ماجدة موريس تكتب: أنتصرتم ،،ولكن ،،ممنوع الفرحة


لن نسمح بأقامة الاحتفالات والأفراح التي يقيمها الفلسطينيون بعد وقف إطلاق النار، هكذا صرح وزير الدفاع الاسرائيلي في خبر نقلته وكالات الأنباء و القنوات الإخبارية ،كان وجهه حزيناصباح أمس ،الثلاثاء ، وهو يعلن أن أسرائيل ستمنع أفراح الفلسطينيين ،وبالقوة طبعا ، بعد خمسة عشرة شهر من القتل والضرب والتجويع وحرب الإبادة التي قامت بها علي اهل غزة قبل قرار وقف إطلاق النار الذي أطلقه رئيس امريكا الجديد ترامب حتي يتباهي به ساعة الاحتفال بتنصيبه مساء اول امس ضمن معايرته للرئيس الذي رحل ،بايدن وسخريته من قائمة من القرارات التي قام بها أثناء ولايته ً،والتي عددها ترامب امام المحتفلين به ،وامام العالم كله علي كل الشاشات ، ولم يذكر ترامب فقط سيئات بايدن ،وانما تحدث عن ولايته الجديدة (القابضة )والتي -وفقا لكلماته -ستعيد عظمة امريكا ،سواء من خلال طرد ملايين المهاجرين المقيمين بها وتغيير اسم المعبر المكسيكي الذي يأتون منه الي الحائط الأمريكي الذي لن يسمح بعبور احد بعد هذا بجانب الاستيلاء علي مواقع مثل قناةبنما ،وجزيرة جرينلاند ودولة كندا ،وايضًا ،الاستيلاء علي أموال دول عديدة في العالم من اجل إعفاء المواطن الأمريكي من دفع الضرائب للدولة ،ونحن نعرف ما فعله الرجل في المرة الاولي لرئاسته ! والان بعد ان استعادها فعلينا ان نتوقع منه الكثير ،خاصة فيما يخصنا ،ويخص قضية فلسطين بعد اطول حرب ضد شعب سلبت منه أرضه وأقيمت عليها دولة اخري واصبحت اماكن تواجده (غزة ،الضفة الغربية) هدفا دائما لقوات الاحتلال لممارسة كل أنواع القتل (خصوصا قتل العائلات كاملة ) ،والأطفال ،والنساء في معادلة معروفة هدفها إيقاف كل نمو إنساني فلسطيني يسعي للبحث عن وطنه الضائع.
الهدية الجديدة
هل التعبير عن الفرحة مزعج بعد ١٥شهرا من القتل ؟
وهل التظاهر ورفع الأعلام والبلالين وغيرها صعب علي من قتل ٦٧الفا من ابناء غزة وجرح اكثر من ١٠٠الف ؟ نعم
لأنه يعني الإحساس بالهزيمة بعد كل هذاالجهد في القتل والتخريب وتدمير البيوت والمستشفيات والمدارس وكل انشطة الحياة ؟ نعم ،أن فرحة هؤلاء الذين تعرضوا لابشع حرب في تاريخ العالم (كما وصفتها المنظمات الدولية كلها ) وخروجهم للتعبير عن فرحتهم كانت ضربة سددت الي قلب الاحتلال وجيشه فشعروا هم بالهزيمة وليس الفلسطينيون، وشعروا بأن (نضال القتل )الذي مارسوه ضد ابناء هذا الشعب لم يفقده روحه وصلابته وقدرته علي الاستمرار ،فخرج للتعبير عن هذا وسط الخراب ،وبروح قوية اندمج فيها الكل رأي العالم صورة اخري لهم ، صحيح ان الاحتلال لم يصمت ،ولم يتوقف عن أعمال العنف برغم اتفاق وقف اطلاق النيران ،بل استمر ،وزاد عنفه في الضفة ،وتزايد عنف المستوطنين تجاه اصحاب الارض برغم العقوبات التي وقعت ضدهم من دول اوربية عديدة ،إلا ان الهدية الجديدة لهم ولاسرائيل جاءتهم من عمو ترامب فور عودته للسلطة بقرار (العفو عن المستوطنين المتهمين ) كيف ؟ ولماذا ؟ لا احد يعرف ،فقد وضع نفسه في موقع (سيد العالم ) في خطاب تنصيبه، وهو ما يجعلنا في حالة ترقب ،خاصة اهل فلسطين في غزة ،،والضفة ،فهل يمكن لهم الحلم بالعدالة بوجوده وهو من اعلن القدس عاصمة للاحتلال سابقا ؟ أم ان صمودهم العظيم في حرب الإبادة منذ ٧اكتوبر ٢٠٢٣ سيغير هذه الفكرة ؟