شهباء، رحلة مقاومة الفايبرومياليجيا وعدم الاستسلام


لن أستسلم وسأواصل القتال حتى آخر لحظة، بهذه الكلمات بدأت شهباء أسامة، البالغة من العمر 33 عامًا، حديثها عن معاناتها مع مرض الفايبرومياليجيا، وتقول شهباء: "تم تشخيصي بالمرض منذ ثلاث سنوات بعد معاناة طويلة مع الأطباء، وبدأت مشكلتي مع آلام ظهري، وعندما زرت طبيب العظام، أخبرني أنني أعاني من روماتيزم في القلب".
شهباء: رحلة مقاومة الفايبرومياليجيا وعدم الاستسلام
بعد رحلة شاقة من البحث عن سبب آلامها، تمكنت شهباء من زيارة طبيب باطني الذي أخبرها بأنها تعاني من الفايبرومياليجيا، وعندما قرأت عن المرض، أدركت أن جميع الأعراض التي تعاني منها تتماشى مع هذا التشخيص.
تحدثت شهباء عن تأثير المرض على حياتها العملية، حيث كانت تعمل كمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، لكنها أصبحت تجد صعوبة في الذهاب إلى العمل بسبب الألم الشديد، قائلة: "كنت أذهب إلى العمل وأنا أبكي من شدة الألم، لكنني كنت أحاول أن أعيش حياتي بشكل طبيعي وأقاوم الألم".
نصحت شهباء النساء المصابات بالفايبرومياليجيا، حيث إن المرض يؤثر بشكل أكبر على النساء، قائلة: "يجب علينا احترام أجسادنا وعدم الضغط عليها من أجل الآخرين، وإذا كنت قادرة على القيام بشيء، فافعلي، وإذا لم تكوني قادرة، فلا تجهدي نفسك".
كما أشارت إلى أن المرض أثر على حالتها النفسية، مما دفعها للذهاب إلى طبيب نفسي لمساعدتها في التكيف مع وضعها، وأوضحت أن الفايبرومياليجيا غيرت حياتها الشخصية، حيث انفصلت عن زوجها ولم تعد قادرة على مساعدة والدتها المريضة بسبب التعب المستمر.
تحدثت شهباء أيضًا عن الأعراض العقلية للمرض، قائلة: "وصلت إلى مرحلة من الضباب الفكري، حيث أنني أنسى الكثير من الأشياء، حتى أنني أجد صعوبة في العودة إلى منزلي رغم أنني أعيش فيه منذ سنوات".
وعن نوبات الفايبرومياليجيا، قالت: "تحدث لي نوبات تتراوح مدتها بين ثلاثة إلى عشرة أيام، وفي بعض الأحيان أشعر بأنني غير قادرة على الوقوف بسبب الألم الشديد".
شددت شهباء على ضرورة إدراج مرضى الفايبرومياليجيا ضمن التأمين الصحي، حيث يحتاجون إلى الفحوصات والأشعة بشكل دوري، مما يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا عليهم.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد محمود حمودة، أستاذ واستشاري الطب النفسي، أن الفايبرومياليجيا هي اضطراب مزمن يتسم بانتشار الألم العضلي الليفي في الجسم، مصحوبًا بإرهاق عام واضطرابات في النوم وصعوبات في التركيز والذاكرة، ويعتبر تشخيص هذا المرض وعلاجه معقدًا، حيث لا يرتبط بسبب عضوي واضح، مما يجعله يصنف ضمن الاضطرابات النفسية والعصبية.
كما أشار إلى أن العوامل الوراثية، التوتر النفسي، والصدمات الانفعالية، وبعض العدوى الفيروسية، قد تلعب دورًا في ظهور الأعراض، بالإضافة إلى اضطرابات النوم المزمنة التي قد تفاقم الحالة.