معجزة طبية في القرن العشرين.. قصة الأخوات ديون الخمس المتطابقات


في عام 1934، أبصر العالم حدثًا طبيًا استثنائيًا من قرية صغيرة في كندا، عندما وُلدت خمس شقيقات متطابقات من أم واحدة، في واقعة نادرة أذهلت الأوساط الطبية والاجتماعية.
الفتيات، اللواتي عُرفن باسم الأخوات ديون، لم يكنّ مجرد حالة نادرة فحسب، بل شكّلن معجزة علمية حقيقية؛ فقد جئن نتيجة انقسام بويضة واحدة إلى خمسة أجنة متطابقة وراثيًا وشكليًا.
تميزت هذه الولادة التاريخية بأنها الأولى من نوعها التي شهدت نجاة جميع التوائم المتطابقات بصحة جيدة، واستمراريتهن حتى مرحلة البلوغ في صحة وعافية.
اقرأ أيضاً
هذه الظاهرة غير المسبوقة جذبت انتباه العلماء والمجتمع على حدّ سواء، ما جعل الفتيات محط أنظار العالم لسنوات طويلة.
ما يزيد من فرادة القصة هو التعقيد العلمي وراءها؛ فحدوث توائم متطابقة بهذا العدد يُعدّ نادرًا للغاية. في الأحوال العادية، تحدث حالات التوائم إما بسبب تخصيب بويضتين مختلفتين أو أكثر، مما يؤدي إلى توائم غير متطابقة، أو عن طريق انقسام بويضة واحدة لتشكيل توائم متطابقين.
ومع ذلك، كلما ارتفع عدد الأجنة الناتجة عن الانقسام زادت التحديات الطبية وصعوبة النجاة بسبب محدودية الموارد البيولوجية داخل رحم الأم.
في سياق البحث العلمي الموثّق، تظل حالات الانقسام الناجح لبويضة واحدة إلى خمسة أجنة متطابقة مقصورة على الأخوات ديون، حيث لم يسجل التاريخ الطبي أي ولادة مؤكدة لعدد أكبر من التوائم المتطابقين من بويضة واحدة.
حظيت الأخوات باهتمام عالمي كبير، وتحولت حياتهن إلى قصة مشوقة مليئة بالأحداث الاستثنائية والانعكاسات الاجتماعية.
ويرى البعض أن قصة ولادتهن تتجاوز حدود الإمكانيات العلمية لتلامس ما يمكن وصفه بالمعجزات الإنسانية في العصر الحديث.