لضبط المتهمين بالتعدي على مذيعة بالتلفزيون المصري
التلفزيون المصري يكشف حقيقة إطلاق أول مذيعة بالذكاء الاصطناعي
عطل هندسي في السيرفرات يشل عمل قنوات النيل المتخصصة في رمضان
«بشكل استثنائي».. الإعلامية بثينة كامل تعلن انتهاء خدمتها بالتلفزيون المصري
رحيل الإعلامية مها حسني مذيعة التلفزيون المصري
وفاة إعلامية شهيرة بالتلفزيون المصري في ظروف غامضة
الموت يُفجع مذيع شهير بالتلفزيون المصري .. تفاصيل
قد يصفني البعض «بالنوستالجي» نسبة إلى النوستالجيا، وهو شرف لا أدعيه، وتهمة لا أنفيها!
أنا نوستالجي يا أخي؛ ولماذا لا أكون هكذا؟ هل يوجد بيننا اليوم عبدالحليم حافظ؟ هل توجد أم كلثوم؟ فؤاد المهندس، طه حسين، عباس العقاد، عبدالوهاب وليلى مراد؟ هل في ملاعبنا الخطيب؟
نعم موجودون، بكل الصدق أقولها؛ فلا تستغربون، إنهم بالفعل موجودون، ولكن على ماسبيرو زمان...
كفاية كده، ولا نقول كمان؟
لقد استطاعت القناة، بفضل ذكاء منشئيها، والقائمين عليها، ومشغليها، أن تكون جسراً نابضاً بالحياة بين الماضي والحاضر؛ تذكر الأجيال بزمنهم، وتفتح صندوق الذكريات لتذكرنا بما هو فات.
حالة مفعمة بالحنين، تغزو قلوب المشاهدين؛ وهم جالسون ليروا عصراً كاملاً يعود متحدياً كل حدود، وكأن الزمن لم يتحرك خطوة واحدة، وكل ما مضى موجود!
محتوى قائم على الاحترام للعقل والذوق العام؛ ليُجري المشاهد مقارنة لا إرادية أحياناً، بين ما كان يُقدَّم زمان، وبين ما يراه الآن في عصر سرعة الاستهلاك والتشتيت والإنهاك...
أعمال صنعها موهوبون، كانوا في الصخر ينحتون؛ ليس الذي نراه اليوم في زمن الإثارة الرخيصة، والبحث عن «الترند» (الله يلعن الترند).
أتت ماسبيرو زمان؛ لتقول بصوت هادئ لا صراخ فيه، وكأنها الهمس الصاخب: هناك ما يستحق أن تشاهدوه؛ فقلنا لها يا مراحب!
في يوم السادس من يوليو 2025، في عيد ميلادها التاسع، ستظل ماسبيرو زمان ذاكرة وطن، وشريط عمر، وصندوق أسرار.
ولمن يختلف معي اقول، الريموت في إيدك يا أخي، ولك الحق في الاختيار!
يا أهل ماسبيرو زمان... كل سنة وأنتم مبدعين.