ماجدة موريس تكتب: الوثائقية.. والتاريخ.. والناس


فيلما شديد الاهمية عن (حرب الاستنزاف ) رأيته منذ ايام قليلة علي القناة الوثائقية، وحرب الاستنزاف هي الصيغة التي اتفقت عليها قيادات الجيش المصري مع الرئيس عبد الناصر بعد عدوان اسرائيل الغادر في يونيو ٦٧، لم يترك الفيلم نقطة تخص الحراك العسكري والشعبي بعد هذا العدوان إلا وتابعها وصولا لحالة الاستعداد التي كانت البداية الحقيقية لحرب اكتوبر عام ١٩٧٣ كما قال احد القادة في نهاية الجزء الثاني من الفيلم الذي كتبه امام احمد ووضع السيناريو له وأخرجه احمد فؤاد الدين، وتناول الي جانب الاستعداد الداخلي النضال الدولي في ساحات الأمم المتحدة وصدور القرار ٢٤٢ في ٢٢نوڤمبر عام ١٩٦٧ بانسحاب اسرائيل التي راوغت كعادتها حتي اجبرت علي الانسحاب قبل ان يفاجئها الجيش المصري بعدها بقطع خط بارليف (الذي لا يقهر كما قالت ).
المهم في هذا كله أنه بوجود قناة وثائقية مصرية اصبح في إمكاننا الحفاظ علي تاريخنا ،وعلي معاركنا ،وعلي انتصاراتنا بلا خوف من التشويه ،صحيح انه كانت لدينا قبلها افلام تسجيلية ووثائقية صنعها جيل من المخرجين المبدعين امثال سعد نديم وصلاح التهامي وعبد القادر التلمساني وسعدية غنيم ،وسمير عوف ،وفريدة عرمان والفريد ميخائيل وهاشم النحاس وعلي الغزولي وسميحة الغنيمي وغيرهم ،وبرغم اهمية أفلامهم إلا انها لا تعرض إلا نادرا (ومنها فيلم حارة نجيب محفوظ الذي عرضته القناة الاولي اول امس للمخرجة سميحة الغنيمي ).
كان هؤلاء المبدعون والمبدعات بداية ودعما لأنشاء القناة الوثائقية المصرية ،هذا المشروع الذي تأجل مرارا حتي بدأ منذ عامان من خلال الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية (بدأ بث الوثائقية يوم ١٩فبراير ٢٠٢٣) لتقدم لنا ما كنا نبحث عنه ولا نجده علي الوثائقيات غير المصرية. (وهي كثيرة ) بداية من تاريخنا ،الي علاقتنا بالعالم حولنا ،ومعاركنا للدفاع عن الوطن في البر والبحر وكل مجال ،وكل ما يضيف الينا من قصص عن البيئة والحياة في كل صورها ،وايضاً متغيرات المناخ وازمات العالم بسببها ،وبالطبع كل ما يخص الرياضة ،باختصار ،أضافت القناة الجديدة الكثير للانتاج المصري الإعلامي سواء فيما أنتجته ،او ما قدمته من انتاج عالمي .
اقرأ أيضاً
ماجدة موريس تكتب: الدراما المصرية وماذا نريد منها؟
المجلس الأعلى للإعلام يعيد تشكيل لجنة الدراما برئاسة ماجدة موريس
ماجدة موريس تكتب: لا أرض أخرى
ماجدة موريس تكتب: مقعد بين شاشتين
ماجدة موريس تكتب: أنتصرتم ،،ولكن ،،ممنوع الفرحة
ماجدة موريس تكتب: 100 سنة سينما والاحتياج إلى استفتاء جديد
ماجدة موريس تكتب.. العام الجديد الذي لن يأتي أبدًا
ماجدة موريس تكتب.. الفتيات يبقين فتيات
ماجدة موريس تكتب.. في مهرجان الجونة.. انت والسينما والعالم كله
رحيل ابتسامات محمد عبد الله أول ضابطة في الجيش المصري
ماجدة موريس تكتب.. السينما المصرية وثورة الفيلم القصير
ماجدة موريس تكتب: ورحل طالع النخل.. والقمر
من الريحاني.. الي أمير الصحافة المصرية
في بداية هذا الأسبوع ،قدمت الوثائقية. فيلما عن حياة احد صناع الصحافة المصرية الكبار وهو (محمد التابعي ) او (امير الصحافة) وقصة حياته المليئة بالانتقالات من البداية سواء من محافظة لآخري ،او مدرسة لغيرها ،وغرامه بأبطال السيرة الشعبية كالزيني بركات والزناتي خليفة ،وحتي عاد للقاهرة ليدرس الحقوق ويشارك في مظاهرات الدفاع عن سعد زغلول والحركة الوطنية ضد الانجليز ،وتبدأ ارحلته مع الكتابة بالنقد الفني لكنها تتحول الي كتابة في السياسة مع (فاطمة اليوسف ).
وصدور مجلة روز اليوسف ،وبعدها بسنوات يترك التابعي روزا الي مجلة (الصرخة )التي تطالب بخروج الإنجليز من مصر وبعدها يذهب الي مشروع جديد هو مجلة (آخر ساعة )ويستمر كأحد كتاب الصحافة الكبار ،واحد النجوم الذين تفوقوا علي نجوم الفن ايضا ،وبرغم اهمية الفيلم والشخصية إلا ان صناعه اختصروا امورًا هامة في مسيرة التابعي وهو ما لم يحدث مع حياة الكاتب والصحفي محمد حسنين هيكل التي قدمتها الوثائقية في ثلاثة اجزاء ،اما نجوم الفن فقد قدمت القناة اولا فيلمها المهم عن (المسرح القومي )ونشأته ،وفيلم عن حياة (نجيب الريحاني ) ،ومسيرة (أسامة انور عكاشة )كأحد اهم كتاب الدراما التليفزيونية ،وايضاً حياة صالح مرسي كاتب الملاحم الوطنية التليفزيونية ،وشخصيات اخري ساهمت بابداعهافي صناعة تاريخ الفن والثقافة المصرية.
لا احد ينام في الاسكندرية
(لا احد ينام في الاسكندرية )اسم الرواية الشهيرة للكاتب الكبير ابراهيم عبد المجيد التي بدأت بها الوثائقية مؤخرا انتاجها للبودكاست ،(اي حوارات مسجلة ومرئية ) والتي يقدمها الإعلامي القدير د. محمد عبده بدوي ،وفيها تحدث عبد المجيد عن رحلته مع الكتابة وعلاقتها بمدينته الام الإسكندرية ،وبعدها رأينا منذ ايام رحلة الكاتب والروائي الكبير يوسف القعيد ايضا من بدايتها في احد مراكز محافظة البحيرة ،وحتي ذهب للقاهرة للدراسة ،وبدا الكتابة ،وأحب كل ما كتبه النجيب محفوظ واصبح من رواد جلساته ،وصداقته الكبيرة بالكاتب الكبير جمال الغيطاني.
وهو ما سوف يكمله البرنامج مساء الاثنين القادم في حوار مباشر ومنفتح علي زمن مصري مغاير ،ترك لنا إبداعات وتراث ثقافي عظيم ، وبهذا اصبحت القناةالجديدة ،التي يرأسها الإعلامي شريف سعيد، حافظة للذاكرة المصرية الوطنية ،في الماضي ،والحاضر .