كيف يؤثر التوتر النفسي على بشرتك.. الكشف عن خمس مشكلات جلدية مرتبطة بالإجهاد

في عالم يزداد إيقاعه سرعة وضغوطه تعقيدًا، يبرز التوتر النفسي كمحفز رئيسي لتفاقم عدد كبير من المشكلات الصحية، أحدها ما يتعلق بالجلد.

تكشف أبحاث حديثة، نُشرت في Indian Express، عن العلاقة الوثيقة بين الحالة النفسية والصحة الجلدية، إذ ينتج الجسم تحت تأثير الإجهاد مواد كيميائية تعرف بالنيوروببتيدات التي تؤثر على الأعصاب، جهاز المناعة والهرمونات، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلات جلدية مختلفة.

إليك أبرز خمس حالات تتأثر بشكل مباشر بالتوتر النفسي:

1. الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي) – حكة لا تهدأ

الإكزيما تُعرف بالحكة المزعجة والالتهاب المزمن، عند التعرض للتوتر، تزيد مستويات الكورتيزول، مما يضعف الحاجز الواقي للبشرة ويتسبب بفقد الرطوبة، ما يؤدي إلى حلقات متتالية من الحكة والالتهاب.

2. الصدفية – التهابات دون إنذار

الإجهاد يدفع جهاز المناعة للعمل بِرد فعل مفرط، مما يعجل من تجديد خلايا الجلد بشكل مفرط، مسببًا بقع صدفية سميكة.

التوتر المستمر قد يزيد من تفاقم الأعراض ويدخل المريض في دائرة مفرغة من التأثير الجسدي والنفسي.

3. حب الشباب – البشرة الدهنية تحت الضغط

عندما يكون الجسم تحت وطأة الإجهاد، يفرز الجلد المزيد من الزيوت، مما يسد المسام ويؤدي إلى ظهور حب الشباب بأشكال تشوه المظهر الطبيعي.

كما أن الاستجابات الالتهابية المرتبطة بالتوتر تعزز ظهور هذه البثور المؤلمة.

4. الشرى (الأرتيكاريا) – هيستامين غير متوقع

في حالات الإجهاد النفسي، تُفرز النيوروببتيدات وتنشط خلايا الهيستامين، مما يؤدي إلى ظهور انتفاخات حمراء حاكة بشكل مفاجئ وغير منتظم، وهو ما يُعرف بالشرى، هذه النوبات تزداد مع التوتر المستمر.

5. الثعلبة البقعية – سقوط الشعر الغامض

التوتر قد يحفز جهاز المناعة لمهاجمة بصيلات الشعر، ما يُسفر عن ظهور بقع خالية من الشعر فجأة على فروة الرأس، وهي حالة تُعرف بالثعلبة البقعية.

كيف يحدث ذلك؟ الرابط بين العقل والجلد

عند التعرض للإجهاد، يزيد الجسم من نشاط محور الـHPA (الغدة النخامية – الكظرية)، ما يزيد من إفراز الكورتيزول والنيوروببتيدات داخل الجلد. هذه العملية تُحرّض التهابًا عصبيًا يُسرع من تفاقم الظروف الجلدية المزمنة مثل الصدفية والإكزيما.

الوقاية والحلول: كيف تقللين من حدة التأثير؟

- تقنيات إدارة التوتر: ممارسة التأمل واليوغا والتنفس العميق تساعد على تقليل مستويات هرمونات الإجهاد.

- علاج شامل: دمج العلاج الدوائي الموضعي مع الجلسات النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يحدث فرقًا في العلاج الفعال.

- استشارة مختصة: استشارة طبيب متخصص في الأمراض النفسية الجلدية قد تكون الخطوة الأولى للخروج من دوامة التوتر والجلد المتضرر.

في النهاية، العقل والجسم وحدة واحدة لا يمكن الفصل بينها. تبدأ العناية بالمظهر والصحة الجلدية دائمًا بالتعرف على جذور المشكلة النفسية ومعالجتها إلى جانب الحلول السطحية.

إذا شعرت بالتوتر أو كنتِ تعانين من إحدى هذه الحالات، تذكري أن علاج بشرتك يبدأ من سلامة داخلك النفسي وممارسة حياة صحية أكثر توازنًا.