تحديد نوع الجنين: كل ما يجب معرفته عن العملية وأسبابها ونسبة نجاحها
يعد تحديد نوع الجنين واحدًا من أكثر المواضيع التي أثارت اهتمام الأزواج خلال السنوات الأخيرة مع التطور الكبير في تقنيات الإخصاب المساعد والتقدم الطبي في مجال الفحوصات الجينية. وأصبح بإمكان العائلات اليوم التخطيط للمولود القادم واختيار جنسه سواء ذكر أو أنثى بدقة عالية من خلال إجراءات طبية آمنة ومعتمدة، مما جعل الكثير يبحث عن كيفية إجراء العملية وأسباب اللجوء إليها ونسبة النجاح المرتبطة بها إضافة إلى معرفة الأضرار المحتملة. وتعد هذه العملية حلًا طبيًا مهمًا في بعض الحالات وليست مجرد ترف أو رغبة شخصية كما يعتقد البعض، لذلك يقدم هذا المقال شرحًا شاملًا لكل التفاصيل الضرورية بأسلوب احترافي يساعد الأزواج على اتخاذ القرار الصحيح بناءً على معلومات دقيقة.
عملية تحديد نوع الجنين
عملية تحديد نوع الجنين هي إجراء طبي يهدف إلى اختيار جنس المولود قبل حدوث الحمل، ويتم ذلك من خلال تقنيات الإخصاب المساعد مثل أطفال الأنابيب والحقن المجهري. تعتمد العملية على أخذ بويضات من الزوجة وتخصيبها بالحيوانات المنوية داخل المختبر ثم إجراء فحص جيني متقدم يسمى PGD أو PGT لاكتشاف جنس كل جنين قبل إعادته إلى الرحم. ويتميز هذا الإجراء بأنه يوفر دقة عالية تصل إلى 99% في تحديد جنس الجنين مما يجعله الخيار الأفضل عند الرغبة في اختيار الجنس. ويستخدم الأطباء هذه التقنية ليس فقط لأسباب اجتماعية أو نفسية بل أيضًا لأسباب طبية تتعلق بالأمراض الوراثية المرتبطة بجنس معين مما يجعلها حلًا صحيًا مهمًا في كثير من الحالات. وتمثل عملية تحديد جنس الجنين مرحلة متطورة في طب الإخصاب الحديث لأنها تعتمد على تحليل الخلايا وليس على طرق تقليدية غير دقيقة كانت تعتمد على التخمين.
اجراءات عملية تحديد نوع الجنين
تتم عملية تحديد نوع الجنين عبر مجموعة خطوات دقيقة تبدأ بفحص الزوجين لمعرفة حالتهما الصحية والتأكد من أنهما مناسبين لإجراء العملية. ثم يبدأ الطبيب في تحفيز المبايض لدى الزوجة باستخدام أدوية هرمونية لتكوين عدد كافٍ من البويضات القابلة للتخصيب. بعد ذلك يتم تحديد موعد لسحب البويضات باستخدام إبرة دقيقة تحت التخدير الخفيف، وفي نفس اليوم يقدم الزوج عينة من السائل المنوي ليتم اختيار أفضل الحيوانات المنوية من حيث الجودة والحركة.
يلي ذلك مرحلة التخصيب في المختبر والتي تُجرى عبر الحقن المجهري حيث يتم حقن كل بويضة بحيوان منوي واحد للحصول على أجنة. وبعد ثلاثة إلى خمسة أيام من التخصيب يتم أخذ عينة صغيرة من كل جنين لإجراء الفحص الجيني PGT الذي يكشف عن جنس الجنين بدقة عالية دون التأثير على نموه. وبعد ظهور النتائج يتم اختيار الجنين الذي يحمل الجنس المطلوب سواء ذكر أو أنثى ثم يُعاد إلى رحم الزوجة في الوقت المناسب لبدء عملية الحمل. وتعتبر هذه الطريقة الأكثر دقة وفاعلية في تحديد جنس الجنين لأنها تعتمد على تحليل جيني علمي وليس على أي توقعات أو ترجيحات.
لماذا يلجأ الأزواج لعملية تحديد جنس الجنين؟
توجد عدة أسباب تدفع الأزواج للجوء إلى عملية تحديد نوع الجنين تختلف باختلاف الظروف الشخصية والصحية. من أهم الأسباب الطبية وجود أمراض وراثية مرتبطة بجنس محدد، فهناك أمراض تنتقل غالبًا للذكور مثل الهيموفيليا وبعض أنواع ضمور العضلات، وفي هذه الحالات يكون اختيار جنس الجنين ضروريًا لتجنب ولادة طفل مريض. كذلك يلجأ بعض الأزواج لهذه العملية بهدف تحقيق التوازن الأسري عندما يكون لديهم عدة أطفال من نفس الجنس ويرغبون في طفل من الجنس الآخر.
كما يلجأ لها البعض لأسباب نفسية واجتماعية تتعلق برغبات شخصية أو ظروف عائلية خاصة. وفي بعض الحالات قد تكون رغبة الزوجين في تحديد نوع الجنين نابعة من رغبة في التخطيط للمستقبل بطريقة أفضل من خلال توزيع الأدوار داخل الأسرة أو لتحقيق الاستقرار النفسي لأحد الوالدين. ورغم ذلك يجب دائمًا اتخاذ القرار بعد استشارة طبيب مختص وفهم جميع الجوانب الطبية والأخلاقية المرتبطة بالعملية.
نسبة نجاح عملية تحديد نوع الجنين
تتميز نسبة نجاح عملية تحديد نوع الجنين بأنها من أعلى نسب النجاح في مجال الإخصاب المساعد، حيث تصل إلى 99% عند استخدام الفحص الجيني قبل الزرع PGT، وذلك لأن الفحص يعتمد على تحليل الكروموسومات التي تحدد جنس الجنين بشكل دقيق. لكن يجب فهم أن نسبة النجاح هنا تعني دقة تحديد الجنس وليس دقة حدوث الحمل نفسه والتي قد تختلف حسب عمر الزوجة وجودة البويضات والحيوانات المنوية وخبرة المركز الطبي.
ففي حين أن نسبة تحديد جنس الجنين دقيقة للغاية تبقى نسبة حدوث الحمل مرتبطة بعدة عوامل طبية مثل بطانة الرحم وصحة الأجنة والهرمونات، لذلك تختلف من امرأة لأخرى. ومع ذلك تبقى العملية ذات نسب نجاح مرتفعة مقارنة بأي طريقة أخرى غير علمية.
أضرار تحديد نوع الجنين
رغم أن عملية تحديد نوع الجنين تعتبر آمنة إلى حد كبير إلا أنها مثل أي إجراء طبي قد تحمل بعض الأضرار والمخاطر البسيطة التي يجب معرفتها قبل اتخاذ القرار. من أبرز هذه الأضرار الآثار الجانبية لأدوية تحفيز المبايض مثل الانتفاخ والتعب وتقلب المزاج ونادرًا ما يحدث فرط في تنشيط المبايض. كذلك قد تشعر الزوجة ببعض الألم البسيط بعد عملية سحب البويضات لكنه يختفي خلال فترة قصيرة.
أما فيما يتعلق بالفحص الجيني للأجنة فهو إجراء آمن ولا يؤثر عادة على نمو الجنين لكن يُشترط أن يتم داخل مركز متخصص لضمان عدم حدوث أي خطأ أثناء أخذ العينة. ومن الأضرار أيضًا التكلفة العالية نسبيًا مقارنة بطرق الحمل التقليدي مما قد يشكل عائقًا لبعض الأزواج. ورغم هذه السلبيات تبقى العملية آمنة وفعالة طالما أُجريت تحت إشراف فريق طبي متمرس واستخدمت فيها أحدث التقنيات المعتمدة عالميًا.








