#jubna
الأحد 17 أغسطس 2025 02:41 صـ 21 صفر 1447هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
فنون وثقافة

وقت الفراغ المصري بين الحنين والشاشات الذكية

أنا حوا

خلال السنوات الأخيرة، تغيّر شكل وقت الفراغ في مصر بشكل واضح.

لم يعد الأمر يقتصر على الألعاب الشعبية أو الجلسات العائلية في الحارات، بل دخلت الشاشات الذكية بقوة إلى حياة الجميع.

اليوم نجد المصريين ممزقين بين دفء الذكريات القديمة ومتعة الأنشطة التقليدية من جهة، وجاذبية الترفيه الرقمي والتواصل السريع من جهة أخرى.

هذا التحوّل لا ينعكس فقط على عادات الأفراد، بل يؤثر أيضاً في الروابط الأسرية والثقافة العامة للمجتمع.

في هذا المقال، سنستعرض ملامح هذا التوازن الجديد وكيف يعيد المصريون تعريف أوقات فراغهم بين الماضي والحاضر.

من الألعاب الشعبية إلى الترفيه الرقمي: كيف غيّر الإنترنت شكل أوقات الفراغ في مصر

خلال العقد الأخير، صار من الواضح أن نمط قضاء وقت الفراغ في مصر قد تغيّر بشكل جذري.

الألعاب الشعبية مثل الاستغماية والطاولة التي كانت تجمع الأصدقاء في الحارة تحوّلت تدريجياً إلى تجارب رقمية على الهواتف والمنصات الإلكترونية.

اليوم تجد شريحة واسعة من الشباب وحتى الكبار يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات، بين ألعاب الفيديو والدردشة والبحث عن محتوى ترفيهي متجدد.

واحدة من التجارب الجديدة التي لاقت انتشاراً ملحوظاً هي منصات الألعاب الإلكترونية، ومن ضمنها كازينو اون لاين مصر الذي يقدم بدائل افتراضية للترفيه التقليدي ويواكب التوجه العالمي نحو التسلية الرقمية.

هذا التحول لم يقتصر فقط على نوعية الأنشطة، بل امتد ليشمل شكل العلاقات الاجتماعية أيضاً.

كانت جلسة الطاولة أو الدومينو مناسبة للتواصل المباشر وتبادل القصص، أما الآن فكثير من اللقاءات أصبحت افتراضية أو تعتمد على الرسائل الفورية والصوتيات.

أحد الأمور التي لاحظتها شخصياً أن بعض العائلات صارت تفتقد الحوارات الجماعية لصالح متابعة كل فرد لشاشته الخاصة، مما أثار نقاشاً واسعاً حول تأثير هذا النمط الجديد على الروابط الأسرية.

مع ذلك فإن هناك جانب إيجابي لهذا التحول: سهولة الوصول لمصادر متنوعة من الترفيه والمعرفة، وقدرة الجميع على استكشاف اهتمامات جديدة تتجاوز حدود المكان والتقاليد القديمة.

السؤال الحقيقي اليوم ليس كيف نوقف هذا التحول، بل كيف نعيد صياغة عاداتنا بحيث نستفيد من التقنية دون فقدان الشعور بالدفء الاجتماعي الذي لطالما ميّز الحياة المصرية.

الحنين إلى الماضي: الأنشطة التقليدية في ذاكرة المصريين

رغم انتشار الشاشات الذكية وسيطرتها على تفاصيل الحياة اليومية، لا تزال الأنشطة التقليدية تحتفظ بمكانة دافئة في وجدان الكثير من المصريين.

الذكريات المرتبطة بجلسات السمر والألعاب الشعبية تظل حاضرة في الأحاديث وتجمعات العائلات، حتى وسط زخم العصر الرقمي.

هناك حنين واضح لدى الجيل الأكبر لهذه اللحظات التي كانت تجمع الأصدقاء والجيران حول لعبة بسيطة أو قصة طويلة، كما أصبح هناك اهتمام متجدد بإحياء بعض هذه العادات ولو بشكل رمزي أو موسمي.

جلسات السمر والحكي: دفء العلاقات القديمة

كانت جلسات السمر جزءاً أساسياً من ليالي المصريين، سواء في البيوت أو فوق الأسطح خلال الصيف.

غالباً ما كان الحديث يدور حول القصص الشعبية، والحكايات الطريفة، وأحياناً الحِكم والمواقف القديمة التي يتوارثها الجيل تلو الآخر.

هذا النوع من التجمعات ساهم في تقوية الروابط الأسرية والاجتماعية وخلق مساحة آمنة للتعبير والضحك وتبادل الخبرات البسيطة.

حتى اليوم، تجد بعض الأسر تصر على تخصيص وقت أسبوعي لجلسة حكي بدون شاشات—لمسة صغيرة تستعيد بها إحساس الدفء القديم وسط إيقاع الحياة المتسارع.

الألعاب الشعبية: من الشوارع إلى الذاكرة

انتشرت الألعاب الشعبية مثل الاستغماية (الغميضة)، الطاولة، والدومينو في الحارات المصرية لعقود طويلة.

كانت هذه الألعاب لا تتطلب معدات معقدة أو تكلفة عالية؛ مجرد مكان صغير وروح جماعية كافية لخلق أجواء من المرح والتنافس اللطيف بين الأطفال والكبار على حد سواء.

لا تزال أصوات الضحكات المرتبطة بتلك اللحظات تثير الحنين عند مرور شخص بجوار "دكة" أو طاولة خشبية قديمة أمام أحد المقاهي الشعبية.

هذه الألعاب تمثل رمزاً للبساطة والتواصل المباشر الذي يكاد يختفي اليوم مع ضغوط العمل وإغراء الشاشات الجديدة.

محاولات إحياء التراث الترفيهي

في السنوات الأخيرة ظهرت مبادرات تهدف لإحياء الألعاب والأنشطة التراثية داخل النوادي والمراكز الثقافية والمدارس الخاصة أيضاً.

ومع ذلك، يواجه القائمون على هذه المبادرات صعوبة في جذب انتباه الأطفال والشباب بعيداً عن عالم الأجهزة الذكية وتطبيقاتها المتجددة باستمرار.

مبادرات التراث الشعبي: في عام 2023، نظمت وزارة الثقافة المصرية أكثر من 130 فعالية شعبية وتراثية، بالإضافة إلى ورش عمل أسبوعية لتعليم الأطفال الألعاب التقليدية بهدف الحفاظ على التراث وتعزيز الروابط المجتمعية.

رغم هذه الجهود، يبقى التحدي الحقيقي هو إيجاد صيغ جاذبة تربط التراث بروح العصر الحالي وتقدم تجربة ممتعة للأجيال الجديدة دون التخلي عن قيم المشاركة والفرح الجماعي.

الشاشات الذكية وتأثيرها على وقت الفراغ في مصر

لا يمكن الحديث عن وقت الفراغ اليوم دون أن تتصدر الشاشات الذكية المشهد في كل بيت مصري.

الهاتف المحمول والتلفزيون الذكي وأجهزة الألعاب باتت جزءاً أساسياً من حياة الجميع، من أصغر طفل إلى أكبر شخص في العائلة.

هذه الأدوات غيرت طريقة الترفيه بشكل كامل، وخلقت عادات جديدة في التواصل والاستمتاع بالوقت.

وسائل التواصل الاجتماعي: بين التواصل والإدمان

الجميع تقريباً يمتلك حساباً على منصة تواصل اجتماعي، سواء فيسبوك أو إنستجرام أو تيك توك.

صار من المعتاد قضاء ساعات طويلة يومياً في متابعة الأخبار، مشاركة الصور أو حتى الدردشة مع الأصدقاء.

هناك جانب إيجابي؛ إذ يسهل البقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء داخل وخارج مصر.

لكن من تجربتي وملاحظة المحيطين بي، أرى أن الإدمان على هذه المنصات أصبح ظاهرة واضحة، خاصة بين الشباب والمراهقين.

يحدث ذلك أحياناً على حساب العلاقات الحقيقية والأنشطة الاجتماعية المباشرة وحتى الإنتاجية الشخصية.

الألعاب الإلكترونية: جيل جديد من الترفيه

في السنوات الأخيرة تحولت الألعاب الإلكترونية إلى جزء رئيسي من روتين وقت الفراغ للمصريين، خصوصاً الأطفال والشباب.

التنافس عبر الإنترنت أصبح عادة يومية للبعض، سواء عبر الكمبيوتر أو الهاتف أو منصات الألعاب المنزلية مثل بلايستيشن وإكس بوكس.

إحصاءات الألعاب الإلكترونية: بحسب تقرير منشور في يناير 2024، تحتل مصر المرتبة الثانية عربياً في الإنفاق على الألعاب الإلكترونية، ما يؤكد الانتشار الواسع لهذه الهواية بين الشباب المصري ونمو سوق الألعاب الرقمية سنوياً.

لاحظت أيضاً أن بعض الأسر بدأت تشارك أطفالها اللعب بهدف تقوية الروابط الأسرية وإيجاد مساحة مشتركة للمرح والنقاش داخل البيت.

تأثير التكنولوجيا على الصحة والسلوك

الاعتماد المتزايد على الشاشات أفرز تحديات حقيقية للصحة النفسية والجسدية لدى كثير من المصريين.

قلة الحركة أصبحت سمة واضحة، وتزايد الجلوس لفترات طويلة يسبب مشاكل صحية مثل السمنة وآلام الظهر والعنق.

من جهة أخرى يشكو البعض من الشعور بالعزلة الاجتماعية بالرغم من كثافة التفاعل الافتراضي—وهو تناقض مثير للاهتمام لاحظته شخصياً عند أصدقاء كثر.

وعي الأسر بدأ يتزايد مؤخراً بضرورة تنظيم استخدام الشاشات ووضع حدود زمنية للحفاظ على صحة وسلوك أبنائهم وسط هذا الواقع الجديد.

التوازن بين الماضي والحاضر: كيف يمكن استثمار وقت الفراغ بذكاء؟

بين زحمة الحياة وسرعة التكنولوجيا، أصبح البحث عن توازن حقيقي في وقت الفراغ من أصعب التحديات أمام العائلات المصرية.

الكثيرون يحاولون إيجاد طرق تجمع بين متعة الجلسات القديمة وفرص الترفيه الرقمي، حتى لا يضيع الحنين ولا تُفقد مزايا العصر.

برأيي، المسألة ليست منافسة بين عالمين بل استفادة ذكية من الاثنين معاً.

أنشطة عائلية تجمع بين الأصالة والتكنولوجيا

يستطيع أفراد العائلة إحياء روح الألعاب القديمة مثل الطاولة أو الكوتشينة، ثم إدخال عنصر رقمي عبر تطبيقات تعليمية أو مسابقات على التلفزيون الذكي.

هذا المزيج يكسر رتابة الروتين ويخلق لحظات مشاركة حقيقية بعيدة عن الملل.

في بعض الأمسيات لاحظت أن استخدام الهاتف لتوثيق ذكريات اللعب صار جزءاً ممتعاً من الحدث نفسه، خاصة حين يعيد الأطفال مشاهدة المقاطع لاحقاً.

نصيحة: خصصوا وقتاً أسبوعياً لنشاط عائلي يجمع بين عنصرين من الماضي والحاضر، ستشعرون بالفارق في جو المنزل.

تنظيم الوقت وتحديد الأولويات

إدارة وقت الفراغ تبدأ بقائمة بسيطة للأولويات: ماذا نريد أن ننجز خارج الشاشة؟ ما الأنشطة التي تمنحنا راحة ذهن وجسم؟

وضع قواعد مثل تحديد ساعات لاستخدام الأجهزة يضمن ألا يتحول الترفيه الرقمي لإدمان يومي بلا هدف.

من تجاربي مع الأصدقاء، أغلبهم شعر براحة أكبر حين أعادوا اكتشاف جلسات النقاش الجماعي أو المشي في الهواء الطلق بعد يوم طويل من العمل الرقمي.

نصيحة: جرّبوا تخصيص ساعة يومياً بلا شاشات لصالح نشاط اجتماعي أو رياضي خفيف. النتائج تظهر بسرعة أكبر مما تتوقعون.

دور المؤسسات التعليمية والثقافية

لا يمكن تجاهل دور المدارس والمراكز الثقافية في ترسيخ فكرة التنوع داخل أوقات الفراغ عند الأطفال والشباب.

مؤخراً شاهدت مبادرات تقودها نوادي ومدارس مصرية لدمج ورش الفنون التقليدية مع مسابقات برمجية أو مشاريع روبوتيك بسيطة لجذب الجيل الجديد للتجربة المتنوعة.

برامج توعية وقت الفراغ: تشير دراسة مصرية منشورة عام 2024 إلى جهود مؤسسات التعليم المستمر في زيادة وعي الطلاب بأهمية الأنشطة الثقافية والرياضية، من خلال حملات وندوات توجيهية لتنمية المهارات وتوجيه أوقات الفراغ بشكل إيجابي.

نصيحة: شارك أطفالك بورشة فنية أو نشاط ثقافي جديد كل شهر. هذا الاستثمار الصغير يثمر عن مهارات جديدة وروابط أقوى مع المجتمع والعائلة.

الخاتمة

وقت الفراغ في مصر لم يعد مجرد فسحة للهروب من ضغوط الحياة اليومية، بل أصبح ساحة تجمع بين أصالة الماضي وفرص العصر الرقمي.

المصريون اليوم يقفون بين ذكريات الأنشطة التقليدية وفضول استكشاف التكنولوجيا الجديدة، في محاولة دائمة لإيجاد التوازن.

تحقيق هذا التوازن يعني الاستفادة من مزايا كل عصر، مع الحفاظ على الروابط الأسرية وروح المجتمع.

يبقى مستقبل وقت الفراغ مرهوناً بقدرتنا على الجمع بين المتعة والإبداع والهوية، لصنع أوقات ثرية وممتعة للأجيال القادمة.

#s #
#jubna
#ada

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.4523 48.5504
يورو 56.3936 56.5175
جنيه إسترلينى 65.1635 65.3100
فرنك سويسرى 59.9434 60.0871
100 ين يابانى 32.7979 32.8665
ريال سعودى 12.9089 12.9368
دينار كويتى 158.6000 158.9731
درهم اماراتى 13.1911 13.2185
اليوان الصينى 6.7440 6.7582

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5280 جنيه 5257 جنيه $109.26
سعر ذهب 22 4840 جنيه 4819 جنيه $100.15
سعر ذهب 21 4620 جنيه 4600 جنيه $95.60
سعر ذهب 18 3960 جنيه 3943 جنيه $81.94
سعر ذهب 14 3080 جنيه 3067 جنيه $63.73
سعر ذهب 12 2640 جنيه 2629 جنيه $54.63
سعر الأونصة 164226 جنيه 163516 جنيه $3398.34
الجنيه الذهب 36960 جنيه 36800 جنيه $764.81
الأونصة بالدولار 3398.34 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأحد 02:41 صـ
21 صفر 1447 هـ 17 أغسطس 2025 م
مصر
الفجر 03:50
الشروق 05:23
الظهر 11:59
العصر 15:35
المغرب 18:35
العشاء 19:58