الحسين عبد الرازق يكتب: اللعب مع الصغار!


يبدو – والعلم عند الله – أن رئيس وزراء إسرائيل قد اضطر إلى اتخاذ إجراء عاجل لإنقاذ سمعة "الكيان" بعد أن انكشف كل شيء وبان!
ربما أدرك أهمية الإعلام الرقمي ودوره المحوري والهام في تشكيل الرأي العام، فالتقى مؤخراً بـ"المؤثرين" على وسائل التواصل لترميم صورة إسرائيل عالميًا، عبر منصات لم تعد حكرًا على المؤسسات، بهدف تبرير التجاوزات!
أيقنت تل أبيب أن المعركة مع العرب لم تعد مقتصرة على ساحات السياسة أو شاشات الفضائيات، وإنما في هواتف الشباب، عبر "تيك توك" و"يوتيوب" و"إنستجرام"، حيث الانتشار الصاروخي للكلمة والخبر والصورة والفيديو، فكان قرارها باختراقهم.
اقرأ أيضاً
الحسين عبد الرازق يكتب: التصعيد الإسرائيلي وسط جهود التهدئة!
الحسين عبد الرازق يكتب: شراكة استراتيجية في زمن التحديات!
الحسين عبد الرازق يكتب: شراكة استراتيجية في زمن التحديات!
الحسين عبد الرازق يكتب: حفلات مهرجان العلمين!
الحسين عبدالرازق يكتب: بعد أن تهدأ العاصفة!
الحسين عبد الرازق يكتب: معركة الحفاظ على الهوية!
الحسين عبد الرازق يكتب: لا تُلبسوا الكذب ثوب النضال!
الحسين عبد الرازق يكتب: بشِّروا ولا تُنفِّروا!
الحسين عبد الرازق يكتب: المعارك لا تُخاض من الفنادق!
الحسين عبد الرازق يكتب: ليست حبرًا على ورق!
الحسين عبد الرازق يكتب: مش هيتكرر تاني في مصر!
الحسين عبد الرازق يكتب: ثم ماذا بعد؟!
نحن لسنا معنيين بلقاءات بنيامين؛ من سيقابله أو سيجتمع بمَين، هو حر. ما يهمنا بالأساس هو تأثير هذا اللقاء وما سيعقبه من لقاءات على شباب العرب، تحديداً الجيل Z؛ لأن إعادة تدوير المحتوى وفق ما يريد خصومنا سيخلق انطباعًا مغايرًا تمامًا للواقع، وربما يتحول الانطباع إلى تطبيع!
تطبيع ذهني في البداية، يتبعه تغيير تدريجي في المواقف، وهنا تكمن الخطورة!
لقاء السيد بنيامين مع الإخوة المؤثرين يهدف إلى تجميل الصورة، وهو ما قصدناه بالخطورة.
ستتحول إسرائيل تدريجيًا من قوة احتلال وتهجير، إلى دولة تتحدث بلغة التكنولوجيا والحرية والإنجازات، وليست كيانًا غاصبًا يرتكب الجرائم يوميًا بحق شعب أعزل!
سيستقبل الجيل الجديد "الجيل Z" ما ستقوله إسرائيل، وما ستقدمه في محتوى ساخر أو "ترند"، فتتآكل الممانعة الثقافية والمقاومة المجتمعية، وهو ما يريده بنيامين؛ ونحن في مكاننا قاعدين!
هل دربنا صُنّاع المحتوى "عندنا" على نشر السردية الحقيقية للقضية الفلسطينية بشكل مؤثر وجذاب؟
إن كنا لم نفعل، فلماذا لا نفعل؟
في زمن "الميم" و"الترندات"، لم تعد المقالات كافية، ولا النشرات شافية؛ نحن في زمن البث المباشر والفيديوهات، وتقديم الحقائق بشكل بسيط، مختصر، مقتضب، يفي بالغرض ولا يصيب بالملل!
وأخيرًا نقول:
لقاء السيد بنيامين بالإخوة المؤثرين ليس حدثًا عابرًا، وإنما هو لعب على المكشوف، بلا مواراة أو كسوف؛ لعب مع الجيل الجديد، لعب معهم وعليهم!
هي رسالة واضحة تقول، ان المعركة على العقول، والتسلل إلى القلوب، تُدار حالياً عبر الشاشات، واللعب في الخوارزميات! حفظ الله مصر.