الهالات السوداء.. هل هي علامة على الإرهاق فقط أم مؤشر لمشكلة صحية خطيرة؟

غالبًا ما نربط ظهور"الهالات السوداء تحت العينين" بالإرهاق الشديد وقلة النوم، لكن ما قد لا يعرفه الكثيرون أن هذه العلامة قد تكون مؤشرًا على مشكلة صحية خطيرة تتطلب تدخلاً طبيًا.

وفقًا لتقرير حديث نشره موقع "تايمز ناو"، قد يكون ظهور الهالات السوداء مرتبطاً بشكل رئيسي بنقص الحديد في الجسم، مما يؤدي إلى حالة تُعرف بفقر الدم، وهي اضطراب صحي يمكن أن يتطور إلى مشكلات خطيرة مثل قصور القلب أو ضيق التنفس.

فقر الدم: مشكلة صحية عالمية
تشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب ربع سكان العالم يعانون من فقر الدم، بنسبة تتخطى الـ22% عالميًا، ما يعني أن هذه الحالة تؤثر على ملايين البشر يوميًا.

وبينما تسبب بعض أنواع فقر الدم أعراضًا خفيفة يمكن علاجها بسهولة، فإن بعض الأنواع الوراثية والمزمنة تشكل خطورة كبيرة على حياة المصابين.

العلاقة بين الهالات السوداء وفقر الدم
يوضح الخبراء الطبيون أن الهالات السوداء قد تكون إشارة إلى خلل فى عدد خلايا الدم الحمراء الناتج عن نقص الحديد.

السبب بسيط: الجلد حول العينين يُعد الأرق في جسم الإنسان؛ لذلك عندما ينخفض مستوى الحديد، يصبح أكثر شفافية وتظهر الأوعية الدموية بلون أغمق.

ولا يقتصر الأمر على الهالات السوداء فقط، بل تشمل الأعراض الأخرى الناتجة عن نقص الحديد تساقط الشعر المستمر، تكسر الأظافر وهشاشتها، مما يُبرز أهمية الوقوف عند مثل هذه العلامات.

أعراض شائعة لفقر الدم
بجانب الإرهاق والهالات السوداء، فإن أبرز الأعراض المصاحبة لفقر الدم تشمل:
- الشعور بالتعب والإنهاك العام
- آلام في الصدر
- ضيق حاد في التنفس
- دوار ودوخة
- الإصابة بعدوى متكررة
- خفقان سريع أو غير منتظم في القلب
- حالات صداع حاد ومزمن
- الإحساس بالطنين الدائم

طرق علاج فقر الدم
يتوقف علاج فقر الدم على سببه الرئيسي. فبعض الحالات تستدعي معالجة المرض الأساسي المسبب له بجانب اتخاذ خطوات علاجية مباشرة لفقر الدم نفسه، وفيما يلي أهم طرق العلاج الشائعة:

1. مكملات الحديد: تُؤخذ غالبًا في شكل أقراص أو كبسولات بالفم مع الالتزام بتوصيات الطبيب.

2. مكملات حمض الفوليك (فيتامين ب9): تلعب دورًا مهمًا في إنتاج خلايا الدم الحمراء وتكوين الحمض النووي في الجسم.

3. مكملات فيتامين ب12: تعزز إنتاج خلايا دم حمراء صحية تسهم بدورها في تحسين توزيع الأكسجين بكفاءة.

التدخل الطبي والإجراءات العلاجية
قد تتطلب بعض حالات فقر الدم الحاد تدخلات طبية أكثر جدية، منها:

- نقل الدم لتعويض خلايا الدم الحمراء المفقودة أو التالفة.

- زرع الخلايا الجذعية أو نخاع العظم لاستبدال الخلايا المريضة بأخرى سليمة في الحالات المتقدمة.

- إجراء جراحي لعلاج النزيف الداخلي إذا كان هو السبب وراء الإصابة بفقر الدم.

الوقاية والعلاج: خطوة أساسية لصحة أفضل
يبقى الكشف المبكر عن أعراض فقر الدم خطوة أساسية لمنع تطور المضاعفات الصحية الخطيرة المرتبطة به.

لذا، عند ملاحظة ظهور الهالات السوداء أو أعراض أخرى كالإرهاق المستمر وتساقط الشعر، من الأفضل استشارة طبيب مختص لإجراء الفحوصات اللازمة والبدء بخطة علاج مناسبة.