تحديثات جديدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم .. إرشادات جمعية القلب الأمريكية


أصدرت جمعية القلب الأمريكية، بالتعاون مع الكلية الأمريكية لأمراض القلب، إرشادات جديدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وهي الأولى من نوعها منذ عام 2017. تركز هذه التوصيات على أهمية التدخل المبكر وتبني أسلوب حياة صحي للحد من المخاطر المرتبطة بهذا المرض المزمن، المعروف بـ "القاتل الصامت".
انتشار ارتفاع ضغط الدم
تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 1.28 مليار شخص حول العالم، تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عامًا، يعانون من ارتفاع ضغط الدم. يعيش ثلثا هؤلاء في دول ذات دخل منخفض أو متوسط، مما يزيد من القلق حول عدم إدراك العديد من المصابين لحالتهم الصحية، وفشل آخرين في السيطرة على ضغط دمهم رغم تلقي العلاج.
تغيير عتبة التشخيص
أكد الدكتور دانييل جونز، رئيس اللجنة التي وضعت هذه التوصيات، أن ارتفاع ضغط الدم لا يزال العامل الأكثر خطورة الذي يمكن السيطرة عليه للوقاية من أمراض القلب. وقد تم التأكيد على ضرورة بدء العلاج عند وصول متوسط ضغط الدم إلى 130/80 ملم زئبق أو أعلى، وهو تغيير يستمر من تحديث 2017 الذي خفض عتبة التشخيص من 140/90 إلى 130/80.
تغييرات نمط الحياة
تعتبر الإرشادات أن الالتزام بنمط حياة صحي هو الأساس لعلاج ارتفاع ضغط الدم. ومن أبرز التوصيات:
- تقليل استهلاك الصوديوم: يجب ألا يتجاوز 1500 ملجم يوميًا.
- التوقف عن شرب الكحول: يُعتبر الكحول عاملًا يزيد من ارتفاع ضغط الدم.
- مراجعة مكونات الأطعمة: قراءة الملصقات الغذائية بدقة.
- ممارسة الرياضة: يُنصح بممارسة نشاط بدني منتظم بمعدل 75 إلى 150 دقيقة أسبوعيًا.
- الحفاظ على وزن صحي: خفض 5% من الوزن على الأقل لدى المصابين بالسمنة.
أهمية المراقبة المنزلية
أوصت جمعية القلب الأمريكية بضرورة مراقبة ضغط الدم في المنزل كوسيلة دقيقة للتشخيص ومتابعة الاستجابة للعلاج. كما تم الإشارة إلى استخدام حاسبة المخاطر PREVENT™ لتقدير احتمالية الإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل، خاصة لدى المصابين بالسكري أو أمراض الكلى.
العلاج الدوائي المخصص
شددت الإرشادات على أن العلاج الدوائي يجب أن يكون فرديًا، حيث قد يحتاج بعض المرضى إلى مزيج من الأدوية مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، حاصرات قنوات الكالسيوم، ومدرات البول الثيازيدية. كما تم إدراج أدوية حديثة مثل GLP-1 لمرضى السمنة أو الحالات المقاومة للعلاج.
التركيز على الفئات الأكثر عرضة للخطر
تولي الإرشادات اهتمامًا خاصًا للنساء الحوامل ومرضى السكري وأمراض الكلى، حيث إن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم لديهم تعد مسألة بالغة الأهمية لتقليل المضاعفات الخطيرة.
خاتمة
تؤكد جمعية القلب الأمريكية من خلال هذه التحديثات أن ارتفاع ضغط الدم لم يعد يحتمل التأجيل، وأن التدخل المبكر وتغيير نمط الحياة، إلى جانب العلاج الدوائي المخصص، يمكن أن يكونا حاسمين في إنقاذ حياة ملايين الأشخاص حول العالم.