نادر جوهر يكتب : شاءت الظروف
شاءت الظروف
شاءت الظروف ان اسافر خلال ثمانية واربعون ساعه في ظرف عائلي طارئ الي الولايات المتحده، كانت ازمه كورونا في بدايتها منحصرة في الصين، واعداد فرديه في بعض الدول الأخرى. تطورت الأمور بسرعه خارقه، وفوجئت بإلغاء رحلات الطيران من أمريكا ثم من أوروبا وأخيرا الي مصر.
مع وصول الامر ليس فقط لحظر الطيران، وانما حظر التحرك، فقد أصبحت ملازما للتليفزيون والإنترنت بولايه شيكاجو، ولكن متابع للوضع الأمريكي، وتطورات الفيروس حول العالم والوضع في مصر.
الاعلام الأمريكي منقسم مابين محطه فوكس اليمينية المتشددة، والتي أحيانا لا اصدق مايقوم به مذيعيها من التطبيل للرئيس الملهم ترامب، بل وللإساءة وما يصل الي الردح والقذف من قبل المذيعين والمذيعات في محطه فوكس، لزملائهم بالقنوات الأخرى خاصه CNN و CBS .
في بدايه الامر أصابتني الدهشة، لانني تعلمت فن التلفزة وإنتاج الأخبار التليفزيونية من العمل في شبكات التليفزيون الامريكيه، وتعلمت فن المنافسه والفوز بالخبر والتحليل، ولكن في الحقيقه لم يكن الامر يحتوي علي تعلم الردح.
الرئيس ترامب لم يتغير، فهو مصاب بحاله الزهو والفخر الناتج من انه غنيا، ويتبع ذلك انه ذكي كما يدعي. هو يدير البلاد ليس كرجل دوله سياسي ولكن كرجل اعمال، يحول كافه أمور اداره الدوله داخليا وخارجيا الي صفقات. الجانب السياسي الوحيد الذي يتبعه هو الشعبويه، ففي كل مؤتمر صحفي، او حديث للشعب الأمريكي، لابد وان يردد شعارات أمريكا أولا، ونحن اقوي دوله في العالم، واقتصادنا قوي، وانا رئيس ذكي (Smart) ، وسوف نحقق نجاحات اقتصاديه، ونراقب حدودنا.
مع وصول ازمه كورونا اكتشف انه اهمل قطاع الصحه، والغي نظام أوباما كير للتأمين الصحي، لان الامر ليس تجاريا، ولايحقق أرباح مباشره، فبالتالي ليس له الاولويه. ضربت كورونا اهم ثلاث مناطق في أمريكا، وهي نيويورك عاصمه العالم الماليه، وواشنطن العاصمة السياسيه ومركز الحكومه الفيدراليه، وولايه كاليفورنيا الأكثر ثروه حيث يتم تصنيف اقتصاد الولاية كأكبر سابع اقتصاد في العالم علي مستوي الدول. في نفس الوقت قام ترامب بتكوين خليه ازمه لأداره الكارثة، ولكن توجهاته الشعبويه التي أعلن فيها منح كل مواطن ١٢٠٠ دولار علي الأقل، ومنح قروض للشركات لتواصل العمل، واجهت اعتراض من الكونجرس ذو الاغلبيه الديموقراطيه، متهما إياه بانه يهتم بالشركات والمعونات، ويهمل صحه المواطنين والمراكز الطبيه، خلال اهم ازمه فيروسية حاده تواجه البلاد، فقد كانت إجراءاته ليست سريعه، وأقل تفهما للوضع الصحي الكارثي للولايات الثلاث الأكثر أصابه، ولم يسرع في توجيه مصانع البلاد، واجهزه الدفاع لتوفير ابسط اجهزه مواجهه الفيروس وهي الاقنعه، سواء للطاقم الطبي او المرضي، وكذلك اجهزه التنفس التي تحتاجها الحالات المتأخرة من المصابين بالفيروس، والتي يتسبب نقصها بزياده عدد الوفيات. امس أعلن حاكم نيويورك احتياجه الي ٥٢ الف جهاز تنفس، بينما يعلن ترامب في نفس الوقت انه أرسل له اربعه آلاف. هناك أيضا أمرين خطيرين يواجهانه، أولهما فكرته في فك حظر التحرك والتزام المنازل، المفروض علي الأمريكيين لمنع انتشار الفيروس في أعياد الفصح القادم، أي خلال شهر ابريل، لان ذلك في رأيه هام لاستمرار دوران عجله الاقتصاد، وعدم حدوث كساد، قد يمنعه من الفوز بفتره رئاسه ثانيه، ولكن اذا لم يتم التغلب علي الفيروس قبل أعياد الفصح، وتنفيذه للقرار، فربما ستتحول بعض الولايات، الي حالات أصابه أسوأ مما نراه في شمال إيطاليا.
الامر الخطير الثاني هو ظهور المرشح الديمقراطي للرئاسه چو بايدن، والذي يظهر بصوره سياسي من الطراز الأول، ويسانده محطات التليفزيون الامريكيه ويعتبر تهديدا حقيقيا لترامب في الانتخابات المقبله.
حتي الآن لا نعرف كيفيه استمرار ترامب في اداره الازمه، وهل سيهزم الفيروس ادارته، ويكون السبب الرئيسي في عدم اعاده انتخابه، وهل يدرك تداعيات ما بعد كورونا الدولية من توقعات عوده تفوق اقتصاد الصين، واحتمال تأثر نظام الدولره في الاقتصاد الدولي، وضعف أوروبا التي لم تساعد إيطاليا في ازمتها الفيروسيه بالقدر الكافي، وإفلاس شركات البترول الصخري الامريكيه اذا نفذت السعوديه زياده انتاج النفط. المستقبل يبدوا ليس مضيئا بما يكفي لترامب سواء لتولي الرئاسه لفتره ثانيه او للحفاظ علي المكانة الامبرياليه للولايات المتحده الامريكيه.
نادر جوهر
⇧
شاءت الظروف ان اسافر خلال ثمانية واربعون ساعه في ظرف عائلي طارئ الي الولايات المتحده، كانت ازمه كورونا في بدايتها منحصرة في الصين، واعداد فرديه في بعض الدول الأخرى. تطورت الأمور بسرعه خارقه، وفوجئت بإلغاء رحلات الطيران من أمريكا ثم من أوروبا وأخيرا الي مصر.
مع وصول الامر ليس فقط لحظر الطيران، وانما حظر التحرك، فقد أصبحت ملازما للتليفزيون والإنترنت بولايه شيكاجو، ولكن متابع للوضع الأمريكي، وتطورات الفيروس حول العالم والوضع في مصر.
الاعلام الأمريكي منقسم مابين محطه فوكس اليمينية المتشددة، والتي أحيانا لا اصدق مايقوم به مذيعيها من التطبيل للرئيس الملهم ترامب، بل وللإساءة وما يصل الي الردح والقذف من قبل المذيعين والمذيعات في محطه فوكس، لزملائهم بالقنوات الأخرى خاصه CNN و CBS .
في بدايه الامر أصابتني الدهشة، لانني تعلمت فن التلفزة وإنتاج الأخبار التليفزيونية من العمل في شبكات التليفزيون الامريكيه، وتعلمت فن المنافسه والفوز بالخبر والتحليل، ولكن في الحقيقه لم يكن الامر يحتوي علي تعلم الردح.
الرئيس ترامب لم يتغير، فهو مصاب بحاله الزهو والفخر الناتج من انه غنيا، ويتبع ذلك انه ذكي كما يدعي. هو يدير البلاد ليس كرجل دوله سياسي ولكن كرجل اعمال، يحول كافه أمور اداره الدوله داخليا وخارجيا الي صفقات. الجانب السياسي الوحيد الذي يتبعه هو الشعبويه، ففي كل مؤتمر صحفي، او حديث للشعب الأمريكي، لابد وان يردد شعارات أمريكا أولا، ونحن اقوي دوله في العالم، واقتصادنا قوي، وانا رئيس ذكي (Smart) ، وسوف نحقق نجاحات اقتصاديه، ونراقب حدودنا.
مع وصول ازمه كورونا اكتشف انه اهمل قطاع الصحه، والغي نظام أوباما كير للتأمين الصحي، لان الامر ليس تجاريا، ولايحقق أرباح مباشره، فبالتالي ليس له الاولويه. ضربت كورونا اهم ثلاث مناطق في أمريكا، وهي نيويورك عاصمه العالم الماليه، وواشنطن العاصمة السياسيه ومركز الحكومه الفيدراليه، وولايه كاليفورنيا الأكثر ثروه حيث يتم تصنيف اقتصاد الولاية كأكبر سابع اقتصاد في العالم علي مستوي الدول. في نفس الوقت قام ترامب بتكوين خليه ازمه لأداره الكارثة، ولكن توجهاته الشعبويه التي أعلن فيها منح كل مواطن ١٢٠٠ دولار علي الأقل، ومنح قروض للشركات لتواصل العمل، واجهت اعتراض من الكونجرس ذو الاغلبيه الديموقراطيه، متهما إياه بانه يهتم بالشركات والمعونات، ويهمل صحه المواطنين والمراكز الطبيه، خلال اهم ازمه فيروسية حاده تواجه البلاد، فقد كانت إجراءاته ليست سريعه، وأقل تفهما للوضع الصحي الكارثي للولايات الثلاث الأكثر أصابه، ولم يسرع في توجيه مصانع البلاد، واجهزه الدفاع لتوفير ابسط اجهزه مواجهه الفيروس وهي الاقنعه، سواء للطاقم الطبي او المرضي، وكذلك اجهزه التنفس التي تحتاجها الحالات المتأخرة من المصابين بالفيروس، والتي يتسبب نقصها بزياده عدد الوفيات. امس أعلن حاكم نيويورك احتياجه الي ٥٢ الف جهاز تنفس، بينما يعلن ترامب في نفس الوقت انه أرسل له اربعه آلاف. هناك أيضا أمرين خطيرين يواجهانه، أولهما فكرته في فك حظر التحرك والتزام المنازل، المفروض علي الأمريكيين لمنع انتشار الفيروس في أعياد الفصح القادم، أي خلال شهر ابريل، لان ذلك في رأيه هام لاستمرار دوران عجله الاقتصاد، وعدم حدوث كساد، قد يمنعه من الفوز بفتره رئاسه ثانيه، ولكن اذا لم يتم التغلب علي الفيروس قبل أعياد الفصح، وتنفيذه للقرار، فربما ستتحول بعض الولايات، الي حالات أصابه أسوأ مما نراه في شمال إيطاليا.
الامر الخطير الثاني هو ظهور المرشح الديمقراطي للرئاسه چو بايدن، والذي يظهر بصوره سياسي من الطراز الأول، ويسانده محطات التليفزيون الامريكيه ويعتبر تهديدا حقيقيا لترامب في الانتخابات المقبله.
حتي الآن لا نعرف كيفيه استمرار ترامب في اداره الازمه، وهل سيهزم الفيروس ادارته، ويكون السبب الرئيسي في عدم اعاده انتخابه، وهل يدرك تداعيات ما بعد كورونا الدولية من توقعات عوده تفوق اقتصاد الصين، واحتمال تأثر نظام الدولره في الاقتصاد الدولي، وضعف أوروبا التي لم تساعد إيطاليا في ازمتها الفيروسيه بالقدر الكافي، وإفلاس شركات البترول الصخري الامريكيه اذا نفذت السعوديه زياده انتاج النفط. المستقبل يبدوا ليس مضيئا بما يكفي لترامب سواء لتولي الرئاسه لفتره ثانيه او للحفاظ علي المكانة الامبرياليه للولايات المتحده الامريكيه.
نادر جوهر
