الرياضة وأسرار مقاومة الشيخوخة.. دراسة تكشف العلاقة بين النشاط البدني والشيخوخة الجينية


قام باحثون من جامعة توهوكو اليابانية بتحليل الأدلة التي تربط ممارسة التمارين الرياضية بانتظام بالنشاط البدني وتأثيرهما الإيجابي على الشيخوخة الجينية، مما يشير إلى إمكانية تقليل سرعة تقدم الجسم في العمر الجزيئي، ويُقدَّم ذلك كوسيلة واعدة لتحسين الصحة وإطالة فترة النشاط والحيوية على المدى الطويل.
بحسب موقع "News Medical Life Science"، تُعرَّف الشيخوخة الجينية (الإبيجينية) بأنها تغييرات تُحدثها عوامل فوق جينية في الحمض النووي (DNA)، مما يعكس سرعة تحول الخلايا والأنسجة إلى حالات متقدمة من العمر على المستوى الجزيئي.
هذه الظاهرة تُمكّن العلماء من قياس التغيّرات عبر ساعات إبيجينية، تعتمد على أنماط تعديل كيميائي تُعرف بـ"ميثلة الحمض النووي"، والتي تؤثر على نشاط الجينات بشكل مستقل عن العمر الزمني الذي يُحسب بعدد سنوات حياة الفرد.
اقرأ أيضاً
تعرف على أسرار النمو السريع للشعر والأظافر.. بين الصحة والإشارات التحذيرية
برج الدلو: مارس التمارين الرياضية بانتظام
التمارين الرياضية.. سلاح فعّال في مواجهة آثار علاج السرطان وتعزيز التعافي
ابدأ يومك بنشاط لتحسين صحتك النفسية وتقليل الاكتئاب
أمراض القلب لدى النساء.. علامات تحذيرية يجب الانتباه إليها
المشي بعد العشاء.. عادة بسيطة بفوائد مذهلة لصحتك الجسدية والنفسية
برج الثور.. حظك اليوم الأحد 26 يناير: مارس التمارين الرياضية
إحرصي عليها.. فوائد مذهلة لممارسة الرياضة للأم بعد الولادة
«الأعلى للإعلام» يعلن إلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمى بالبرامج الرياضية
دراسة تكشف عن التمارين الرياضية الأفضل لإنقاص وزن النساء
الصحة تفجر مفاجأة بشأن أهمية ممارسة الرياضة للسيدات بعد انقطاع الحيض
برج الأسد.. حظك اليوم الخميس 9 مايو: مارس التمارين الرياضية
الشيخوخة الإبيجينية: صورة دقيقة للعمر البيولوجي
الشيخوخة الإبيجينية توفر معلومات أكثر دقة عن حالة خلايا الجسم وكفاءة الأنسجة، حيث يمكن أن تتأثر بعوامل نمط الحياة، مثل النشاط البدني.
الدراسة أظهرت أن البرامج الرياضية المُنظّمة والتي تُركز على أهداف محددة قادرة على إبطاء الشيخوخة الجينية بشكلٍ فعال مقارنةً بالنشاط البدني العادي كالمشي أو المهام اليومية.
إضافةً لذلك، ترتبط اللياقة البدنية، وعلى وجه الخصوص اللياقة القلبية التنفسية المثلى، بشكل وثيق بإبطاء هذه العملية.
نتائج واعدة: كيف تؤثر الرياضة على عمر الجسم؟
الدراسة كشفت أن برامج التمارين الممتدة لأسابيع قليلة قد تُسهم في تقليل العلامات العمرية البيولوجية في الدم والعضلات الهيكلية.
على سبيل المثال، النساء غير النشيطات في منتصف العمر خفَّضن عمرهن الجيني بحوالي سنتين خلال 8 أسابيع فقط من ممارسة التمارين الهوائية المشتركة مع تمارين القوة.
كما أظهرت بيانات أخرى أن كبار السن من الرجال الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من امتصاص الأكسجين – وهو مؤشر رئيسي للياقة القلبية التنفسية – يعانون الشيخوخة الجينية بشكل أبطأ مقارنةً بغيرهم.
الأبحاث قدمت دليلًا واضحًا أن الحفاظ على مستوى جيد من اللياقة البدنية يمكن أن يؤثر إيجابيًا على مختلف أعضاء الجسم ويؤخر شيخوختها، بما في ذلك القلب والكبد والأنسجة الدهنية والأمعاء.
حتى الرياضيين الأولمبيين تمتعوا بشيخوخة جينية أبطأ مقارنةً ببقية السكان، مما يشير إلى دور النشاط البدني المكثف طويل الأمد في مكافحة الشيخوخة بشكل دائم.
الدعوة لمستقبل أكثر صحة
بينما ركز البحث الحالي على العضلات الهيكلية، يُشدد مؤلفو الدراسة على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث لفهم التفاوت في الاستجابات الفردية للتمارين الرياضية ولمعرفة كيف تُؤثر أنواع الرياضة المختلفة على أعضاء الجسم وشيخوختها.
وهذا يُبرز أهمية تطوير برامج رياضية شخصية تُلبي أهداف مكافحة الشيخوخة وفقاً لاحتياجات الفرد.
في النهاية، تُشدد هذه الدراسة على الإدراك المتزايد بأن ممارسة التمارين الرياضية لا تقتصر على تعزيز صحة الإنسان اليومية، بل تُعد أداة استباقية فعّالة لإبطاء عملية التقدم البيولوجي في العمر وحماية الجسم من آثار الزمن.