مأساة الطريق الإقليمي، 19 زهرة من المنوفية تودع الحياة


مع بزوغ فجر يوم جديد، انطلقت 18 فتاة من قرية كفر السنابسة بمركز منوف في محافظة المنوفية، كل واحدة منهن تحمل حلمًا بسيطًا: توفير لقمة عيش كريمة لأسرهن، وودعت الأمهات بنظرات مليئة بالأمل، بينما ابتسم الآباء من بعيد، معتقدين أن بناتهم ذاهبات ليوم عمل عادي، دون أن يدركوا أن هذه ستكون آخر رحلة لهن.
حادث الطريق الإقليمي
على الطريق الإقليمي، وفي لحظة غير متوقعة، تحولت أحلام هؤلاء الفتيات إلى كوابيس، سائق شاحنة فقد السيطرة على مركبته، مما أدى إلى اصطدام مروع مع الميكروباص الذي كان يقل الفتيات، ليحول الحادث المركبة إلى كومة من الحديد، تحمل آثار الدماء وصراخات لا تُسمع.
في غمضة عين، انقلبت حياة 19 أسرة رأسًا على عقب، حيث فقدت أسر بناتها في عمر الزهور، وكتبت أسماؤهن في سجلات الموت، بينما تمزق الألم قلوب الأمهات بعد سماع خبر الحادث.
تفاصيل الحادث
في محيط مستشفى منوف العام، تجمع الأهالي في حالة من الذهول، عيونهم تفيض بالدموع، وأصوات النحيب تملأ المكان، "لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا.. ابنتي كانت تضحك معي قبل قليل"، هكذا صرخت إحدى الأمهات وهي تنتظر خروج جثمان ابنتها.
أسماء الضحايا
"شروق، جنى، تقى، هدير، شيماء، ملك، إسراء، رويدا، ضحي، سمر، سارة، هنا، ميادة، مروة، آية، أسماء، شيماء رمضان، شيماء يحيى، وأدهم"، 18 زهرة من الفتيات، ومعهن شاب وحيد، تركوا خلفهم أحلامًا معلقة.
بعض الفتيات كن يعملن في مصانع قريبة، بينما كانت أخريات في طريقهن لأعمال بسيطة تساعد في مصاريف المنزل، الآن، لم يتبقَ سوى ذكريات وصور على الجدران.
مشاهد مؤلمة
أحد الآباء جلس على الأرض أمام المستشفى، واضعًا يديه على رأسه، يردد: "يا رب، كنت أجهزها للفرح.. كنت أحلم برؤيتها عروسًا". وعلى بعد خطوات، جلست أم تحتضن ملابس ابنتها، وكأنها آخر ما تبقى من رائحتها.
تجول شباب القرية بين المستشفى والمقابر، بين تجهيز مكان الدفن وترتيب مراسم الجنازة التي لم يتخيل أحد أن تكون بهذا الحجم. 19 نعشًا في يوم واحد، مشهد لم تعرفه القرية من قبل.
من قلب المأساة، تبقى دموع الأمهات والآباء هي العنوان، ويبقى الطريق الإقليمي شاهدًا على مأساة إنسانية لن تُنسى في المنوفية لسنوات قادمة.