ميكروبيوم أمعاء الرضع.. حجر الأساس لصحة المناعة ومستقبل الأمراض غير المعدية


أظهرت دراسة حديثة أن ميكروبيوم أمعاء الرضع يلعب دورًا حاسمًا في بناء جهازهم المناعي وتقليل خطر الإصابة بالأمراض غير المعدية في مراحل لاحقة من حياتهم.
وفقًا لما نقله موقع Medical Express، فإن ما يقرب من ربع الأطفال يعانون من نقص في البكتيريا المعوية المفيدة الضرورية لتدريب المناعة المبكرة، ما يجعلهم عرضة للإصابة بحالات مرضية مثل الحساسية، الربو، والأكزيما قبل بلوغهم عمر السنتين.
واستحوذت بكتيريا البيفيدوباكتيريا على اهتمام الباحثين كونها واحدة من أولى المجموعات البكتيرية التي تستوطن الأمعاء وتساهم في تعزيز الصحة العامة للمضيف.
اقرأ أيضاً
النوم الصحي.. المفتاح السحري لفقدان الوزن بلا عناء
حبة البركة.. كنز طبيعي لصحة القلب والتمثيل الغذائي
5 طرق للسيطرة على ارتفاع مستويات السكر في الدم بعد تناول الوجبات
الاستحمام بالماء البارد.. سرّ التعافي السريع وتحسين المزاج والتمثيل الغذائي
الضوء الاصطناعي أثناء النوم.. التأثيرات السلبية على صحة القلب والتمثيل الغذائي
توازن الهرمونات يبدأ من طبقك.. كيف تؤثر اختياراتك الغذائية على صحتك الهرمونية؟
الزبادي.. كنز صحي للجهاز الهضمي وتعزيز التمثيل الغذائي للسيدات
للأمهات.. الصحة تعلن عن ضخ كميات كبيرة من ألبان مرضى التمثيل الغذائي للمراكز العلاجية
في سن الأربعين.. احذروا هذه الأطعمة خلال وجبة الفطور
ترتبط هذه البكتيريا بالوقاية من أمراض التمثيل الغذائي، التهابات الجهاز الهضمي، والاضطرابات الالتهابية، ومع ذلك، كشفت دراسة نشرتها مجلة "Communications Biology" عن نقص ملحوظ في هذه السلالات بين الرضع المشاركين بالدراسة، والتي شملت بيانات 412 طفلًا يمثلون التنوع السكاني في الولايات المتحدة.
تشير البيانات الصحية طويلة المدى إلى أن غياب بكتيريا البيفيدوباكتيريا لدى الرضع قد يساهم في ظهور استعداد وراثي للإصابة بأمراض الحساسية.
وبالتزامن مع الانتشار المتزايد للحالات التحسسية في العقود الأخيرة، أصبح العلماء يدركون بأن الألف يوم الأولى من حياة الطفل – منذ فترة الحمل وحتى عمر السنتين – تلعب دورًا جوهريًا في تشكيل مناعته وصحته المستقبلية.
عوامل مثل طبيعة الولادة (قيصرية أو طبيعية)، الرضاعة (طبيعية أو صناعية)، والتعرض للمضادات الحيوية تؤثر بشكل كبير على تنوع ميكروبيوم الأمعاء وتؤدي إلى اختلال التوازن فيه.
ووفقًا للدراسة، أظهر 25% من الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين شهر إلى ثلاثة أشهر نقصًا في سلالات البيفيدوباكتيريا، وكانت المشكلة أكثر وضوحًا لدى الأطفال المولودين قيصريًا بنسبة 35% مقارنة بـ19% لدى الأطفال المولودين طبيعيًا.
اللافت أن الولادات القيصرية عادةً ما ترتبط باستبدال البكتيريا المفيدة بسلالات أخرى مُمْرضة تستهلك سكريات متواجدة في حليب الأم، مما ينعكس سلبًا على تشكيل نظام الأمعاء الصحي للطفل.
الدراسة تمثلت بمبادرة بحثية واسعة النطاق تحت اسم "My Baby Biome"، استمرت لمدة 7 سنوات واستهدفت رصد التحولات في ميكروبيوم أمعاء الرضع وعلاقتها بالمركبات الناتجة عن النشاط الأيضي للميكروبات.
توصل الباحثون إلى أن الميكروبات الغنية بسلالات البيفيدوباكتيريا تحتوي على عدد أقل من الجينات المسببة للأمراض والمقاومة للمضادات الحيوية، بجانب إمكانيات أيضية محسّنة تعزز صحة الطفل.
في كل الأحوال، بينما لا يزال مصطلح "اختلال توازن الميكروبيوم" موضع جدل علمي، فإن النتائج تؤكد أن غياب سلالات البيفيدوباكتيريا الرئيسية يشكل اضطرابًا فعليًا قد يُهدد صحة الطفل في وقت مبكر من حياته، ما يستدعي العمل على تحسين فهم هذه الديناميكية وأخذها بعين الاعتبار عند تخطيط استراتيجيات التغذية والرعاية