تأجيل الإنجاب بين الضرورة والحكمة.. رأي شرعي من دار الإفتاء


أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه لا مانع شرعًا من اتفاق الزوجين على تأجيل الإنجاب لفترة زمنية محددة في بداية حياتهما الزوجية، سواء كان ذلك لمدة سنة أو أكثر وصولاً إلى ثلاث سنوات.
هذا القرار يجب أن يكون نابعًا من رغبة مشتركة بين الطرفين بهدف ترتيب أولويات حياتهما أو تحضير نفسي ومادي لاستقبال الأبناء في ظروف أفضل.
استعرض الشيخ عويضة التغيرات التي بات يشهدها المجتمع مقارنة بالماضي، حيث الحياة الآن أصبحت أكثر تعقيدًا ومتطلبات الأبناء تنوعت لتشمل التعليم المتقدم والرعاية الصحية والترفيه، وهي أمور تفرض ضغوطًا إضافية على الأسرة الحديثة.
اقرأ أيضاً
تأجيل الإنجاب، حكم شرعي وتفاصيل مهمة من دار الإفتاء
كيفية اتخاذ القرار الصحيح في خطوة الزواج.. بين الوعي والمسؤولية العاطفية
خطوات فعالة لمعالجة النفرة الزوجية، نصائح من دار الإفتاء
لقاء الخميسي: الفهم والتفاهم أساس نجاح الزواج
لاول مرة مكتب زواج المصريات من الاجانب بالعاصمة الادارية ..
تعزيز الروابط الروحية بين الوالدين والأبناء مسؤولية شرعية: ماذا تقول دار الإفتاء بشأن تعليم العبادات؟
هشاشة العظام خلال الحمل.. التحديات، الأسباب، وطرق الوقاية
عملية التكميم.. بوابة للخلاص من السمنة وزيادة فرص الإنجاب بعد تسعة أشهر من إجراء العملية
تعرف على موجبات الغُسل في الإسلام.. تفاصيل وشروط هامة للطهارة وفق الشريعة
تأثير الدهون الحشوية على الخصوبة.. دراسة أمريكية تسلط الضوء على علاقة جديدة للعقم
هل يجوز الصلاة بعد استخدام العطر؟ توضيحات هامة من دار الإفتاء المصرية
فقدان البصر، اختبار إلهي وسبيل إلى الجنة
وأضاف قائلاً: "على عكس الماضي، حين كان البعض ينجبون بسرعة بعد الزواج دون التفكير كثيرًا، نجد اليوم أن كثيرًا من الأزواج يفكرون بعناية في كيفية تقديم حياة كريمة للأطفال الذين سيأتون إلى العالم".
وأوضح الشيخ أن قرار تأجيل الإنجاب لا يتعارض مع الإيمان بعقيدة التوكل على الله أو فكرة الرزق المكفول، بل يعتبر من حسن التدبير والعقلانية في تنظيم الحياة الأسرية.
وأضاف: "الله هو الرزاق وقد قال سبحانه ﴿وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها﴾، لكن السعي لتنظيم الظروف وتهيئة البيئة المناسبة لاستقبال طفل ينبع من الحكمة وليس من ضعف الإيمان".
وأشار إلى أن مثل هذه الاتفاقات بين الزوجين تأتي نتيجة تفاهم متبادل، حيث لا يوجد حرج شرعي إذا كان الغرض هو التحضير النفسي والمادي أو حتى الاستمتاع بفترة الزواج الأولى قبل تحمل مسؤوليات أكبر. واستطرد قائلاً: "الأمر ليس قاعدة مُلزمة للجميع وإنما يُنظر إليه وفق احتياجات كل أسرة وظروفها الفردية".
وفي ختام حديثه، أوضح الشيخ أن هذا النوع من القرارات ينسجم مع طبيعة العصر وتحدياته، مشددًا على أهمية التفاهم المشترك بين الزوجين كأساس لاتخاذ خطوات منهجية تخدم استقرار الأسرة وحياتها المستقبلية.
شاهد الفيديو..