مصر تروي حضارتها في قلب روما.. فعاليات ثرية تشعل شغف الثقافة المشتركة

واصلت الأكاديمية المصرية للفنون بروما، تحت قيادة الدكتورة رانيا يحيى، نشاطاتها الثقافية ضمن مبادرة "محبو مصر" التي انطلقت في يونيو الماضي، بهدف تسليط الضوء على التفاعل الحضاري العريق بين مصر وإيطاليا، بمشاركة جامعة تورفيرجاتا ودعم وزارة الثقافة الإيطالية.

اشتملت الفعاليات على محاضرة علمية جذابة بعنوان "مصر التي أعادت روما ابتكارها"، قدمها الباحثان فلافيا أورساتي والدكتور شريف السباعي ضمن سلسلة "Aegyptophilia". استعرض السباعي كيف استلهم الرومان رموز ومعتقدات مصر القديمة ليعيدوا توظيفها في سياقاتهم المختلفة، متطرقًا إلى أمثلة معمارية وفنية من روما والإمبراطورية الرومانية. فيما تناولت فلافيا أورساتي إسهامات ثلاثة رسامين إيطاليين في تزيين قصر رأس التين بالإسكندرية، مسلطة الضوء على علاقتهم بالحياة الثقافية المصرية في حقبة الملك فؤاد.

شهدت الفعاليات حضورًا لافتًا من أساتذة الجامعات والباحثين الإيطاليين، بالإضافة إلى محبي الثقافة المصرية، مما يعكس تزايد الاهتمام بالحضارة المصرية في الأوساط الأكاديمية والثقافية الإيطالية.

وعلى هامش النشاطات، قدم الدكتور شريف السباعي جولة تعريفية بمتحف توت عنخ آمون داخل الأكاديمية، حيث أشار إلى أهمية زيارة مصر في ظل التطورات الكبرى التي تشهدها البلاد، مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير.

المبادرة لم تقتصر على المحاضرات؛ فقد خُتمت الأمسيات بعروض فنية مبهرة أعدتها فرقة "Artemide"، حيث قدموا رقصة مستوحاة من التراث المصري مثل الفلاحي والصعيدي بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة، مما أضفى أجواء احتفالية مفعمة بالتناغم الثقافي.

وختامًا، كرّمت الدكتورة رانيا يحيى المشاركين من باحثين وفنانين، مانحةً إياهم شهادات تقدير لإسهاماتهم القيمة في تعزيز الحوار الثقافي. هذه الفعاليات أكدت مجددًا على قوة وتأثير الحضارة المصرية كجسر للحوار بين الشعوب.