د.حبيبة محمدي تكتب من الجزائر: هذا المصطلح وتراث المستعمر


هذا المصطلح قد لايعلمه الكثيرون لكنه يحمل دلالة في الذاكرة الوطنية تحمل ابعادا ثقافية لها اسقاطات جلية في الواقع العربي المعاصر، هذا الـ«روتايو» الذى عقدته النفسية، المسلمون والجاليات العربية، والمهاجرون عموما، والجزائريون بصفة خاصة، و«الجزائر»! تحديدا!، هو مجرد وجه للسياسة العدائية الاستعمارية الدفينة!!.
بل من أقسى الوجوه فى المشهد السياسى المعاصر، وذلك بسبب سياسة العنصرية اللامحدودة، التى يعمل على تغذيتها باستمرار!!. ملفات كثيرة بين «فرنسا» و«الجزائر»، كملف الذاكرة، الجالية، الهجرة، وغيرها.. كانت مطروحة للحوار والمصالحة، أصبحت فى خلفية الاهتمامات السياسية، بسبب سياسة وتصرفات السيد «برونو روتايو» - «Bruno Retailleau»، وزير الداخلية الفرنسى!! الذى يتبنى مواقف للتصعيد، وليس للنقاش والحل!
(فى حين أن الواقع يؤكد وجود مجتمع راسخ ومتنوع وغنى بالروابط الثقافية والعاطفية والتاريخية العميقة)، والعلاقات بين فرنسا والجزائر والمجتمع الفرانكو- جزائرى، (ليست إرثا بسيطا من الماضى، كما يرى بعض المؤرخين، بل هى حقيقة حية ويومية وهيكلية، لا يمكن التراجع عنها بمرسوم أو باستراتيجية سياسية)!!.
اقرأ أيضاً
حبيبة محمدي تكتب من الجزائر: رسائل للسنة الجديدة
د. حبيبة محمدي تكتب من الجزائر.. قاسم أمين وذكراه والمرأة
د. حبيبة محمدي تكتب من الجزائر.. الفلسفة جوهر الحياة
د.حبيبة محمدي تكتب من الجزائر: كونوا أَكثر فضولًا بالأفكار لا بالناس
د. حبيبة محمدي تكتب: العلاقاتُ «الجزائرية - المِصرية» تاريخٌ مشتركٌ ومستقبلٌ واعد!
د. حبيبة محمدي تكتب.. أكتوبر والعرب
د. حبيبة محمدي تكتب.. «زكي نجيب محمود» رافدًا بين الفلسفة والأدب
د. حبيبة محمدي تكتب.. من أجل جزائر منتصرة
د.حبيبة محمدي تكتب: العجوزُ والبحر: «همينجوي» الذى أذابَ جليدَ اللغةِ!
حبيبة محمدي تكتب: «تشارلز سِيميك» عالَمٌ من الشِّعر لا ينتهى!
د. حبيبة محمدي تكتب.. «جُبران» فيلسوفُ الوعى بالحياة!
د. حبيبة محمدي تكتب من الجزائر.. عمر الشريف وصلاح جاهين
أما «روتايو» المسؤول اللامسؤول، فله استراتيجيات أخرى!!. مازال الوزير الفرنسى يبث سمومه ضد العرب والمسلمين، تعويضا عن فشله فى سياساته الداخلية، فقد رسخ لثقافة الحقد، والكراهية و«الإسلاموفوبيا»، كما يفعل اليمين المتطرف الفرنسى، بشكل عام، فى بلد يتشدق بالديمقراطية وتقبل الآخر!!. كما أن الإعلام المتطرف مشارك أيضا فى تغذية خطاب الكراهية ضد العرب والجاليات الإسلامية، وقد تجاوز هذا «الروتايو» كل المدى!.
أتصور أن فرنسا، اليوم، فى مأزق حقيقى، نقرأ ارتباكا، ليس فقط، فى منظومة اليمين المتطرف، بل فى التركيبة السياسية ككل.
سياسات وخطابات إعلامية تغذى الكراهية وتعمق الهوة بين الفرنسيين والمهاجرين، وهم الذين تربطهم علاقات تاريخية ووجدانية، لا يخطئها قارئ جيد للتاريخ المشترك، هوة كبيرة خلقت، ويوما بعد يوم، تزداد المآسى فى المجتمع الفرنسى.
وها هى أحزاب وجمعيات فرنسية، تنتفض ضد الخطابات العنصرية العدائية، وقد دعت إلى المظاهرات فى شهر «مايو» الماضى، حسب مصادر إعلامية. وحده -إذا- يتحمل «روتايو»، نتائج سياسة «الكيل بمكيالين» التى ينتهجها!.