الأسرار النفسية وراء انجذاب النساء للرجال الأكبر سنًا.. بين الأمان والحماية وارتباطات الطفولة


في مجتمعاتنا الحديثة، تتكرر ظاهرة العلاقات التي تجمع نساءً برجال يكبرونهن بسنوات كثيرة، ليُثار السؤال حول الدوافع الحقيقية وراء هذا النمط المتكرر.
هل هي أسباب مادية بحتة؟ أم أن هناك أبعادًا نفسية أعمق تحدد هذا الانجذاب؟
الأمان العاطفي قبل مشاعر الحب
اقرأ أيضاً
تشير الدراسات النفسية إلى أن النساء عادة ما يبحثن في الشريك عن الأمان والاستقرار العاطفي قبل البحث عن الحب فقط.
وبالتالي، يكون الرجل الأكبر سنًا، بمعرفته ونضجه وثباته المادي، خيارًا مثاليًا لمنح هذا الشعور، خاصة بالنسبة للنساء اللاتي مررن بطفولة غير مستقرة أو افتقدن الإحساس بالطمأنينة، إذ يمثل الكبير سنًا رمزًا للاستقرار الذي لطالما افتقدنه، وسد فجوة العوامل العاطفية التي ظللن يطاردنها في حياتهن.
شخصية الأب الغائب ودورها في تشكيل الاختيار
يوضح علماء النفس أن تجارب الطفولة تلعب دورًا محوريًا في اختياراتنا العاطفية لاحقًا. يعود ذلك إلى أن الفتاة التي عانت من غياب الأب في طفولتها قد تبحث لاحقًا عن شريك يشبه هذه الشخصية المفقودة، بحيث يوفر الحماية والثبات النفسي الذي لم تلمسه في سنواتها الأولى.
هنا يمثل الرجل الناضج، بشخصيته الوقورة وخبرته في الحياة، شكلًا من أشكال الأب البديل الذي يعوض جزءًا مما فقدته الفتاة في الماضي.
أبعاد نرجسية وعلاقة المنفعة المتبادلة
لا تخلو هذه العلاقات عند بعض النساء من دوافع نفسية نرجسية، حيث ترى بعضهن فيها سبيلًا لدخول حياة مرفهة من خلال شريك ناجح أو ثري، دون الحاجة إلى السعي الجاد أو الكفاح لتحقيق المكاسب بأنفسهن.
وفي المقابل، فإن الرجل الأكبر سنًا هو الآخر لديه احتياجات عاطفية تُلبّى من خلال ارتباطه بامرأة أصغر عمرًا، يرى في هذه العلاقة مصدرًا متجددًا للحيوية والشباب، إذ تمنحه شريكته شعوراً بأنه قادر على استعادة نشاطه وثقته بنفسه.
بين الاحتياجات المادية والعاطفية
على الرغم مما يقال عن كون المرأة هي المستفيد الأكبر في هذا النوع من العلاقات، تكشف الدراسات أن المنفعة عادة ما تكون متبادلة ومتكافئة بين الطرفين. فالمرأة تجد الحماية والثبات العاطفي، بينما يحصل الرجل على شعور بالإحياء النفسي والاجتماعي.
هذه العلاقات، رغم تعقيداتها النفسية والاجتماعية، تعكس أبعادًا أعمق مرتبطة بالاحتياجات البشرية التي تعود بجذورها إلى تجارب الماضي والطموحات المستقبلية.