زها حديد.. ملكة المنحنيات التي أعادت تشكيل خط أفق المدن العالمية


من بيروت إلى بكين، ومن لندن إلى أذربيجان، تستمر هندسة زها حديد في التأثير على تصاميم المدن وتحويل معالمها بفضل أسلوبها الفريد والجريء. تلك المهندسة العراقية-البريطانية، التي أطلق عليها لقب "ملكة المنحنيات"، تركت بصمة لا تمحى في عالم الهندسة المعمارية، حيث تحدّت القواعد التقليدية بأشكالها الانسيابية وتصاميمها المستوحاة من "المستقبل الجديد".
إرث عالمي خالد
تشمل قائمة أعمال زها حديد مشاريع أبهرت العالم، مثل:
- مركز الألعاب المائية في لندن، والذي صُمم خصيصًا لدورة الألعاب الأولمبية 2012.
- مركز حيدر علييف في أذربيجان، وهو مثال حي على انسيابية المنحنيات التي اشتهرت بها.
وفي الوقت الذي غادرت فيه حديد هذا العالم إثر نوبة قلبية في عام 2016، إلا أن تصاميمها ظلت نابضة بالحياة، ليس فقط في المشاريع التي أنجزتها، بل أيضًا في تلك التي ما زالت قيد التنفيذ.
كتاب يخلد ذكراها
أطلقت شركة "Zaha Hadid Architects"، التي أسستها حديد عام 1980، كتابًا جديدًا بعنوان "Zaha Hadid Architects: Redefining Architecture and Design".
يعد هذا الكتاب الأول من نوعه الذي يُنشر عنها منذ وفاتها، ويُبرز 30 من تصاميمها الرائدة. عبر رسومات وصور فوتوغرافية دقيقة، يكشف الكتاب عن عبقرية حديد في المزج بين الشكل والغرض والهندسة، مركّزًا على مشاريعها الأكثر تطورًا.
مشاريع بعد الرحيل
من اللافت أن الكتاب يُبرز 12 مشروعًا تم بناؤها أو ستُبنى بعد وفاة زها حديد، ومن بين هذه المشاريع:-
- صالة المسافرين الجديدة في مطار بكين الدولي، التي تعكس انسيابية تصميماتها.
- أبراج رشيقة التصميم في مدينة بريزبان الأسترالية، والتي تجسد مرونة وتنوع أسلوبها.
فلسفة زها حديد في التصميم
في مقالة داخل الكتاب، كتب باتريك شوماخر، مدير الشركة وأحد أقرب مساعدي حديد، عن فلسفتها المعمارية. وأشار إلى أن "انحناءات حديد لم تكن مجرد أشكال جمالية، بل أدوات للتأقلم مع المواقع غير الاعتيادية وتلبية متطلبات داخلية متعددة".
وأضاف شوماخر أن تصاميم حديد تمثل نهجًا جديدًا للهندسة المعمارية يدمج بين الجرأة الجمالية والتكيف العملي، مما يجعلها قادرة على تشكيل المستقبل برؤية غير مسبوقة.
لماذا زها حديد؟
استطاعت زها حديد أن تعيد تعريف الهندسة المعمارية عالميًا، ليس فقط بتصاميمها الاستثنائية، بل برؤيتها التي تتجاوز الحاضر نحو المستقبل. أعمالها تجسّد الالتقاء بين الفن والتكنولوجيا، وتجعل من المباني تجربة حية تحاكي الروح الإنسانية والطبيعة معًا.
زها حديد ليست مجرد اسم في عالم الهندسة، بل هي رمز للإبداع والجرأة. إرثها يتواصل، ليس فقط عبر المباني التي تحمل بصمتها، بل أيضًا عبر الكتاب الجديد الذي يُخلد ذكراها، ويُبرز رؤيتها التي ما زالت تلهم العالم حتى اليوم.