”تفاحة الساحل” في الأزمة.. نساء ضحايا أم شريكات؟ التحقيقات تكشف مفاجآت بقضية ”بيتر تاتو”

كشفت التحقيقات الجارية في قضية التيك توكر الشهير "بيتر تاتو" عن أبعاد جديدة، تلقي الضوء على الدور الذي لعبته بعض النساء في المحتوى المثير للجدل الذي كان ينشره، والذي أدى إلى اتهامه بـ"نشر الفسق والفجور" و"إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".

فبعد فحص مقاطع الفيديو الموجودة على هاتف المتهم، تبين أن السيدات اللاتي ظهرن معه خلال جلسات رسم الوشم كُنّ على علم تام بعملية التصوير، وشاركن بموافقتهن الكاملة. وأظهرت التحقيقات أن إحداهن، وتُعرف إعلاميًا بلقب "تفاحة الساحل"، كانت زبونة دائمة له، ووافقت على تصوير جلسة رسم وشم نُشرت لاحقًا على حساباته الإلكترونية.

ورغم هذا، تطرح القضية تساؤلات مجتمعية وقانونية حول مدى وعي بعض النساء بخطورة المشاركة في هذا النوع من المحتوى، وتأثيره على الصورة المجتمعية للمرأة، ومخاطر استغلال جسدها في مشاهد قد تُصنف بأنها خادشة للحياء أو خارجة عن السياق الأخلاقي.

وفي مفاجأة داخل التحقيقات، انهار المتهم بالبكاء فور صدور قرار إخلاء سبيله، وقال:
"هامسح كل فيديوهاتي من على السوشيال ميديا ومش هاعمل كده تاني"، في إشارة إلى تراجعه عن الاستمرار في هذا النوع من المحتوى.

وكانت النيابة قد وجهت إلى المتهم اتهامات تشمل: نشر محتوى يحض على الفسق والفجور، إساءة استخدام وسائل التواصل، وإدارة منشأة بدون ترخيص، مع قرار بمصادرة كافة المقاطع التي عُثر عليها على هاتفه.

وأمر أحمد وليد مجدي، وكيل النائب العام بمصر الجديدة، بإخلاء سبيل "بيتر تاتو" بكفالة مالية قدرها 10 آلاف جنيه، بعد جلسة تحقيق موسعة.

جدير بالذكر أن القبض على المتهم جاء بناءً على عدة بلاغات قدمها محامون إلى مكتب النائب العام، اتهموه فيها بإنشاء حسابات على منصات التواصل بهدف نشر محتوى مخالف للآداب العامة، يسيء للقيم الدينية والمجتمعية، ويُستغل فيه جسد المرأة كأداة جذب لتحقيق الشهرة.

وقد فتحت هذه الواقعة باب النقاش مجددًا حول خطورة استخدام النساء في المحتوى الرقمي بطريقة تجردهن من احترام الذات وتدفع بهن إلى الظهور في سياقات تُضعف من مكانتهن داخل المجتمع، مما يستدعي تدخلاً رقابيًا وثقافيًا متكاملًا، لحماية المرأة من الوقوع ضحية أو شريكة في هذا النوع من الانتهاك الرمزي.