د.عبلة سلطان تكتب.. أنتظر يوم مولدي
أنتظر يوم مولدي، أرى كل أيام عمري كمخاض جنين يوشك أن يولد، التفت إلى بداية الطريق الطويل الذي قطعت فيه مئات الأميال، امشي وأجري وألهث فطريقي صاعدًا وعرا إلا من مسافات قصيرة مستوية ممهده.
اختارني الطريق ولم اختره، اختارني النصيب ولم اختره، وابدًا لن أتوقف، أتعجب كيف لقلب حي لا تنشده الراحه، كيف لا يسأل السائر متى يبدأ مشواري، أسير وأسير وأصعد وأتعب لم التفت ورائي لأعرف كم من المسافات قطعت كم من الزمن استغرقت، من المهام حملت كم من النجاح حققت، كم من القلوب أسعدت، نعم أسعدت فأنا لا أحطم أبدًا، كم من العقبات عبرت، لا أفكر في الهزيمة، ياااه لعدة مرات انتصرت، لقد شغلني التفكير فلم تسجل ذاكرتي بعضًا قليلًا من معالم الطريق، لايهم يجب أن أكمل السير في طريقي، لاتعرف معنى التوقف فالذي يدفعني للمسير لم يخبرني إلى أين أنا ذاهبه لكني أشعر بقوة بأن طريقي أمن ليس مخيف، جميل، مبهر؛ أترقب فيه الورود ورائحة الزهور، الأشجار تحدثني والطيور تسليني، وبعض الفرحات تمسح دموعي، بعض الثعالب تسرق فاكهتي ولكن هيهات أن تسرق أحلامي، سرت حتى اصل لمحطة أحلامي وصلت فى الصباح مع ضوء النهار حيث لا أحلام بعد أن استيقظت عيوني، على أن أجمع حقائبي التي ملئتها استعدادًا للحظة ميلادي فقد اشتد المخاض، ارغب في الحياة، فقد عشت المخاض سنين عمري، وحتما اقترب الميلاد، سوف انتظره سعيده فأنا لم أولد بعد!.