علماء يصورون نمو الدماغ.. اكتشاف مبكر يفتح الباب لعلاج اضطراب عصبي نادر يصيب الأطفال
في إنجاز علمي جديد، تمكن باحثون من معهد فلاندرز للتكنولوجيا الحيوية في بلجيكا من تصوير كيفية تغير نمو شبكة الدماغ لدى الأطفال المصابين باعتلال الدماغ النمائي والصرعي المرتبط بجين (KCNQ2)، وهو اضطراب نادر يصيب حديثي الولادة ويسبب نوبات صرع وصعوبات في الحركة والتعلم.
ووفقًا لما نشره موقع Medical Xpress، استخدم الفريق تقنيات التصوير الطولي المتقدمة لمتابعة تطور الدماغ على مدار الوقت، ولاحظ الباحثون اختلافات واضحة في ترابط مناطق الدماغ وتواصلها قبل ظهور الأعراض السلوكية بفترة طويلة، ما يسلط الضوء على إمكانية الكشف المبكر عن الاضطراب قبل تفاقم أعراضه.
اضطراب نادر ذو تأثير واسع
اقرأ أيضاً
للأمهات.. دليل شامل للعناية ببشرة طفلك: لحماية ونضارة طويلة الأمد
السكتة الدماغية لدى الأطفال.. علامات خفيةٌ ومعاناةٌ تلمس حتى حديثي الولادة
جين نادر يكشف أسرار السكري لدى حديثي الولادة
الصحة تعلن عن تدشين دليل سلامة المرضى بأقسام حديثي الولادة
توسيع آفاق الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية.. وزارة الصحة تنظم تدريبًا طبيًا شاملًا
لقاح جديد للأمهات.. خطوة واعدة نحو حماية حديثي الولادة من العدوى التنفسية الخطيرة
ولادة بعد الـ45.. مخاطر صحية متزايدة للأطفال وتحذيرات من باحثين سويديين
بريطانيا تطلق خطة ثورية لفحص الحمض النووي لكل مولود للوقاية من الأمراض الوراثية
حقوق حديثي الولادة المكفولة بالقانون
أخطاء شائعة في استحمام الأطفال ونصائح ذهبية لصحة بشرتهم
مبادرة قطاع البترول لتوفير حضانات وأجهزة تنفس لحديثي الولادة
كيف تتعرفين على علامات الجوع المبكرة لدى حديثي الولادة؟
يُعد اعتلال الدماغ النمائي والصرعي المرتبط بجين KCNQ2 أحد الاضطرابات العصبية النادرة والشديدة، ويظهر عادةً خلال الأيام الأولى بعد الولادة. ويحدث نتيجة طفرة في جين قناة البوتاسيوم المسؤول عن تنظيم النشاط الكهربائي في الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى خلل في التواصل بين خلايا الدماغ وحدوث نوبات صرع مبكرة.
تفاصيل الدراسة
قاد فريق البحث البروفيسورة سارة ويكهاوزن التي درست تطور الدماغ في مراحل النمو المبكرة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي على فئران حاملة لنفس الطفرة الجينية.
وأظهرت النتائج أن التغيرات لم تكن هيكلية، بل وظيفية، أي أنها أثرت على طريقة تفاعل مناطق الدماغ معًا أكثر من تأثيرها على بنية الدماغ نفسها.
هذا النمط من الخلل يشبه ما يُلاحظ في اضطرابات النمو العصبي الأخرى مثل التوحد والفصام، مما يشير إلى أن اضطراب وظيفة القنوات الأيونية قد يكون له تأثير شامل على نضج الشبكات العصبية في الدماغ.
التغيرات تسبق الأعراض
وأبرز ما توصلت إليه الدراسة أن الاضطرابات في شبكة الدماغ ظهرت قبل ظهور أي أعراض سلوكية بوقت طويل، وهو ما يعني أن الخلل الجيني لا يسبب النوبات فقط، بل يؤثر أيضًا على طريقة تشكل الدوائر العصبية أثناء النمو.
أمل جديد في التدخل المبكر
وقالت البروفيسورة ويكهاوزن إن فهم كيفية تطور الدماغ خطوة بخطوة يمنح العلماء فرصة لتحديد التوقيت الأمثل للتدخل العلاجي، مشيرةً إلى أن دراستها وفريقها تسعى لتطوير علاجات مبكرة أكثر فعالية من السيطرة التقليدية على النوبات.
وكان مختبر ويكهاوزن قد توصل سابقًا إلى مركب مضاد للذهان يعمل كمُعدِّل محتمل لقنوات البوتاسيوم المرتبطة بهذا الاضطراب، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام تطوير علاجات تستهدف جذور المرض وليس أعراضه فقط.
ويؤكد الباحثون أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة فارقة نحو فهم أعمق للاضطرابات العصبية الوراثية، ويعزز فرص التدخل المبكر لإنقاذ الأطفال المعرضين لمثل هذه الحالات النادرة.








