العصر الرقمي والمرأة.. التحديات والفرص في مواجهة الذكاء الاصطناعي


ذتشهد سوق العمل تحولًا جذريًا بفعل الثورة الصناعية الرابعة، التي تقودها تقنيات الذكاء الاصطناعي، لكن هذا التحول لا يأتي دون تحديات، خاصة للنساء.
تشير دراسات متعددة إلى أن النساء أكثر عرضة للتأثيرات السلبية الناتجة عن أتمتة الوظائف مقارنة بالرجال، إضافة إلى معاناتهن من فجوة في المهارات الرقمية بنسبة تقل بـ 25% عن نظرائهن من الرجال، ما يضيف تحديات مضاعفة أمام مشاركتهن في المستقبل المهني.
فجوة تقنية وأثر جندري مقلق
اقرأ أيضاً
دليل التغذية الذكية.. أفضل 4 مكسرات وفواكه مجففة لدعم صحة النساء بعد الثلاثين
تقييمات المنتجات، سلاح ذو حدين في عصر الذكاء الاصطناعي
6 أسباب تدفع النساء لبناء العضلات بعد سن الثلاثين
القذف عند النساء، دراسة علمية تكشف عن أسباب الوصول للنشوة
عودة تطبيق ChatGPT للعمل بكفاءة بعد عطل مفاجئ
بعد 19 سنة من محاولات الإنجاب، الذكاء الاصطناعي يساعد امرأة على الحمل
هدايا العيد للنساء عبر الزمن.. مزيج من الفخامة والأناقة
الفصام.. مرض نفسي يظهر مبكرًا ويؤثر على حياة النساء
مانشستر سيتي يعزز مستقبل فريق النساء بتعيين تيريز سجوغران مديرة لكرة القدم النسائية
التهاب المفاصل.. لماذا تصاب النساء أكثر من الرجال؟
براعة النساء تبدع في صناعة الشوكولاتة والحلويات بمناسبة عيد الأضحى
تعزيز حماية النساء.. قومي المرأة ينظم دورة تدريبية لدعم مقدمي الخدمات الصحية بجامعة قناة السويس
تقارير صادرة عن منظمة العمل الدولية والأمم المتحدة تُحذر من آثار تُبرز "فجوة جندرية" واضحة، تعززها معطيات دراسات حديثة.
دراسة دنماركية أجريت على 100 ألف موظف وموظفة عام 2024 أظهرت تفوق استخدام الرجال لتقنيات مثل ChatGPT بفارق 20 نقطة مئوية على النساء، حتى حين كانت طبيعة عملهم متشابهة.
يُظهر هذا الواقع أن تحدي المنافسة في سوق العمل يتجاوز مجرد المهارات التقليدية ليشمل الجوانب التقنية الحديثة.
مبادرات ذاتية وغياب للدعم المؤسسي
في ظل غياب الدعم المؤسسي الكافي، تتساءل كثيرات عن كيفية دخول هذا السباق الرقمي. وفق دليل الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل الصادر عن شركة "تشارتر"، فإن الحل يبدأ بجهود ذاتية ترتكز على تخصيص وقت منتظم للتجربة والتعلم.
هذا النهج تدعمه منصات مثل "Slack"، التي تقدم نصائح عملية لتعزيز الفهم والمهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
الفرص آتية ولكن الحذر مطلوب
برغم تحديات الحاضر، فإن التفاؤل بالمستقبل حاضر. أظهرت دراسة لشركة "ديلويت" أن النساء قد تتفوق أعدادهن على الرجال في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي بحلول عام 2025، في إشارة إلى فرص واعدة تُبرز إمكانات التغيير الإيجابي.
لكن تبقى الإشكالية الأكبر في التحيزات المبرمجة داخل أدوات الذكاء الاصطناعي، كما كشفت تقارير حديثة من صحيفة "فاينانشال تايمز"، التي أشارت إلى احتمال انعكاس تحيزات المطورين على النماذج المُستخدمة في روبوتات المحادثة مثل ChatGPT وClaude.
خطوات نحو المستقبل
لضمان موطئ قدم في هذا العالم الرقمي، يجب أن تنظر المؤسسات لمشاركة النساء كضرورة حتمية، ليس فقط لتحقيق المساواة وإنما لتعزيز اقتصادات المستقبل.
تحث الإحصاءات الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي على ضرورة تدريب النساء بشكل مكثف، حيث يشكلن أقل من ثلث القوى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفي النهاية، وبينما يؤكد البعض أن "من لا يجيد استخدام الذكاء الاصطناعي سيفقد وظيفته"، يرى الخبراء أن المسألة لا تتعلق فقط بالأتمتة أو المهام الفردية، بل بالتغير الكامل لنظم العمل المستقبلية.
لا يزال الوقت في صالح الجميع: التغيير بطيء لكنه قادم حتمًا. ومع بدء المؤسسات الكبرى باعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع، لا يبقى السؤال: هل سنواكب؟ بل، كيف وبأي سرعة نستطيع ملء هذه الفجوة؟