الحسين عبد الرازق يكتب: لا تُلبسوا الكذب ثوب النضال!


متى كانت مصر غائبة، يا ذوي العقول الخائبة؟
متى قصّرت في حق الأشقاء، كما يدعي الأغبياء؟
متى تاجرَت بدماء الفلسطنيين، مثلما فعل بعضكم يا من لتتظاهرون ضدها؟!
شعارات جوفاء، هتافات مشبوهة، ولافتات مضللة، خرجت للطعن في القاهرة... فهل هذا جزاؤنا؟!
أنتم أعداء حقيقيون، لستم مناصرين كما تدّعون، وأنتم لمصر كارهون.
يا من تظاهرتم بالأمس في قلب تل أبيب... أنتم حتمًا ستفشلون!
مصر التي عمل أسيادكم على إسقاطها، شاءت إرادة الله أن يتّحد أبناؤها خلف قائدهم، ليرد كيدكم إلى نحوركم، ولهذا ثارت ثائرتكم، وأشعل الحقد نيرانكم!
قلتم إن مصر أغلقت معبر رفح، ونسيتم — أو لعلكم تناسيتم — أن من يحتل الحدود الشرقية للقطاع هو من يتحكم في غزة كلها: برّها، وبحرها، وجوّها... فلماذا رفعتم لافتات تهاجم القاهرة وتغافلتم عمّا فعله الاحتلال؟!
من هتفوا ضد مصر بالأمس احتموا بجنود إسرائيل، اتّهموا مصر بالتخاذل، ولم ينبسوا ببنت شفة ضد أولئك المجرمين، وكأنهم غير موجودين!
أليس في هذا دليل على أن من يهاجم بلدنا من تل أبيب لا يدافع أبدًا عن غزة، وإنما يرتكب جُرمًا مزدوجًا:
يتطاول على من يدعم، ويتعامى عن من يُجرم ويقتل، يذبح ويظلم!
كفى تضليلًا ومزايدة، كفى خلطًا للأوراق، ونعيقًا ونهيقًا في الأبواق!
مصر الكبيرة، كانت ولا زالت، وستظل دومًا قلب الأمة النابض، وحصنها الحصين الرافض.
لم تكن يومًا، ولن تكون، خادمًا لمخططاتكم، ولا صدى لهتافاتكم!
هتفوا، وشتموا، وضللوا، واتّهموا...
فترفعت مصر عن المزايدات، وأصدر الرئيس أوامره المباشرة بالإسقاط الجوي للمساعدات.
قرار إنساني شجاع، ورسالة جديدة تقول:
نحن مع غزة بالفعل، لا بالقول.
لقد كان الخميس الأخير من يوليو يوم سقوط الشعارات... وإسقاط المساعدات.
إنني هنا لا أدافع عن مصر، فمصر ليست موضع اتهام، وإنما موضع رجاء.
لم تبخل يومًا بالعطاء، فتحت الأبواب، وأرسلت القوافل...
فتأدّب، أيها المُغيب، أو المغفّل، أو الغافل!
مصر كانت، وستبقى، راعية السلام، درع العروبة، وضمير الأمة.
فلا تزايدوا، ولا تضللوا، ولا تُلبسوا الكذب ثوب النضال.
حفظ الله بلدنا.