نادر جوهر يكتب.. «الاعلام وحادث ناقلة قناة السويس»
دخلت ناقلة الحاويات العملاقة البالغ طولها ٤٠٠ متر وعرضها ستون مترًا قناه السويس، يتبعها قافلة من حاويات النفط، بعد المرور من مدخل القناة ومع سوء الأحوال الجوية التي عانينا منها أمس جميعًا، جنحت السفينة بحجمها الهائل وحمولتها الضخمة لتغلق ممر القناة بالكامل، حادث نتج اساسًا من الرياح القوية وتحركات الأمواج البحرية، ربما يوجد سوء تقدير من قبطان الباخرة، ولكنه أمر يصعب التحقق منه دون تحقيقات طويله.
بعد ١٠ دقائق من وقف المرور في القناة ارتفعت أسعار البترول ٥٪ في بورصه نيويورك لأن خلف المركب التي جنحت عدد من حاويات النفط توقفت عن الحركة وأصبح هناك احتمال تأخر وصولها لمواني التفريغ، يُظهر هذا أهمية قناة السويس وتأثيرها اللحظي علي الاقتصاد العالمي، وهي جزء من أهمية مصر وموقعها الجغرافي ودورها في الاقتصاد الدولي. مشكلة جنوح الحاوية الضخمة هو حادث، وبسبب ظروف طبيعية ولايعيب مصر أو هيئة قناة السويس، لأن هيئة القناة تستحق وبجدارة شهادة تميز في إدارتها للقناة وقيادة مرشديها لقوافل مرور السفن بصفة يومية بقواعد منضبطة وبطريقة مبهرة وللأسف نحن اسقطنا القناة من خريطتنا السياحية سواء سياحة داخلية أو خارجية بسبب الهواجس الأمنية. عقب وقوع الحادث تصرفت إدارة القناة بطريقة محترفة حيث سحبت السفن التي خلف المركب الجانحة إلي خارج القناة، ثم قامت بفتح الممر المائي القديم لتسيير السفن العالقة ولعدم الأضرار بمسيرة التجارة الدولية وتوجهت ٥ سفن انقاذ من هيئة قناة السويس لإعادة تعويم المركب بدءًا بتفريغ خزانات المياه بها ومحاولات اعاده تعويمها وهم لهم خبرة كبيرة في ذلك، وعملية التعويم تحتاج عدة أيام وليس ساعات بسبب ضخامة مركب الحادث وعمليات اصلاح الاتلافات بعد تحركها. كما نري فإن الحادث لايعيب مصر أو هيئة القناة بل بالعكس أظهر كفاءة الهيئة وحسن تصرفها وحرصها علي سلامة التجارة العالمية، وهنا أود أن ألفت النظر لنقطة هامة وهي التغطية الإعلامية للحادث والذي ألخصه في النقط التاليه؛١- الحادث يتم تغطيته في الاعلام المحلي باستحياء وكأن هناك عيب أو خطأ في الأمر ولم يكن الخبر رغم أهميته الدولية جزءًا أو خبرًا رئيسيًا في نشرات الأخبار. ٢- لم يفكر أحد في دعوة الصحفيين الأجانب بمصر للذهاب إلي موقع الحادث لتغطية الخبر ونشر مجهودات طاقم هيئة قناة السويس وقيام أحد مسئولي القناة بالتحدث عن مجهودات طاقم الإنقاذ وليطمأن المجتمع الدولي بمرور القوافل بطريقة سلسة طبيعية لمنع استغلال الحادث في مضاربات البورصة وأسواق النفط والتجارة الدولية. ٣- الجهات الأمنية تمنع تصوير القناة أو حتي اقتراب الكاميرات منها منذ سنوات رغم أهمية القناة كواجهة مشرقة ومشرفة لمصر أمام العالم. ٤- لا يدرك أحد من قادة الاعلام بأهمية نشر صورة مصر حول العالم، الحادث من الممكن استغلاله رغم أنه حادث إلا أنه خبر يخص مصر وله اهتمام من مديري نشرات الأخبار حول العالم، وأيضًا رغم انه حادث إلا أنه ليس به صورة سلبية بل بالعكس به صورة ايجابية عن مجهودات الانقاذ ولفت النظر لأهمية مصر وموقعها وتواجد مصر في عشرات من القنوات التليفزيونية حتي لو في نشرة الاخبار هي دعاية غير مباشرة ولها تأثير قوي علي الصورة العامة لمصر وتأثير ذلك سياسيًا واقتصاديًا وسياحيًا. لقد أعددنا وخلقنا خبرًا دوليًا سيحدث الأسبوع القادم ويلقي اهتمام عالمي وهو نقل المومياوات المصرية من المتحف المصري إلي متحف الحضارة في موكب مبهر يليق بالخبر وسيزداد الخبر أهمية اذا حضر رئيس الجمهورية وخرجت الجماهير لمشاهدته. رغم اختلاف خبر نقل المومياوات وخبر جنوح السفينة إلا أن لهما اهتمام خاص ويصلحون للتسويق الدولي وأعيننا الإعلامية يجب أن تكون يقظة ومنفتحه ولها سلطة القرار لأن مصر ثرية، ومتنوعة في ثرائها. وأيضًا..https://www.facebook.com/anahwa2019
