الخميس 15 مايو 2025 11:20 مـ 17 ذو القعدة 1446هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
زعيم حزب بلجيكي يقترح قانوناً لدعم سيادة المغرب على الصحراء في خطوة لتعزيز العلاقات الثنائيةرحيل الدبلوماسية المغربية حليمة الورزازي، سيدة الظل التي أنارت دهاليز الأمم المتحدةالمحكمة العليا تُلزم أولياء الأمور بتسليم أجهزة التابلت بعد التخرجهيئة الأرصاد تنفي شائعات العاصفة شيماء وتتوقع طقسًا حارًا غدًا الخميسهزة أرضية مفاجئة تضرب القاهرة ومحافظات أخرىموجة حرارة تجتاح مصر، توقعات الطقس اليوم الأربعاء 14 مايو 2025فرصة ذهبية لمعلمي الحصة، مسابقة يونيو تفتح أبواب التعيينوكالة الأونروا: القطاع يواجه كارثة غذائية بعد نفاد آخر مخزون الطحيناستشارية علاقات زوجية: الصراحة بين الزوجين يجب أن تكون معتدلة ولطيفةالحسابات الفلكية تكشف موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025في مشهد إنساني مؤثر، شيخ الأزهر يكرّم الطفل أنس تقديرًا لنبوغه في حفظ المتون العلميةموجة حر قاسية تجتاح مصر، درجات الحرارة تقترب من 44 درجة ابتداءً من الجمعة
فنون وثقافة

السيناريست عماد النشار يكتب: الجاثوم والحاسوب وجهان لسطوة واحدة

السيناريست عماد النشار
السيناريست عماد النشار

ما بين كائن خرافي يداهمك في عتمة نومك، وآلة تكنولوجية تبدو بريئة، لكنها تقتحم يقظتك وتخطف انتباهك، يجد الإنسان نفسه ضحية جاثومين، أحدهما يهاجم الجسد، والآخر يسلب الإرادة والعقل. إنها مفارقة مرعبة حين يتحوّل الليل إلى كابوس بيولوجي، والنهار إلى شرك رقمي، لنكتشف بسخرية مريرة أن الرعب لم يعد يسكن الليل فقط، بل بات يمتد معنا حتى في وضح النهار.

لا شيء يُرعب الإنسان كعجزه، عندما تستيقظ فجأة لتجد نفسك عاجزًا عن الحركة، العين تفتح، القلب ينبض، لكن الجسد يرفض الانصياع. هذا هو "الجاثوم"، الكائن الليلي الأسطوري الذي يغتصب لحظات سكونك، ليذكّرك أنك لست سيد هذا الجسد تمامًا.

لكن دعونا ننتقل من الليل إلى النهار، وباقي اليوم من الوسادة إلى الشاشة، عندما يجثم الجاثوم ونفتح الحاسوب الذي أصبح اليوم داخل الهاتف المحمول، نسلم أنفسنا له بكامل وعينا، ويفعل بنا ما يشاء، خوارزميات تعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا، منشورات مموّلة تسرق انتباهنا، إشعارات تتسلل كما يتسلل الجاثوم إلى صدر النائم. هل نحن أحرار أمامه؟ أم سجناء في دهاليز "الترند"، و"الفلاتر"، و"اللايكات" التي تمطر علينا، كما تمطر الكوابيس على نائم لم يتحصن بالأذكار؟

الجاثوم البيولوجي قد يأتينا مرة في الشهر، أما الجاثوم الرقمي، فهو يُقبّل جبهتنا كل صباح، يدغدغ إصبعنا لتنقر، ويوسوس في آذاننا لنبقى قليلاً، هناك فيديو جديد لا يمكن تفويته، والأدهى نبتسم له، نرحب به، ونهيئ له المكان، كما يُهيّأ للضيف الثقيل فنجان القهوة.

الجاثوم كائن صريح. لا يختبئ، لا يجامل، لا يطلب كلمة سر. يأتينا صراحةً، يجثم على صدورنا، يطبق على أنفاسنا، ثم يرحل كما جاء. لا إشعارات، لا تحديثات، فقط لحظة رعب خالصة.

أما الجاثوم الآخر، ذلك الذي تغمز لنا شاشته من بعيد، فهو أكثر دهاء، لا يهاجم دفعة واحدة، بل يتسلل، يبدأ بإشعار بسيط، صديق نشر قصة جديدة، ثم يأخذنا في جولة لا نعرف لها نهاية، قبل أن ندرك أننا قضينا ساعات نتابع فيديوهات أخرى على تطبيق لا نعرف متى وكيف قمنا بتحميله!

الفرق بين الجاثومين، الأول يُشلنا جسديًا، الثاني يُشلنا ذهنيًا، الأول يجعلنا عاجزين عن الحركة، الثاني يجعلنا غير راغبين فيها، الأول يغادرنا عند اليقظة، أما الثاني فيتربص بنا عند الاستيقاظ، في العمل، في الحمام، في السرير، وحتى أثناء صلاتك يُرِنّ الهاتف، فتتساءل من المتصل؟ هل هو أمر طارئ؟ أم مجرد إشعار من تيك توك؟

والأدهى، الجاثوم الحقيقي لا يسرق منا سوى دقائق، لكن الجاثوم الرقمي يسرق أيامنا، عقلنا، رأيك، ذوقك، وحتى هويتك. يختار لك ما تحب، ما تضحك له، من تعجب به، ومن تكرهه،حزنك لا يُحسب إن لم يُوثّق، وفرحتك لا تُعاش إن لم تُشاركها مع المتابعين.
في زمنٍ صار فيه الجاثوم الرقمي أكثر وفاءً من بعض الأصدقاء، وأكثر حضورًا من أفراد العائلة، لم يعد الخلاص مسألة زر يُغلق أو جهاز يُطفأ،المسألة باتت أعمق، بعدما فقدنا القدرة على قضاء فراغنا من دونه، أو أن نملأ الصمت بحديث داخلي لا يبدأ بـمرحبًا شات جي بي تي، ولا ينتهي بمنشور سطحي عن قهوة الصباح؟
الجاثوم القديم، على قسوته، لا يطمح لأكثر من جسدك. أما الجديد فهو يطمع بروحك، بوقتك، بفكرك، بأن تجلس ساعات تحدّق في لا شيء، وتقنع نفسك أنك رأيت كل شيء،وربما الحل ليس في قطع الاتصال، بل في استعادته، لكن مع أنفسنا، وأما إن شعرت بشيء يجثم على صدرك، فتأكّد أولًا هل أنت نائم أم فقط متّصل بالواي فاي؟!

السيناريست عماد النشار الجاثوم الحاسوب

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الخميس 11:20 مـ
17 ذو القعدة 1446 هـ 15 مايو 2025 م
مصر
الفجر 03:22
الشروق 05:02
الظهر 11:51
العصر 15:28
المغرب 18:41
العشاء 20:09