السيلينيوم.. المعدن الذي قد يحمي قلبك بشروط


لا تزال أمراض القلب والأوعية الدموية تتصدر قائمة الأسباب الرئيسية للوفاة عالميًا، إلا أن السيلينيوم، وهو عنصر غذائي مهم، قد يشكل درع حماية من مخاطرها عند تناوله بالكمية المناسبة.
وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف إنديا"، يتمتع هذا المعدن بأهمية تتجاوز دوره التقليدي في الجسم. ولكن كما هو الحال مع معظم الأمور الصحية، فإن التوازن في استهلاكه هو الأساس.
دراسة واسعة تكشف أهمية السيلينيوم
اقرأ أيضاً
الرضاعة الطبيعية.. دعائم الصحة للأم والطفل في ظل التحديات الصحية
دراسة.. تناول كميات كبيرة من الدجاج يزيد خطر الوفاة والأمراض القلبية
وداعًا للالتهابات المزمنة.. أطعمة خارقة من مطبخك تحميك من الأمراض وتطيل عمرك
الصحة تحذر من مخاطر الإفراط في تناول الدهون
دراسة تحذّر.. النساء أكثر عرضة لمخاطر أمراض القلب رغم نمط الحياة الصحي
الكوليسترول المرتفع.. القاتل الصامت الذي يهدد قلبك بصمت
تناول الحلويات والمعجنات ليلا.. المخاطر الصحية والبدائل الصحية
أمراض القلب لدى النساء.. علامات تحذيرية يجب الانتباه إليها
التوتر وأمراض القلب.. كيف يؤثر الضغط النفسي على صحتك وكيف تتغلب عليه؟
احذري هذه العلامة الصامتة.. كيف يكشف فقدان السمع عن خطر الكوليسترول المرتفع لدى النساء؟
تحذير طبي جديد.. تنظيف الأسنان ليلًا قد ينقذ قلبك من الخطر
خلي بالك منها.. علامات تكشف تراكم الدهون على القلب وارتفاع الكوليسترول فى رمضان
من خلال تحليل بيانات جمعها المسح الوطني للصحة والفحص الغذائي (NHANES) بين عامي 2003 و2018، ومن عينة شملت أكثر من 39,000 شخص، لوحظ أن تناول السيلينيوم بكمية متوازنة يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب مثل النوبات القلبية.
ومع ذلك، تُظهر النتائج أن تجاوز الجرعة اليومية الموصى بها - حوالي 135 ميكروجرام - قد يؤدي إلى تراجع الفوائد المفترضة لهذا المعدن بل ينقلب ضررًا في بعض الحالات.
مصادر غنية بالسيلينيوم
لحسن الحظ، يُمتص ما يصل إلى 80% من السيلينيوم الغذائي بسهولة في الجسم، الأمر الذي يجعل الحصول عليه عبر النظام الغذائي خيارًا مثاليًا.
تشمل أفضل مصادر هذا العنصر المكسرات البرازيلية (باعتدال)، بذور دوار الشمس، الحبوب الكاملة، البيض، والأسماك، بينما لم تُظهر المكملات الغذائية نفس الفعالية مقارنة بالمصادر الطبيعية.
لماذا يحتاج القلب إلى السيلينيوم؟
السيلينيوم ليس مجرد معدن بسيط؛ فهو جزء أساسي من عمل إنزيمات قوية كمضادات أكسدة مثل الجلوتاثيون بيروكسيديز (GPx) وثيوريدوكسين ريدوكتاز (TrxR).
هذه الإنزيمات تعمل على حماية الخلايا من الإجهاد التأكسدي، الذي يعد عاملًا أساسيًا في تلف القلب والأوعية الدموية.
انخفاض مستويات السيلينيوم ارتبط بزيادة الدهون الثلاثية والكوليسترول وارتفاع نشاط الجذور الحرة التي تسبب الأكسدة.
ولكن، وكما هو الحال مع أي مغذٍ، الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى عواقب عكسية خطرة، حيث ينتج عنه مركبات قد تضر الخلايا بدلًا من حمايتها.
السيلينيوم وضغط الدم: عامل مؤثر
تلعب حالة المريض الصحية دورًا كبيرًا في مدى تأثير السيلينيوم على الوقاية من أمراض القلب. فقد كشفت الدراسات أن الأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم يحصلون على فوائد أكثر وضوحًا عند تناول السيلينيوم بنسب متوازنة، في حين كانت الفوائد أقل بالنسبة لأصحاب ضغط الدم المرتفع.
هذا يثبت أن صحة القلب تتطلب مزيجًا من عوامل متعددة، تتضمن السيلينيوم، نمط الحياة الصحي، إدارة التوتر ونظامًا غذائيًا متوازنًا.
هل السيلينيوم هو الحل المثالي؟
على الرغم من الوعود الكبيرة التي تقدمها الدراسات حول دور السيلينيوم في الحماية من أمراض القلب، إلا أن الصورة الكاملة لهذا العنصر لم تكتمل بعد.
فبعض الأبحاث تشير إلى عدم وجود أثر واضح لتناول مكملات السيلينيوم بمفردها، وأخرى تؤكد مخاطره في حال الإفراط دون تنسيق مع العناصر الغذائية الأخرى أو دون الاعتماد على مصادر طبيعية.
في النهاية، يكمن السر في تحقيق التوازن بين الاستفادة من السيلينيوم والحذر من مخاطره المحتملة.
وما يظل ثابتًا هو دوره الفعال كجزء من نظام غذائي شامل يراعي كافة احتياجات الجسم للحفاظ على صحة القلب.