خيط أسنان ذكي.. ثورة مبتكرة في رصد التوتر والصحة النفسية


في زمن تتزايد فيه الضغوط النفسية اليومية، كشف باحثون من جامعة تافتس الأمريكية عن ابتكار فريد من نوعه يعد بتبسيط عملية مراقبة التوتر وتحسين الصحة العامة.
الابتكار الجديد عبارة عن خيط تنظيف أسنان ذكي يستطيع قياس مستويات هرمون الكورتيزول - المعروف بـ"هرمون التوتر" - عبر اللعاب خلال دقائق قليلة، ليضع بذلك رعاية الصحة النفسية والجسدية في متناول اليد.
لماذا الكورتيزول؟
اقرأ أيضاً
هرمون الكورتيزول يُشكِّل مقياسًا حيويًا هامًا للكشف عن مستويات التوتر في الجسم. وارتفاع معدلاته المزمنة يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب تسببه في ضعف المناعة والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
لكن المشكلة تكمن في أن الطرق التقليدية لمتابعة هذا الهرمون، مثل تحاليل الدم، تكون معقدة وغير مناسبة للقياس اليومي، وهنا يأتي دور هذا الخيط السحري.
كيف يعمل الخيط الذكي؟
هذا الخيط تم تطويره بتقنيات متقدمة تتيح للجهاز أداء مهام طبية دقيقة بسهولة الاستخدام. وفقًا لتقرير نشر في مجلة ACS Applied Materials & Interfaces، يبدو الخيط وكأنه عادي لكنه يحتوي على قنوات دقيقة لامتصاص اللعاب أثناء الاستخدام.
باستخدام تقنية البوليمرات المطبوعة جزيئيًا (eMIPs)، يتم الكشف على الفور عن مستويات هرمون الكورتيزول، لتُصدر النتائج الدقيقة خلال 11 إلى 12 دقيقة فقط ودون الحاجة إلى أي أجهزة إضافية.
دمج الراحة مع الرعاية الصحية
"ما أردناه هو تقديم تجربة قياس خالية من الضغط النفسي"، هذا ما صرّح به قائد فريق البحث، مشيرًا إلى أن طبيعة الجهاز تُسهِّل على الناس إدماجه بسهولة ضمن روتينهم اليومي للعناية بالفم والأسنان.
وبالرغم من أن تحاليل الدم تبقى الأكثر دقة علميًا، أثبتت هذه التقنية قدرتها على توفير نتائج دقيقة كافية للاستخدام المنزلي الدوري.
يُمكن للمستخدمين مراقبة صحتهم بانتظام واتخاذ الإجراءات اللازمة فور ظهور أي نتائج مقلقة، مما يوفر رؤية أفضل لصحتهم القلبية والنفسية ويعزز من الاستجابة الطبية في الوقت المناسب.
توسيع مدى الابتكار: استخدامات لا حدود لها
الميزة الأكثر إثارةً في هذا الابتكار تكمن في قابليته للتطوّر والتكيف لاستخدامات متعددة أخرى. يمكن تعديل هذه التقنية لاستهداف مؤشرات حيوية مختلفة، مثل الإستروجين لمراقبة الخصوبة، الجلوكوز لمتابعة مرض السكري، أو حتى مؤشرات السرطان.
ونجاح تقنية eMIP يمهد الطريق لابتكارات جديدة قد تحدث ثورة في مجال الطب الوقائي.
هذا الإنجاز العلمي يقدم نافذة أمل كبيرة لتغيير نمط رعاية الأفراد بصحتهم النفسية والجسدية، ليصبح المستقبل أقرب من أي وقت مضى إلى حلول أكثر ذكاءً وفعالية.