التهاب المفاصل.. لماذا تصاب النساء أكثر من الرجال؟


يُعتبر التهاب المفاصل أحد أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم. ورغم تأثيره الكبير على جودة الحياة اليومية للمصابين، إلا أنّ النساء يعانين منه بنسبة أعلى من الرجال، بحسب تقرير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
إذ تُظهر الإحصائيات أن ما يقرب من واحدة من كل أربع نساء في الولايات المتحدة مصابة بالتهاب المفاصل، بينما يصيب المرض واحدًا فقط من كل خمسة رجال.
فما هي أسباب هذا الاختلاف بين الجنسين، وكيف يمكن للنساء حماية أنفسهن؟
اقرأ أيضاً
ألم الثدي لدي النساء: أسباب شائعة ومتى يجب عليكِ استشارة الطبيب
كيف يؤثر تغير الطقس على غثيان الصباح خلال الحمل؟ اكتشفي النصائح لتخفيف الأعراض
طرق علاج فعّالة لقصور الغدة النخامية وتأثيرها على الخصوبة والهرمونات
دليل شامل للوقاية.. نصائح لرعاية صحة المرأة ضد سرطان الثدي
تحذيرات صحية من القدمين.. 5 علامات تكشف عن مشاكل صحية خطيرة
النساء يتفوقن طبيعيًا في مقاومة الألم: اكتشاف علمي يكشف دور الهرمونات في تسكينه
الهرمونات والتدهور الإدراكي.. دراسة جديدة تكشف تأثير انقطاع الطمث على صحة الدماغ
صوت الطقطقة.. هل طرقعة المفاصل خطيرة أم عادة مريحة؟
مشروب عشبي سحري لتنظيم الهرمونات وتخفيف أعراض تكيس المبايض
توازن الهرمونات يبدأ من طبقك.. كيف تؤثر اختياراتك الغذائية على صحتك الهرمونية؟
قدميها لاسرتك.. أطعمة تعمل على توازن الهرمونات وتعزيز طاقتك أثناء العمل
خلي بالك منها.. الصحة تكشف آليات علاج التهاب المفاصل عند الأطفال
الهرمونات ودور الإستروجين
للإستروجين، وهو أحد أهم الهرمونات التي تنظم صحة المرأة، دور مزدوج فيما يتعلق بالمفاصل. إذ يعمل على تقليل الالتهاب وحماية الأنسجة الغضروفية المسؤولة عن حركة المفاصل بسهولة.
إلا أن انخفاض مستوياته في الجسم مع تقدم العمر، كما في فترة انقطاع الطمث، يُسرّع ظهور التصلب والتورم وربما التهاب المفاصل الروماتويدي الذي يصيب النساء ثلاث مرات أكثر من الرجال.
كما أن تغيّر مستويات الهرمونات أثناء الدورة الشهرية أو الحمل قد يُثير استجابة مناعية تُسبب نوبات مؤلمة من الالتهاب.
تكوين المفاصل والجسم لدى النساء
تختلف بنية مفاصل النساء عن الرجال، حيث تمتلك النساء وركين أوسع ومفاصل أكثر مرونة. هذه الاختلافات تزيد من فرص اختلال المحاذاة، مما يُساهم في تآكل الغضاريف والأنسجة خاصةً في الركبتين والوركين.
كما أن انخفاض الكتلة العضلية لديهن مقارنة بالرجال يضع ضغطًا مضاعفًا على المفاصل لدعم الجسم عند الحركة أو ممارسة الأنشطة اليومية، مما يزيد مخاطر الإصابة بالفصال العظمي.
أمراض المناعة الذاتية وتأثيرها الأكبر على النساء
تميل النساء إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية التي تُعد من الأسباب الرئيسية لالتهاب المفاصل، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة.
وتُمثل النساء حوالي 75% من حالات أمراض المناعة الذاتية عالميًا. يعتقد الباحثون أن هذا مرتبط بالعوامل الهرمونية والجينات المحفزة للجهاز المناعي.
عندما ينشط جهاز المناعة بشكل مفرط، يهاجم الأنسجة السليمة في بطانة المفاصل، مما يؤدي إلى الألم المزمن والتورم وتشوهات المفاصل في الحالات المتقدمة وغير المعالجة.
العوامل الوراثية والبيئة
تُضيف العوامل الوراثية تحديًا إضافيًا، خاصةً لدى النساء اللواتي يمتلكن جينات مُرتبطة بشكل وثيق بالتهاب المفاصل مثل HLA-DR4 الذي يزيد احتمالات الإصابة به.
كما أن البيئة ونمط الحياة يلعبان دورًا كبيرًا في تنشيط هذه الجينات من خلال تغييرات طفيفة تُعرف بـ"التغيرات فوق الجينية"، ما يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة حتى لو لم تكن لديها قصة عائلية مع المرض.
السمنة وزيادة الالتهاب
السمنة تُعد عاملًا مشتركًا بين النساء المصابات بالتهاب المفاصل بسبب الضغط الزائد الذي تُسببه على مفاصل الجسم، خاصة الحاملة للوزن كالأرداف والركبتين.
علاوة على ذلك، يُنتج النسيج الدهني مواد كيميائية التهابية (السيتوكينات) تزيد تلف الغضاريف وتُفاقم ألم المفصل.
يعتبر تراكم الالتهابات إلى جانب الوزن الإضافي عاملًا أساسيًا في تطور هشاشة العظام لدى النساء.
حساسية الألم وتجربة النساء مع التشخيص
تشير الدراسات إلى أنّ النساء أكثر حساسية للألم مقارنة بالرجال، كما أنهن أكثر وعيًا بأعراضهن الصحية ويُقبلن سريعًا على تشخيص المشاكل واستشارة الأطباء، هذا الميل للتعامل المبكر مع الألم يرفع معدلات التشخيص لدى النساء مقارنة بالرجال.
وهذه الميزة لا تعني فقط زيادة الوعي، بل تعكس أيضًا حاجة الأطباء لفهم أعمق لتجارب المرأة مع الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل.
تأثير أسلوب الحياة والعمل اليومي
تلعب الأعمال اليومية والمهام المنزلية أو المهنية ذات المجهود البدني المتكرر دورًا كبيرًا في تدهور صحة مفاصل النساء.
فقد تؤدي الأنشطة اليدوية كتنظيف المنزل أو الكتابة بمجهود مفرط إلى ضغوط زائدة على مفصلي اليد والمعصم، ومع مرور الوقت، هذه الأنشطة تُسرّع تآكل الغضاريف وتزيد احتمالية الإصابة بالتها