الأكل العاطفي.. هل تبحث عن الراحة في الطعام؟


في دراسة علمية جديدة، حذرت الدكتورة رحاب عصمت، الباحثة في قسم بحوث الأغذية والتغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، من خطر "الأكل العاطفي"، وهو نمط غذائي مرتبط بالمشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية، والذي قد يؤدي إلى تأثيرات صحية جسيمة.
يشرح مفهوم الأكل العاطفي كيف يصبح الطعام ملجأ وهميًا للراحة في مواجهة الأزمات النفسية، حيث يلجأ البعض إلى أنواع معينة من الأطعمة المريحة مثل الحلويات والمخبوزات والمعجنات والمقرمشات ذات النكهات الصناعية أو الآيس كريم.
هذه الأغذية تتميز بسعرات حرارية عالية وقيمة غذائية منخفضة، مما يجعلها خيارًا غير صحي للتعامل مع التوتر والضغوطات.
اقرأ أيضاً
الجوع الفيزيائي أم الجوع العاطفي؟ الفارق الذي يجب أن تعرفه
تُظهر الدراسة أن الجوع الفيزيائي والجوع العاطفي مختلفان جوهريًا:
- الجوع الفيزيائي: يبدأ تدريجيًا، ويمكن للشخص التحكم في توقيت تناوله للطعام واختيار وجبات صحية، ويلجأ إلى التوقف عند الشعور بالشبع.
- الجوع العاطفي: يظهر بشكل مفاجئ، تترافق معه رغبة قوية وسريعة في تناول الطعام غير الصحي، وغالبًا يستمر الإحساس بالجوع حتى بعد تناول كميات كبيرة.
ولهذا ترى الباحثة ضرورة نشر التوعية حول كيفية التمييز بين النوعين لمنع الوقوع في دائرة الأكل العاطفي.
العواطف مؤثر رئيسي للأكل العاطفي: إيجابية وسلبية على السواء
تصحح الدراسة خطأً شائعًا بأن الأكل العاطفي يرتبط فقط بالمشاعر السلبية مثل الغضب أو الإحباط. إذ كشفت أن المشاعر الإيجابية مثل السعادة والرضا أيضًا يمكن أن تدفع إلى استهلاك الطعام بشكل مفرط دون حاجة فعلية.
آثار سلبية خطيرة للأكل العاطفي
تشير الدكتورة رحاب إلى أن اللجوء لهذا النوع من الأكل قد يؤدي إلى زيادة الوزن وسمنة مفرطة، وهو عامل خطر رئيسي للعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والشرايين، صعوبة التنفس، الجلطات، وارتفاع ضغط الدم الرئوي.
كما أن ارتفاع نسبة السكريات في النظام الغذائي يزيد من الالتهابات في الجسم، مما يعزز احتمالية ظهور مشاكل صحية طويلة الأمد.
كيفية كسر دائرة الأكل العاطفي: البدائل الصحية
الأكل العاطفي ينشئ دائرة مغلقة تبدأ بالمشاعر التي تدفع لتناول أطعمة غير صحية تُحدث تحسنًا مؤقتًا يليه لوم الذات والإحساس بالذنب؛ ما يعيد الشخص مجددًا إلى نفس السلوك. لتجاوز ذلك، تقترح الدراسة أنشطة بديلة مثل:
- ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي أو التأمل.
- الانخراط في الهوايات المفضلة.
- الاستماع للموسيقى أو التنزه.
- التحدث مع المقربين للحصول على دعم نفسي.
هذه الاستراتيجيات تُسهم في تحويل التركيز بعيدًا عن تناول الطعام كرد فعل على المشاعر، مما يساعد على بناء عادات غذائية ونمط حياة صحي أكثر على المدى الطويل.