نادر جوهر يكتب.. «بايدن وسلمان وخاشوقجي»

كان تاريخ خاشوقجي مليئًا بالأحداث، هو المثقف ابن المخابرات السعودية، والمتعامل مع المخابرات الأمريكية، فقد عمل بمكتب مدير المخابرات السعودية لسنين طويلة، وقام بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية، خاصة عندما قامت بالاتفاق مع السعودية وبن لادن علي التوجه الي أفغانستان، وخلق مقاومة نابعة من فكر ديني متطرف، يخلق قاعدة له في أفغانستان، ويستقطب متطوعين متأسلمين لمقاومة العدو الكافر الشيوعي الروسي، وتم تزويدهم بالمال السعودي، والسلاح الأمريكي، متضمنًا صواريخ استريللا المحمولة علي الكتف، والتي حيدت السلاح الروسي الرئيسي وهو الطائرات الهليكوبتر، وليكسب الأمريكان المعركة، وينسحب الروس من أفغانستان، وتبدأ عوده المقاتلين العرب من أفغانستان الي بلادهم، وتنشأ الحركات الجهادية التي عانت منها دول الشرق الأوسط، حتي وصلت المعركة الجهادية الي قلب نيويورك، وهدمت أبراج مركز التجارة العالمي، فدخلت أمريكا حرب أفغانستان.

تقابلت مع "خاشوقجي" في ندوة اعلامية نظمتها مع مجموعة من الزملاء الصحفيين، بطلب خاص من الأمير طلال بن عبد العزيز رحمه الله بالقاهرة، واختلفنا معه لتحيزه المطلق لتركيا، وطلب مني المساهمة والتعاون في إطلاق قناة اليوم الواحد، وهي قناه العرب التي انطلقت من البحرين، وتم إغلاقها في اليوم التالي لافتتاحها بأمر ملكي سعودي. لم أكن مقتنعًا بأنه صحفي أو اعلامي، بسبب كم العمل المخابراتي الذي قام به في حياته، لانه كان يزن الكلمة والحركة من خلال ابعاد سياسية واقتصادية، وأيضا مخابراتية، فكانت كتاباته واعماله متأثره بعوامل تتعدي حرفيه الاعلام الحر، ولا تستطيع ان تجد في كتاباته او لقاءاته التليفزيونية ما يجرح محمد بن سلمان مباشرة، لانه كان أذكي من أن يفعل ذلك، ولكن نظرت السياسة السعودية له علي انه ابنها الذي تربي علي يديها، ويعرف اسرارها بطابع عمله الطويل بأجهزتها الحكومية والمخابراتية والذي خرج عن الطوع. حادث القتل في الغالب لم يكن مدبرًا، ولكنه بدأ بعمليه تخدير وخطف لإرجاعه للسعودية، تطورت علي يد موالين للأمير محمد بن سلمان، وكما يطلق عليهم ملكيين أكثر من الملك، مما أدي لغباء في التنفيذ نتيجته سيئه، أدت لوفات خاشوقجي، تبعها جريمة اخري وهي إخفاء جثمانه. توازي مع جريمة "خاشوقجي" جريمة اخري دولية، وهي خرق الحكومة التركية لكل معاهدات فيينا للحماية الدبلوماسية والقنصلية، حيث استطاعت المخابرات التركية التسجيل الصوتي لكل ماحدث داخل القنصلية السعودية، وأتذكر انه فور وقوع الحادث كنت اشاهد قناة "سي ان ان" الامريكية، والتي استعانت بالخبير الأمني للقناة، وهو موظف سابق بالمخابرات الامريكية، والذي قال علينا ان نصبر قليلًا وستظهر الحقيقة، لان تركيا تتجسس وتسجل كل ما يحدث داخل البعثات الاجنبية لديها، والمشكلة هي كيف تعرض الامر دون ان توجه لها اتهامات، وقد لاحظنا عدم النشر العلني للتسجيلات، وسفر مديرة المخابرات المركزية الأمريكية الي انقره لسماع التسجيلات بنفسها. في النهاية حدثت جريمة قتل بشعه، لا يقبلها إنسان، والأبشع منها هو انظمه الحكم العربية التي تسمح وتعطي لافراد أمن يعملون لديها، القدرة علي خرق لبس فقط القوانين، ولكن المثل الأخلاقية، والضمير الإنساني المعدوم عندهم بحجه الولاء للسلطة وحماية البلاد. كذلك الغباء المخابراتي في تنفيذ تلك العملية، سواء كانت استجواب، أو خطف، أو قتل، في بلد مثل تركيا، قادرة علي ابتزازك والمتاجرة بأعمالك المخالفه للقانون. أما أعجب الأمور فهو عجرفه بايدن، وتصرفه بحقد ضد محمد بن سلمان، صحيح ان الجريمة بشعه، والخطأ مقصود، ولكن الاهانة التي يوجهها الي المملكة، واعتبار نفسه حامي الحريات ومنفذ القانون، ورفضه تولي بن سلمان الحكم، بأي حق يتدخل في تعيين ملك احدي الدول العربية، هل حاكمنا بوش الابن أو وزير دفاعه عن التعذيب والقتل في أبو غريب، او جوانتانامو، او غزو العراق، وقتل آلاف المدنيين ببراهين وأسباب كاذبة، وكانوا يعلمون انها كاذبة، لا أحد يوافق أو يقبل ما حدث بالقنصلية، ولكن أيضا لا نقبل بالإذلال والعجرفة الأمريكية، ما يتبقى لمحمد بن سلمان المعترف بمسئوليته عن الجريمة علنيا الا شعبيته لدي الشباب السعودي فهل تكون سنده لمواجهة القوة العظمي في العالم، وهل علينا في عالمنا العربي أن نصلح ما بداخلنا حتي نواجه الخارج بثقه ونديه. وأيضًا..https://www.facebook.com/anahwa2019