القذف عند النساء، دراسة علمية تكشف عن أسباب الوصول للنشوة


يظل القذف الأنثوي موضوعًا يكتنفه الغموض في الأوساط العلمية، حيث يثير اهتمام الباحثين والأطباء على حد سواء. رغم أن التجارب الشخصية تشير إلى شيوعه، إلا أن الأبحاث لا تزال تسعى لفهم آليته وأهدافه، وسط تباين في الآراء العلمية حول مكوناته وأصوله، وندرة الوعي العام حول هذه التجربة التي توصف أحيانًا بأنها "غير مرئية".
ما هو القذف الأنثوي؟
يعرف القذف الأنثوي بأنه خروج سوائل من الإحليل أثناء أو بعد الاستثارة الجنسية، وله شكلان رئيسيان:
-
الرش: سائل شفاف، عديم اللون والرائحة، يخرج بكميات كبيرة نسبيًا.
-
القذف: سائل سميك بلون حليبي، يشبه في تركيبه السائل المنوي الذكري.
تشير التحاليل إلى أن هذه السوائل تحتوي على إنزيم "الفوسفاتاز الحامضية البروستاتية" (PSA) وسكر الفركتوز، وهما مكونان أساسيان في السائل المنوي الذكري، ويُعتقد أن المصدر الرئيسي لهذه المكونات هو غدد سكين، المعروفة أيضًا باسم البروستات الأنثوية، الموجودة قرب النقطة "جي" داخل المهبل.
هل القذف الأنثوي حقيقي؟
ظل القذف الأنثوي محل شك لعقود طويلة، حتى أثبتت الدراسات العلمية وجوده. في دراسة أجريت عام 2014، تبين أن المثانة تمتلئ خلال الاستثارة وتفرغ عند القذف، مما أكد أن القذف ليس مجرد سلس بولي، بل هو عملية جسدية طبيعية ومتكررة لدى بعض النساء.
هل هو طبيعي وشائع؟
نعم، القذف الأنثوي طبيعي تمامًا، على الرغم من أنه لا يُناقش كثيرًا. تشير تقديرات الجمعية الدولية للطب الجنسي إلى أن بين 10% و50% من النساء قد اختبرن القذف، حيث أفادت دراسات بأن 14% من النساء يقذفن بانتظام، بينما 54% اختبرنه مرة واحدة على الأقل. ومع ذلك، قد لا تدرك الكثير من النساء حدوث القذف، خاصة إذا عاد السائل إلى المثانة بدلًا من خروجه من الجسم.
هل هناك فوائد صحية للقذف لدى النساء؟
حتى الآن، لا توجد أدلة مباشرة على أن القذف يحمل فوائد صحية، لكن العلاقة الجنسية بحد ذاتها تفرز هرمونات تخفف الألم وتحسن النوم مثل البرولاكتين والأوكسيتوسين. ومن الفوائد الصحية الأخرى المثبتة:
-
تقليل التوتر والقلق.
-
تعزيز المناعة.
-
الوقاية من أمراض القلب.
-
تخفيض ضغط الدم.
القذف والدورة الشهرية
لا توجد علاقة مثبتة بين الدورة الشهرية والقذف، لكن بعض النساء أفدن بأنهن أكثر احتمالًا لاختباره في فترة ما بعد الإباضة وقبل الحيض. ومع ذلك، يظل الأمر فرديًا ويحتاج إلى مزيد من البحث.
هل للقذف علاقة بالحمل؟
هناك جدل علمي حول هذا السؤال. بعض الباحثين يرون أن وجود مواد مثل الفوسفاتاز والفركتوز في السائل قد يساعد على تحفيز حركة النطاف نحو البويضة، بينما يرى آخرون أن وجود البول في السائل قد يكون ضارًا بالنطاف.
خلاصة علمية وإنسانية
يُعد القذف لدى النساء ظاهرة بيولوجية حقيقية وطبيعية، حتى وإن لم تكن مفهومة بالكامل. تظهر الدراسات أن معظم النساء قد اختبرن هذه التجربة ولو مرة واحدة، لكن تبقى التجربة ذاتية وتختلف في الإحساس والتوقيت والكمية. ورغم الندرة النسبية في الحديث عنها، فإن تسليط الضوء العلمي على هذه المسألة يسهم في تعزيز فهم أعمق لجوانب الصحة الجنسية للنساء.