التبول الليلي.. إشارة لصحة الكلى أم مجرد عادة يومية؟

يمر العديد من الأشخاص بحالة الاستيقاظ من حين لآخر أثناء الليل للتبول، وهو أمر قد يبدو طبيعيًا في كثير من الأحيان.

ولكن، عندما يصبح هذا النمط متكررًا بشكل يثير القلق، فإنه قد يكون مؤشرًا على مشاكل صحية أكثر جدية تتطلب التدخل السريع.

ما هو التبول الليلي وما أسبابه؟

يُطلق على ظاهرة الاستيقاظ بشكل متكرر ليلاً للتبول اسم "التبول الليلي المتكرر"، وهي حالة قد يتم التغاضي عن خطورتها أو تشخيصها بشكل خاطئ، خاصة بين كبار السن. هذه المشكلة قد ترتبط بحالات صحية مثل مرض السكري، تضخم البروستاتا لدى الرجال، أو فرط نشاط المثانة.

عرف الخبراء التبول الليلي بأنه الاستيقاظ للتبول أكثر من مرتين خلال الليل. في بعض الحالات، يكون العامل وراء ذلك بسيطاً مثل شرب كميات كبيرة من الماء قبل النوم أو استهلاك الكافيين في أوقات متأخرة. إلا أن الأسباب الأخرى قد تكون أكثر تعقيدًا، وتشمل خللاً في وظائف الكلى، اضطرابات سكر الدم، أو انسداد البروستاتا عند الرجال.

هل التبول الليلي مؤشر على مرض الكلى؟

قد يكون التبول الليلي أحد العلامات المبكرة للإصابة بأمراض الكلى المزمنة. تعمل الكلى بشكل أساسي على تنظيم تركيز البول وإنتاجه، لكن مع تراجع وظائف الكلى، تقل قدرتها على ضبط هذه العملية مما يؤدي إلى زيادة إنتاج البول أثناء الليل.

أعراض مرافقة تستدعي الحذر

عند وجود التبول الليلي مصحوبًا بأعراض إضافية، يُنصح بمراجعة الطبيب فورًا للتأكد من سلامة الكلى. تشمل تلك الأعراض:

- تورم في الساقين أو الوجه: نتيجة تراكم السوائل بسبب فشل الكلى في التخلص منها.

- الشعور بالإرهاق المستمر: بسبب تراكم السموم في الجسم وعدم قدرة الكلى على تنقية الدم.

- ارتفاع ضغط الدم غير المبرر: إذ تلعب الكلى دورًا حيويًا في تنظيم ضغط الدم.

- الغثيان وفقدان الشهية: نتيجة تراكم الفضلات في مجرى الدم.

- جفاف الجلد والحكة المستمرة: بسبب خلل في مستوى الأملاح والمعادن.

- صعوبة في التركيز أو "ضباب الدماغ": نتيجة تأثير السموم على الوظائف العقلية.

خطوات وقائية لتجنب التبول الليلي ومشاكل الكلى

للحفاظ على صحة الجهاز البولي وتقليل خطر الإصابة بأمراض الكلى، يمكن اتباع النصائح التالية:

1. تقليل استهلاك السوائل قبل النوم، خاصة المشروبات المحتوية على الكافيين مثل الشاي والقهوة.

2. مراقبة مستويات السكر وضغط الدم بانتظام، إذ إن اختلالهما من أبرز عوامل الخطر.

3. الالتزام بنظام غذائي منخفض الأملاح والسكريات مع الإكثار من تناول الفواكه والخضروات الطازجة.

4. تجنب الإفراط في تناول المسكنات والمضادات الحيوية دون استشارة طبية.

5. الحرص على شرب كميات كافية من الماء خلال النهار مع تجنب الإفراط مساءً.

6. إجراء فحوصات دورية لوظائف الكلى خاصةً للأشخاص ذوي التاريخ العائلي لأمراض الكلى.

الكشف المبكر هو الحل

على الرغم من أن البعض قد يجد التبول الليلي مجرد مصدر إزعاج لأي شخص يعاني منه، إلا أنه قد يُنبِّه إلى مشكلة صحية مستترة.

في حال استمراره، لا يجب الاستخفاف به؛ فالتشخيص المبكر والعناية الطبية قد يقيان من تطور أمراض مزمنة تؤثر على جودة الحياة. نَوِّه بصحتك وابدأ من النوم المريح الخالي من الاستيقاظ المتكرر.