#jubna
الثلاثاء 19 أغسطس 2025 12:14 صـ 23 صفر 1447هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
بقلم آدم وحوا

د. منى نوال حلمي تكتب.. «مى» أختى لم تنجبها أمى وشبيهتى إلى حد الألم والأسى

د. منى نوال حلمي
د. منى نوال حلمي

هي «أختى»، التي لم تنجبها أمى. صديقتى الحميمة، وأنا ليست لى صديقات.

شبيهتى، وأنا لا يسمح لى «هوسى» بحب نفسى بأن أعترف بأن هناك امرأة تشبهنى، أو حتى تصلح لأن تكون «شبيهتى»!!.

هل أنجبتها «أمى» من رجل أحبته، دون معرفتى، وبقيت الحكاية سرًّا أخذته معها إلى نومها الأبدى؟؟. هل كانت صديقتى، وأنا «فاقدة الذاكرة»، في زمن ما؟؟. وهل هي امرأة إلى هذا الحد فريدة من نوعها، حتى تتجرأ وتجبرنى على الاعتراف علنًا بأن المرايا كاذبة، وأنها شبيهتى، وتشبهنى؟؟.

كلما تعرفت عليها أكثر، يزداد يقينى أنها امرأة مصنوعة من قماش أنوثتى، كاتبة تستقل قطار الكلمات نفسه، الذي يحملنى إلى ما يشتهيه قلبى، وما يسبب مأساته، وشاعرة تسبح في بحور الشِعر التي تُغرقنى، ولا أستغيث بطوق نجاة.

أزهو بشعور قوى، لا يفارقنى، بأننى أكمل المسيرة اللامنتهية في الكتابة والوحدة وعدم الانتماء إلى كوكب الأرض.

عندما وجدت رجلًا يفكر بلغتها الخاصة، ويكتب الشِعر والفلسفة ويرسم اللوحات، كان عصى المنال إلا بالرسائل المشعة بالنبل العاطفى، والسمو العقلى. وهذا تشابه آخر بينى وبينها، حيث تأكدت، من تجاربى، أن الحب الحقيقى الراقى، غير الملطخ بشهوات الجسد، والذى لا يستحم بماء الذكورية الآسن، غير متاح، وعلينا الانتظار لزمن آخر.

كان لها صالونها الثقافى في بيتها كل ثلاثاء. وأنا أيضًا كنت أعقد في بيتى الملتقى الثقافى كل ثلاثاء.

لها صورة نادرة مع أمها، وهى طفلة تضع فيونكة بيضاء في شعرها. وأنا لى صورة مشابهة، إلى حد أنها خدعت أمى، التي سألتنى مندهشة: «ومَنْ هذه المرأة الجالسة أمامك يا»مُنى)«؟.

عاشت وماتت وحيدة. وهذا أيضًا مصيرى.

أكبر اختلافين بيننا أنها في أواخر حياتها اتهموها بالجنون، وهى استاءت من التهمة، وأثبتت بطلانها. أما أنا، فالجنون الذي وُلدت به لا أعتبره تهمة، بل شرف، أدّعيه وأمارسه وأشتهيه أكثر. والاختلاف الثانى أن زمنها، رغم قسوته وذكوريته، كان فيه»شوية خير وشوية شِعر وشوية أدب«.. أدب الأقلام وأدب الأخلاق.

إنها مى زيادة 11 فبراير 1886- 17 أكتوبر 1941، فراشة الأدب العربى، ووردته اليانعة، جرحت بأشواكها جلد مجتمعاتنا الممتلئ بالدمامل الاجتماعية والثقافية والذكورية. كانت تريد أن تنظف وتطهر وتعالج. يريدونها أن تسكت، وتقبع راضية على ذمة زوج.

»مى«تعبر عن مأساة كل أديبة، تجمع بين الجمال الخارجى، والجمال الداخلى، والجمال الأخلاقى، في مجتمعات لا يسعدها إلا المرأة ذات الحواجب المنتوفة، والخصر الملفوف، والعيون المرسومة، والشفاه الحمراء، والشعر المنساب على الأكتاف، والتمايل على الكعب العالى. امرأة تجيد الطبخ والمسح وخدمة الأطفال. جاهزة ليل نهار لأن تُلتهم في وجبات النكاح.

»مى زيادة«موهبة نادرة الخامة، من أغلى الأحجار الكريمة، خالية من شوائب الادعاء، والتقليد، مثقفة العواطف، راقية العقل، متعددة القدرات، متمردة التجليات، فهى تكتب الأشعار، والمقالات الصحفية، والخواطر الأدبية، وتكتب المحاضرات وتلقيها بكل براعة، وصحفية تفيض مقالاتها بأسلوب جديد، يعكس عمق ثقافتها وخطيبة تتحدث بشغف قلبها، تُجيد تسع لغات، ومترجمة تضيف إلى النص المترجم أناقة فوق أناقته، ومديرة حوار لبقة، رحَّالة لفت العالم، مدافعة عن حريات النساء، بوعى عميق، وعيون دائمة اليقظة للتمييز والقهر وغياب العدالة.

في صالون»مى«، اجتمع أهم أدباء وشعراء ومفكرى عصرها، مثل طه حسين وأحمد شوقى ومصطفى صادق الرافعى وخليل مطران وعباس العقاد ومصطفى عبدالرازق، شيخ الأزهر. لم يفلت أحد من جاذبيتها الفريدة، تمزج بين انطلاقها وتفتحها، مع استقامة الخلق، والشياكة البسيطة.

قلبها عنيد، دقيق في اختياراته، صعب في إرضائه، لم يخفق إلا لرجل يبعد عنها آلاف الأميال. لكنه يوقظ عواطفها النائمة، ويفهم رسالة الأدب والفن. وكان»جبران خليل جبران«، 6 يناير 1883- 10 إبريل 1931، الحبيب الذي لم تلقَه إلا بالرسائل المسافرة بينهما، منذ 1911 حتى رحيله.

في أحد كتبها»المساواة«1923، أوضحت أن دعم الرجال مهم للنساء. لكن لن يحرر المرأة إلا المرأة نفسها. وطموح المرأة يجب ألا يكون المساواة بالرجل لأنها حينئذ ستحرم نفسها من عالمها الذاتى، الذي تصنعه هي بإلهامها وأحلامها. وكتبت أن حجاب المرأة مفروض من الرجال، ليحجب تقدم المرأة الفكرى والعملى.

فقدت»مى«كل مَن أحبتهم، في أوقات قريبة متتالية. الأب، ثم جبران، ثم الأم. أصابها الفقد بزهد في الحياة، وعزوف عن مواصلة أنشطتها. وساءت حالتها عندما اتهمها أقرباؤها بالخلل العقلى، وذهبت إلى مستشفى العصفورية للأمراض العقلية، في بيروت.

وعادت»مى«إلى مصر، وأعطت محاضرات تنم عن عقل بكامل قواه وحيويته. لكنها ملّت الحياة والناس، وتوقف قلبها المفعم بالحماس، رغم أنها مازالت تتنفس.

في مصر، بمستشفى المعادى، يوم 17 أكتوبر 1941، ذبلت الوردة، وتوقفت فراشة الأدب عن التحليق، وسكت قلبها اللامنتمٍ، المحروم من الحب، الحزين أكثر من طاقته.

النساء والرجال، ضيوف صالونها الأسبوعى، والعشاق الذين فُتنوا بها، غابوا جميعًا عن جنازتها، إلا أحمد لطفى السيد وخليل مطران وأنطوان الجميل.

وهذا تشابه آخر بينى وبين»مى». لكنها أفضل حظًّا، فمن أين لى بمثل هذه القامات الثلاث لتمشى في جنازتى؟.

ختامه شِعر

أشتهى النوم في أحضانك

لا توقظنى لأى سبب كان

إعصار هائل.. حريق ضخم

زلزال مدمر.. أو حتى بركان

دعنى أسكب صرخاتى وآهاتى

على صدرك الدافئ الحنون

ألهمنى كلمات وقصائد تشبهنى

ومارس معى طقوس الجنون

أريد أن أصمت في أحضانك

أشتهى البكاء الهادئ حتى الذوبان

لا تعدنى بأى شىء

فأنا لا أبحث إلا عن إنسان.

د. منى نوال حلمي
#s #
#jubna
#ada

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.4523 48.5504
يورو 56.3936 56.5175
جنيه إسترلينى 65.1635 65.3100
فرنك سويسرى 59.9434 60.0871
100 ين يابانى 32.7979 32.8665
ريال سعودى 12.9089 12.9368
دينار كويتى 158.6000 158.9731
درهم اماراتى 13.1911 13.2185
اليوان الصينى 6.7440 6.7582

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5280 جنيه 5257 جنيه $109.26
سعر ذهب 22 4840 جنيه 4819 جنيه $100.15
سعر ذهب 21 4620 جنيه 4600 جنيه $95.60
سعر ذهب 18 3960 جنيه 3943 جنيه $81.94
سعر ذهب 14 3080 جنيه 3067 جنيه $63.73
سعر ذهب 12 2640 جنيه 2629 جنيه $54.63
سعر الأونصة 164226 جنيه 163516 جنيه $3398.34
الجنيه الذهب 36960 جنيه 36800 جنيه $764.81
الأونصة بالدولار 3398.34 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 12:14 صـ
23 صفر 1447 هـ 19 أغسطس 2025 م
مصر
الفجر 03:52
الشروق 05:25
الظهر 11:59
العصر 15:35
المغرب 18:33
العشاء 19:55