وداعًا تقية الطويلية، رمز الغناء الشعبي اليمني


توفيت الفنانة اليمنية العظيمة تقية الطويلية، إحدى أبرز رائدات الغناء الشعبي، اليوم الإثنين 9 يونيو، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 73 عامًا، ورحلت عن عالمنا في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء، تاركة وراءها إرثًا فنيًا غنيًا.
مسيرة فنية حافلة من "الطويلة" إلى القلوب
ولدت تقية الطويلية عام 1952 في قرية "الطويلة" بمحافظة المحويت، حيث بدأت مسيرتها الفنية التي جعلتها واحدة من أهم الأسماء في الساحة الفنية اليمنية، وعُرفت بلقب "ملكة الغناء النسائي" في اليمن، خاصة في مجال الغناء الفلكلوري والشعبي، حيث برعت في إحياء اللون الصنعاني بصوتها الجذاب.
أكثر من 21 ألبومًا غنائيًا
خلال مسيرتها التي امتدت لعقود، أصدرت تقية الطويلية أكثر من 21 ألبومًا غنائيًا، وقدمت العديد من الأغاني الوطنية والعاطفية التي تعكس مشاعر الشعب اليمني. كانت كلمات أغانيها تعبر عن هموم الناس وانتصاراتهم، مما ساهم في تعزيز الهوية الثقافية اليمنية.
رائدة في تحدي التقاليد
لم تكن تقية مجرد مطربة، بل كانت رمزًا للمرأة اليمنية القوية التي تحدت القيود المجتمعية. كانت من أوائل الفنانات اللواتي اخترن طريق الفن بشجاعة، مما فتح المجال أمام الأجيال القادمة من النساء الموهوبات.
تعاونات مع عمالقة الفن
بدأت تقية مشوارها الفني مبكرًا، حيث غنت مع كبار فناني اليمن مثل علي السمة ومحمد حمود الحارثي، الذين دعموا مسيرتها. في السبعينيات، كانت جزءًا من النشاط الفني في المسرح العسكري، حيث شاركت مع أبرز الفنانين في تلك الفترة.
صوت المقاومة والفرح
وصف المصور عبدالرحمن الغابري تقية بأنها نموذج للمرأة المكافحة، التي واجهت التحديات بشجاعة. لم تكتفِ بكونها مطربة، بل كانت رمزًا وطنيًا غنت للثورة وللأفراح الشعبية، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الثقافية اليمنية.
إرث فني خالد
رغم كل الصعوبات، تركت تقية الطويلية بصمة واضحة في تاريخ الفن اليمني، سواء من خلال أعمالها أو شخصيتها القوية. برحيلها، يفقد الوسط الفني اليمني أحد أبرز أعمدته النسائية، لكن أعمالها ستظل شاهدة على مسيرة امرأة عاشت للفن وغنت للحياة.