الأربعاء 10 ديسمبر 2025 05:25 مـ 19 جمادى آخر 1447هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
بقلم آدم وحوا

محمود حسن يكتب.. «بدون مساحيق»

محمود حسن
محمود حسن

كانت مصر قبل يناير 2011 مستقرة نوعًا ما من حيث الأمن الداخلي والخارجي وأسعار السلع وسعر الصرف ونسبة البطالة وحركة التجارة فلا حروب ولا انفجارات ولا شهداء إلا ما ندر، ولكنه كان في الواقع استقرار وهمي خادع أو مصنوع، فقد وصلت حالة التضخم إلى منتهاها وتراكمت تلال الديون الخارجية والداخلية إلى حد ينذر بوقوع كارثة الإنهيار في أقرب وقت لا محال، ولكن رئيس الدولة آنذاك كان يؤخر ويؤجل وقوع الكارثة بمسكنات مختلفة، ربما من خلال القروض المستهلكة والغير مبررة، أو معونات دول الغرب التي يهمها ويعنيها ويفيدها بقاء الحال على ما هو عليه، أو من التسول على بعض الدول العربية التي توفرت عليهم أوراق ضغط بطريقة أو بأخرى من خلال ألاعيب زبانيته مبارك وسوزان ومنهم من يساند مصر من أجل استقرار بلده، وجميعهم يجود بالقليل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع أو بما يبقي على استمرار التنفس.

فأهملت التنمية وذبحت مصانع القطاع العام ودمرت الزراعة، وشيعت جنازة القطن المصري الفريد الذي نسجت من غزله أعظم قصور الباشوات، وتدهورت الصحة، واغتصب الإعلام، وأتوا بكل زناة الأرض إلى غرفة التربية والتعليم فحملت سفاحا وأنجبت منتج لقيط مشوه له مئات الآباء، وألقى بالثقافة والفنون في مراحيض عامة مليئة بجميع الفيروسات والبكتريا الضارة، فطفت على السطح الجيف والحشرات القميئة، فعمت بيئة ملوثة غير صالحة للحياة الآدمية.

وجائت الطامة الكبرى حينما ظن أو تخيل أو حلم بأنه يستطيع أن يلوح بفكرة توريث الحكم، ولم يكن يعلم بأن الكفر أهون عليه من هذا الحلم، وأن نجوم السماء أقرب إليه من ذاك الوهم، وكأنما قد أنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين ونسي أن المنهج الساري منذ أن ركب الملك فاروق مركب المحروسة إلى منفاه الأخير، إنه لا ولن يسمح له أو لغيره بمثل هذا الهراء مطلقًا، فقتله حلم التوريث ودمر تاريخه بمره ومره أيضًا.

وجاء يناير 2011 ليرفع غطاء "البلاعة" لتتدافع جموع الحشرات والميكروبات والروائح الكريهة لتكشف حقيقة ما كانت عليه الحالة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية للبلد ولترفع النقاب عن وجه هذا النظام القبيح، ولأن الجيفة لا يشتهيها سوى الحيوانات المفترسة فسال لعاب الإخواني وأسرع ليلتهم مخلفات من سبقه في الحكم، و"ضعف الطالب والمطلوب" فعاثوا في الأرض مفسدين برعونة وعدم خبرة ولا حنكة ولا أصول ولا إتباع لصحيح الدين فزادوها رهقًا وحملوها فوق ما تحمل فزاد التضخم وشلت الموارد وتجمدت الحركة وتصلبت الشرايين.

فهب الشعب مستغيثًا وثار تارة أخرى في 30 يونية 2013 فانبعث الأمل ودبت الحياة في الجسد المصري الذي تيبس وكاد يموت، وظن المواطن المسكين أنه سينعم بمباهج الحياة في ليلة وضحاها، ولم يحسب أو يعرف انه أصبح يعيش في بلد أشبه ما يكون بقرية العزير الخاوية على عروشها والذي قال فيها، "أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ".

ونسي المواطن المسكين أن الهدم أسرع وأسهل بكثير من البناء 'فكم تستغرق من الوقت بلدًا تعرضت للهدم منذ عقود"؟، فأصيب المواطن البسيط بصدمة وخيبة أمل وتخبط وعدم وضوح رؤية وإختلال توازن وعدم فهم، فبدء الشك يتسلل إلى قلبه وبدء في فقدان الثقة في كل شيئ، وله كل الحق لأن الحاجة مذلة والعوذ قاهر، ولاسيما في وجود الأبواق المغرضة ونهيق الأعداء الذي يصم الآذان عن صوت الحق ويعمي الأعين فيحجب رؤية الحقيقة، مع غياب الإعلام القوي الأمين القادر على الوصول لقلب المواطن بصدق وأمانة ليبين للناس ما يجهلون.

والآن وجب أن أقول، مهما كانت المسئولية عظيمة والتبعات جسام فلا يجب ان يلهيكم ذلك أيها القادة عن مراعاة طبيعة وظروف البسطاء الذين لا يتعدى نظرهم ما بعد أقدامهم ولا يعنيهم إلا لقيمات تقمن أصلابهم ويقتات بها أبنائهم، ومهما كان الإصلاح الإقتصادي له أنياب، يجب على القيادة محاولة إعادة الثقة وتوفير الأساسيات وتلبية الإحتياجات العاجلة بما يهدء من روع المواطن ويبعث في نفسه الطمأنينة ويمكنه من الاستمرار في المساندة، ولا يجب أن نغفل أن الفقر يخلف كوارث وأمراض اجتماعية وجرائم مستحدثة، الفقر منصة إنطلاق كل الجرائم، فالبشر أهم من الحجر، وكل ما أخشاه أن نكسب إصلاح الجماد ونخسر الإنسان الحي، وأأمل أن يكون النظر إلى البشر بالعمل لا بالقول، وكفانا مساحيق فلم تعد البشرة تحتمل.

محمود حسن بدون مساحيق

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.5123 47.6114
يورو 55.4801 55.6053
جنيه إسترلينى 63.4669 63.6040
فرنك سويسرى 59.3978 59.5291
100 ين يابانى 30.7423 30.8084
ريال سعودى 12.6598 12.6869
دينار كويتى 154.8035 155.1768
درهم اماراتى 12.9356 12.9636
اليوان الصينى 6.7185 6.7329

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6430 جنيه 6405 جنيه $135.24
سعر ذهب 22 5895 جنيه 5870 جنيه $123.97
سعر ذهب 21 5625 جنيه 5605 جنيه $118.34
سعر ذهب 18 4820 جنيه 4805 جنيه $101.43
سعر ذهب 14 3750 جنيه 3735 جنيه $78.89
سعر ذهب 12 3215 جنيه 3205 جنيه $67.62
سعر الأونصة 199950 جنيه 199240 جنيه $4206.45
الجنيه الذهب 45000 جنيه 44840 جنيه $946.68
الأونصة بالدولار 4206.45 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأربعاء 05:25 مـ
19 جمادى آخر 1447 هـ 10 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:08
الشروق 06:40
الظهر 11:48
العصر 14:37
المغرب 16:55
العشاء 18:18