الثلاثاء 7 مايو 2024 04:03 صـ 28 شوال 1445هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
بقلم آدم وحوا

نادر جوهر يكتب : الطب والإنسانية ..

أنا حوا
 



من الصعب مقارنه الخدمه الطبيه في مصر او حتي الكثير من الدول الاوروبيه مع الخدمه الطبيه المتوفرة بفرنسا، فنظام التأمين الصحي هناك، هو احد اقوي الانظمه في العالم، والمواطن الفرنسي جاهز دائما للتظاهر والإضراب، اذا لمست الحكومه الفرنسيه نظام ااتأمين الصحي، اقدم كليه طب في العالم تقع في مدينه مونبلييه بجنوب فرنسا، وهي الكليه التي أنشأها العرب وقت امتداد حكمهم في الأندلس لجنوب فرنسا، ومازالت مدينه مونبلييه حتي الآن تعتبر عاصمه الطب الفرنسي.



خلال هذا الشهر مرت زوجتي بتجربه علاجيه، جرت أحداثها بين مصر وفرنسا، ففي حادث منزلي بسيط أصيبت بقطع في وتر إصبع القدم اليمني، عندما توجهنا الي طبيب وجراح العظام وهو أستاذ بكليه الطب، امتدت الجلسه حوالي عشر دقائق قيمتها ستمائة جنيه، وطلب فيها اجراء أشعه مقطعيه، وطلب ايضا عدم الحضور مره ثانيه بل إرسال تقرير الأشعة علي خدمه الواتساب تليفونيا.



توجهنا لإجراء الأشعة، ولم نستطع الحصول علي التقرير الا في التاسعة من مساء اليوم التالي وقمنا بإرساله للطبيب.



في صباح اليوم التالي لم يتصل الطبيب، وانما وصلت منه رساله تفيد بوجود قطع بالوتر وضروره اجراء عمليه، وأرسل ارقام مستشفي بالمعادي واخري بالشيخ زايد للاتصال بهم، وطلب حجز توقيت للعمليه الجراحية، وقيام المستشفى بإبلاغ الطبيب للحضور. تعجبت من ان الطبيب لم يلق نظره علي الأشعة، وانما اعتمد فقط علي التقرير، ولم يطلب مقابله المريضة ليشرح ماهي العمليه بالضبط، او يشرح خطوات التنفيذ، مثل هل عمليه التخدير كليه او جزئيه، وما هي خطوات مابعد العمليه من القدره علي السير، او الاحتياج للعلاج الطبيعي، او مده البقاء بالمستشفي، او حتي ما اذا كانت المريضه مصابه بحساسية، او أمراض مزمنة كالسكر او القلب. الاتصال بالمستشفي كانت نتيجته معرفه تكاليف الاقامه وفتح حجره العمليات، وأجر الطبيب الذي يجب سداده نقدا هروبا من الضرائب.



حيث ان زوجتي فرنسيه، وتتمتع بالتأمين الصحي داخل وخارج فرنسا، وكان عندها حجز طائره للسفر الي فرنسا بعد ثلاثه أيام، فقد كان القرار هو السفر والعلاج بفرنسا.



بمجرد الوصول تم الاتصال بطبيب باطني او طبيب العائله كما يطلق عليه، والذي قام بتزويدنا باسم جراح متخصص في القدم، ويعمل بمستشفي خاص بمدينه مونبيلييه. عند الاتصال أفادت السكرتيرة بصعوبه تحديد مقابله مع الطبيب الا في أوائل سبتمبر، بسبب تخصص الطبيب ومهارته وبدء إجازات شهر أغسطس التي تتعطل فيها الحياه بفرنسا، لكن عند أخبارها بان الحاله طارئه، حددت ميعاد بعد ظهر اليوم التالي، الطبيب يعمل بمستشفي خاص، وبفرنسا أفضل دائما المستشفيات الحكومية، لان خدماتها أفضل بعكس ماهو موجود بمصر.



عند مقابله الطبيب كان في الثلاثينات من العمر، واستمع جيدا لتفصيلات وأسباب الحادث، ووجه كثير من الاسئله، وقام بالكشف علي القدم ثم التمعن بالأشعة، وأخبرنا بالتشخيص الذي توصل اليه، ثم طلب ان يقوم بعمل أشعه ثانيه ليست رنين ولكن سونار حتي يكون هناك تأكيد قاطع، والتأكد من سلامه تشخيصه، ورغم اننا كنا آخر المرضي، الا انه اخبرنا انه سينتظر نتيجه الأشعة، وبناء عليها ستكون العمليه غدا، بعد استلام الأشعة والتقرير وعودتنا للطبيب، افاد بان التشخيص الذي توصل اليه سليم ومؤكد، ثم بدأ يطمأن زوجتي بان التخدير موضعي، وان العمليه لها احتمالين، اما اعاده ربط الوتر وبالتالي ستستغرق نصف ساعه، او سيتم قطع جزء من الوتر وعمل ترقيع وبالتالي ستستغرق ساعه، ثم احضر ورقه وقلم وقام بعمل رسم للإصبع والوتر وكيفيه تنفيذه العمليه، وأخبرنا بما هي المضاعفات اذا لم يتم اجراء العمليه، ثم نوع الضمادة التي ستستخدمها المريضه بعد العمليه، وأنواع المسكنات التي ستحتاجها، وعدم القدره علي لمس القدم الأرض لمده ٣ أسابيع يعقبها ٣ أسابيع علاج طبيعي، وان عوده القدم لحالتها الطبيعية ستستغرق شهرين.



في اليوم التالي توجهنا للمستشفي لإجراءات الدخول فواجهنا صعوبه لاختفاء دوسيه العائله من موقع التأمين الصحي بالإنترنت، وتعطلنا نصف ساعه لان الاتصال تليفونيا بالتأمين الصحي الذي يخدم اكثر من سبعين مليون مواطن شبه مستحيل، لكن حضور احد الإداريين لمساعدتنا انهي المشكلة، وتوجهنا لحجره الانتظار فكان هناك مقابله مع ممرضه، اطلعت علي التاريخ الطبي للمريضه، ثم وجهتها للمعمل لإجراء تحليل كورونا، ثم حضر أخصائي العلاج الطبيعي، الذي شرح ماهي آلام ما بعد الجراحة وكيفيه التغلب عليها بالعقاقير والعلاج الطبيعي، ثم حضر طبيب التخدير الذي شرح عمليه التخدير، وما سيحدث اثناء وبعد الجراحة، ثم تم نقل زوجتي مع ممرضه لتحضيرها لحجره العمليات، وهنا طلبت مني المغادرة وانه لا داع لوجودي، وانه يمكنني العودة بعد ثلاث ساعات. تمت العمليه بنجاح وتم الخروج من المستشفى في نفس اليوم، وفي ظهر اليوم الثاني اتصلت ممرضه من المستشفى للاطمئنان علي الحاله، وإذا كان هناك أي شيء غير طبيعي، ثم حجزت مقابله مع الطبيب بعد ثلاثه أسابيع. وطلبت الاستعانة بممرضه لتحضر للتغيير علي الجرح كل يومين منزليا بدلا من الحضور للمستشفي.



التكاليف الماديه لأجر الطبيب وسعر الأشعة وتحليل كورونا في مصر وفرنسا تقريبا متساويه في المستشفى الخاص، وهناك فارقين كبيرين بين الخدمه الطبيه في مصر وفرنسا، لا اريد ان أخوض في كفاءه الأطباء او التمريض، ولكن بالطبع نظام التأمين الصحي الفرنسي متفوق بجداره ويسري في المستشفيات والعيادات العامه والخاصه، الامر الثاني هو اختفاء العامل الإنساني بين الطبيب والمريض في مصر، فالطبيب المصري خاصه مشاهير الأطباء، والأساتذة الكبار، تجد صعوبه بالغه في لقاءهم، وعندما تراهم فهو لدقائق معدوده، والطبيب يقرر ويحدد في كلمات مختصره، ويحدد لك العلاج او الجراحة، وتراه قبل العمليه بدقائق، وبعدها لن يتواصل معك، وانما ستتواصل مع مساعديه، تفاجأ بعد العمليه ان فتره النقاهه تمتد لشهور، وأنك في احتياج لعلاج طبيعي ومداومه زياره احد الأطباء المتخصصين لفتره طويله. العلاقه الإنسانيه بين الطبيب والمريض هامه، وتساعد علي تحسين الحاله النفسيه للمريض، والتي هي عامل هام في الشفاء، بالطبع ليس كل اساتذه الطب المصريين لايهتمون بالتواصل مع المريض، ففي آخر زياره لي لاحد كبار جراحي القلب في مصر الدكتور ايمن أبو المجد، خرجت من عيادته اشعر بانني اعرف وعلي درايه بكل دقات وشرايين قلبي، لكن للأسف غالبيه الاساتذه الكبار هم متمكنين علميا ولكنهم فقدوا اللمسه الإنسانيه، وطغي عليها نوع من جفاء التعامل.

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 04:03 صـ
28 شوال 1445 هـ 07 مايو 2024 م
مصر
الفجر 03:30
الشروق 05:07
الظهر 11:52
العصر 15:28
المغرب 18:36
العشاء 20:02