بناء عظام صحية.. رحلة مدى الحياة تبدأ بالحليب لكنها لا تتوقف عنده

لطالما ارتبط الحليب في أذهان الأجيال بضمان صحة العظام وقوتها، حتى أصبح مشروبًا أساسيًا على مائدة الإفطار، خاصة للأطفال.
ومع ذلك، فإن النظرة التقليدية التي تجعل من الحليب الحصن الوحيد للعظام القوية أصبحت محل مراجعة علمية مع تطور الأبحاث في مجالات التغذية وصحة الهيكل العظمي.
فالواقع يشير إلى أن صحة العظام ترتكز على أساس متعدد الأبعاد يتجاوز مجرد تناول كوب من الحليب يوميًا.
اقرأ أيضاً
طرق فعّالة للتخفيف من إرهاق الحمل.. نصائح ذهبية لصحة الأم والجنين
أسرار تحضير بان كيك سريع وسهل لتناسب ذوق المرأة العصرية
بيتزا الكيك الصحية.. وصفة سهلة وسريعة لطفلكِ ولعائلتكِ
سر العجة ومذاقها الساحر.. وصفة تجمع بين البساطة واللذة
للأمهات.. الطرق المنزلية البسيطة لكشف غش الحليب وحمايتكِ وصحة أسرتكِ
أطعمة نباتية غنية بالبروتين تفوق البيض .. اكتشف مصادر الشبع الصحية لفصل الخريف
اليوم العالمي للقلب.. دعوة للحفاظ على نبض الحياة وصحة القلب
هيدي كرم تخطف الأنظار بإطلالتها الرياضية الأنيقة من داخل الجيم
بان كيك بالموز.. وصفة سهلة بمذاق رائع
النساء وفيتامين د.. لماذا يعانين أكثر وكيف يمكن التغلب على النقص؟
الرياضة البارالمبية تفقد بطلتها.. وفاة هدى شكري لاعبة منتخب الريشة الطائرة
الاكتشافات الحديثة تكشف أسرار العلاقة بين النساء ومرض ألزهايمر.. الحل يبدأ من التغذية
الحليب.. البداية وليس النهاية
رغم ما يقدمه الحليب من فوائد غذائية، أبرزها الكالسيوم والبروتين، فإن تأثيره لا يمكنه ضمان تعزيز صحي للعظام بشكل دائم منفردًا.
كما أوضح تقرير نشره موقع NDTV، فإن ذروة كتلة العظام تُبنى خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة، وتصل إلى أقصى مستوى في مطلع العشرينات.
في هذه الفترة الحرجة، يُعتبر الحليب عنصرًا داعمًا، لكن الاعتماد عليه وحده يغفل أهمية فيتامين د، المغنيسيوم، البروتين، والأنشطة البدنية المنتظمة.
الحركة وأشعة الشمس.. شراكة أساسية لصحة العظام
تشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة والحركة تلعب دورًا محوريًا في تحفيز تكوين العظام. فالتمارين التي تعتمد على حَمل الوزن مثل الجري، المشي، والقفز تعتبر محفزًا طبيعيًا لتقوية الهيكل العظمي.
وعلى الجانب الآخر، لا تقل أهمية التعرض المنتظم لأشعة الشمس.
إذ يُعزز فيتامين د من قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم من النظام الغذائي، ما يجعل هذه العلاقة التشاركية بين النظام الغذائي والأنشطة الخارجية حاجة ضرورية لا غنى عنها.
اختيارات نمط الحياة.. المفتاح الخفي
في المقابل، يعاني الهيكل العظمي من التأثير السلبي للعادات الحديثة غير الصحية. تلك المتمثلة في الحياة المستقرة أمام الشاشات، قلة النشاط البدني، وزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالسكر والمشروبات الغازية.
هذه السلوكيات المدمرة تعمل بهدوء على إضعاف صحة العظام لدى مختلف الفئات العمرية، خاصة الأجيال الشابة.
الوقاية مستمرة مدى الحياة
مع التقدم في العمر، تصبح الخيارات الغذائية والنشاط البدني أكثر تأثيرًا من أي وقت مضى. الاهتمام بتناول البروتينات، الخضراوات الورقية الداكنة، المكسرات والبذور يلعب دورًا مساعدًا في الحفاظ على كثافة العظام وتقليل خطر الإصابة بحالات مثل هشاشة العظام.
يرى خبراء التغذية والصحة أن الوقاية من هشاشة العظام ليست خطوة مؤقتة بل عملية مستمرة تبدأ منذ الطفولة وتستمر مدى الحياة.
صحة العظام تشبه سباق ماراثون طويل الأمد وليس عدوًا سريع الخطوات. صحيح أن الحليب واحد من الركائز الأساسية لنمو العظام في المراحل الأولى من الحياة، لكنه ليس الحل الوحيد.
التغذية المتوازنة والنشاط البدني المُنتظم، إلى جانب التعرض المستمر لأشعة الشمس والابتعاد عن السلوكيات والعادات الضارة، هي السر الحقيقي لبناء عظام قوية والحفاظ عليها.