نادر جوهر يكتب.. هذا هو ابراهيم حجازي
في الثمانينات طلب إبراهيم حجازي مقابلته في المكتب بالمهندسين، عندما ذهبت كان واضحًا وصريحًا وسريعًا، فقد قام باخراج مجلة 'المجلة' السعودية التي تصدر في لندن من درج مكتبه وقال لي أود اصدار هذه المجلة المطبوعة اسبوعيًا علي شريط فيديو لتكون أول مجله فيديو في العالم العربي وليشتريها القارئ ورقيًا ويشتريها المشاهد علي شريط فيديو.
دخلت معه في نقاش لمدة ساعتين عن الفرق بين الصحافة المكتوبة والصحافة التليفزيونية، وحاولت اقناعه بان الأمر لن يكون نسخة ورقية ونسخة تليفزيونية ولكن اجتهاد في اختيار بعض موضوعات المجلة وعمل ريبورتاچات تليفزيونية مثلها أو مقاربة لكن في النهاية تكلفتها ستكون عالية لن يعوضها بيع الشرائط والأفضل بيع الفكرة لقناة تليفزيونية أبثها للمشاهدين، لكنه نظر لي وقال دي فكره عندي وعاوز اطبقها لانها فكرة جديدة ومفيش شركة انتاج تليفزيوني تقدر تنفذها الا شركتك فلازم نبدأ ونجرب.
وبسبب لطفه وادبه وحبه للعمل والفكرة وافقت رغم صعوبة التنفيذ لكنه وعدني بتسخير كل طاقم مكتب القاهرة عنده للعمل في المجلة التليفزيونية الجديدة، وفعلًا بدأنا العمل وقال لي انا هخلي صحفي شاب مؤدب جدًا وشاطر أوي اسمه ايمن الصياد يكون هوه همزه الوصل معاك وكنت حريصًا علي ان اشرح له بالتفصيل كل خطوة وسببها وتكلفتها حتي يتفهم الامر وبذل أيمن الصياد فعلًا مجهودًا رائعًا وخرجت نسخة من المجلة، ولكن بالطبع الوقت والتكلفة والمجهود لم يكن متوقعًا له مردود اقتصادي وتفهم ابراهيم حجازي الأمر وتوقف العمل لكنه أبلغني في النهاية وفي أدب جم شكره لصبري ولحرفيه طاقم العمل وعلي تفهمي في تقليل مصاريف انتاج التجربة وانه رغم استحاله نجاح الفكرة الا انه أحب الصحافه التليفزيونية وانه لم يكن يتصور صعوبتها ولكنه مجال سيدخل فيه ويكمله، وفعلًا بجانب الاهرام عمل في الاعلام التليفزيوني وسكنت بجانبه في المعادي وكنت اقابله يوميًا اثناء حرصه علي ممارسة رياضة المشي يوميًا بعد عملية طبية نصحه الاطباء بعدها بضرورة حرصه علي المشي.
اقرأ أيضاً
- نادر جوهر يكتب.. المشهد العام للفنون في مصر
- نادر جوهر يكتب: بعد انتهاء الحفل هذه ملاحظاتي
- نادر جوهر يكتب.. «الاعلام وحادث ناقلة قناة السويس»
- نادر جوهر يكتب.. «بايدن وسلمان وخاشوقجي»
- نادر جوهر يكتب: حقوق الانسان في مصر
- نادر جوهر يكتب : الطب والإنسانية ..
- نادر جوهر يكتب.. البارون والشيخ
- نادر جوهر يكتب: مصر لوحدها
- نادر جوهر يكتب:فرصة ماسبيرو الضائعة
- نادر جوهر يكتب من شيكاغو ..العزلة اليومية
- نادر جوهر يكتب : شاءت الظروف
رحم الله ابراهيم حجازي وهو رجل لا مقارنة بينه وبين دخلاء الاعلام الرياضي في مصر.