افتتاح مؤتمر المرأة العربية في القاهرة، العنف السيبراني في صدارة النقاش بقيادة الوزيرة نعيمة بن يحيى


بزخم فكري وحضور عربي بارز، انطلقت في القاهرة يوم الإثنين 5 مايو 2025 أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام العاشر لمنظمة المرأة العربية، ويمتد المؤتمر على مدار يومين تحت شعار "التواصل والتمكين والحماية: مواجهة العنف السيبراني وتحديات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي"، مركزًا على قضية العنف السيبراني كأحد أبرز التحديات التي تواجه النساء والفتيات في العصر الرقمي.
قادت الجلسة الوزيرة المغربية نعيمة بن يحيى، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وعضوة المجلس التنفيذي للمنظمة، وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت على أهمية مواجهة الانتهاكات الرقمية التي تستهدف النساء، مشيرة إلى أن التقدم التكنولوجي المتسارع يحتم تعزيز الوعي والمهارات الرقمية للمرأة العربية لضمان حمايتها من التمييز والعنف في الفضاء الافتراضي، ودعت إلى استراتيجيات شاملة لخلق بيئة رقمية آمنة تدافع عن حقوق النساء.
تميزت الجلسة بحوارات غنية شارك فيها نخبة من الخبراء في القانون الرقمي، التحول التكنولوجي، والهندسة الإلكترونية، وقدّمت الدكتورة فريال مانع مسعد الجبر، رئيسة قسم الهندسة الإلكترونية بجامعة عدن، عرضًا بعنوان "تأهيل المرأة العربية رقميًا للتصدي للعنف السيبراني الجندري"، وتناولت فيه التحديات التقنية والثقافية التي تعيق تمكين النساء في العالم العربي، مؤكدة على أهمية تطوير قدراتهن في المجالات الرقمية كسلاح فعال ضد العنف الإلكتروني.
بدوره، قدم المستشار أحمد مصطفى عبد الغفار، رئيس النيابة بمكتب النائب العام المصري، رؤية قانونية معمقة حول "الجرائم السيبرانية ومكافحة العنف الرقمي ضد النساء"، واستعرض أبرز أشكال العنف السيبراني، موضحًا كيفية التعامل معها وفق التشريعات المصرية والمعايير الدولية، مع التركيز على تعقيدات التحقيقات الرقمية التي تتطلب دقة وخبرة متخصصة.
اختتمت الجلسة بمداخلة الدكتور محمد خليل، خبير التحول الرقمي من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، بعنوان "مواجهة العنف السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي: تحديات وحلول". قدم تحليلًا مستقبليًا لتأثير التكنولوجيا الحديثة على النساء، واقترح حلولاً مبتكرة تشمل تعزيز الأمن الرقمي عبر سياسات تشريعية متقدمة وتقنيات ذكية تحمي المجتمعات من الانتهاكات الإلكترونية.
يُشكل هذا المؤتمر منبرًا حيويًا لتبادل الرؤى وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، بهدف صياغة حلول مستدامة تحمي النساء والفتيات من مخاطر التكنولوجيا، وتبني فضاءً رقميًا يعكس قيم العدالة والشمول.