الحسين عبد الرازق يكتب: المعارك لا تُخاض من الفنادق!


مصر لم ولن تُفرّط في دعمها للقضية الفلسطينية، لن نسمح بتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم، مهما كان الثمن.
قالها الزعيم قوية، مدوّية، صريحة، مريحة، واضحة، كافية، شافية، ووافية؛ أثلجت قلوب المخلصين، وقدّت مضاجع المنافقين، المزايدين، المتاجرين بدماء إخوتهم من الفنادق المكيّفة!
إنها مصر وكفى...
هذا هو موقفها الذي لم يتغير في تاريخها الحديث كله.
فيا أيها المتاجرون، أنتم تديرون قضيتكم من بوفيه مفتوح، فقولوا في حقها خيرًا، أو ابلعوا ألسنتكم، وليسعْكم صمتكم!
مصر خاضت أربع حروب، شارك فيها جيشها، نزفت غزير دمائها، وتأثّر اقتصادها دفاعًا عن فلسطين، التي منها خليل الحية، صاحب الافتراءات والمغالطات، والهرتلات اللي رايحة جاية!
أين كنت يا "أخ خليل" حين قال عبد الناصر:
"إن القضية الفلسطينية ليست قضية حدود، بل قضية وجود"؟
هل سمعت كلمة الزعيم السيسي قبل يومين؟
أم أن جدران الفنادق عندكم عازلة للصوت والكرامة؟!
في كل أزمات أمتنا، كانت مصر حاضرة، حاضنة، محاربة، مجاهدة، مساندة، ومعاضدة...
حين هرول البعض مدبرين، خائبين، خائفين، كانت القاهرة حاضرة، حائط الصد الأمين، وحصن الأمة الحصين، فلا تزايدوا علينا، وكونوا للحق منصفين، حاولوا تكونوا محترمين، ولا تذكروا اسم مصر إلا وأنتم متوضئين!
إن كانت بلدنا قد ترفّعت عن الرد على ترهاتكم، فهذا من حسن خُلُقها،
فمن كان له مثل تاريخها، لا يرد على تفاهاتكم بالخطابات والأقوال، بل كان ردها بالأفعال.
من لا يملك سوى الكلام، عليه أن "ينقطنا بسكاته"، ويلزم الأدب والاحتشام؛ فدماء الشهداء أغلى من تصريحاتكم، من الفنادق!
لا تمنحوا أنفسكم مجدًا زائفًا، وحافظوا على ما بقى لكم من احترام.
فلسطين لن تتحرر بالكلام، ولن تُعلنوا استقلالها من فوق أسِرّة الفنادق!
البون شاسع يا خليل، بين من تعوّدت أنوفهم على أدخنة الخنادق، والمجاهدين بالكلمات من بين جنبات الفنادق!
حفظ الله مصر.