د. زكريا إبراهيم يكتب: الأم القاتلة واضطراب الشخصية الحدية


في البداية كل سنة والشعب المصري والعربي والعالم أجمع طيب وبخير بمناسبة عيد الأضحىن وأعتذر عن تأخري في كتابة مقال جديد لبعض الظروف الخارجة عن إرادتي، اليوم نتحدث عن جريمة غريبة من نوعها لم أقرأ مثيلا لها إلا في كندا وما زالت المتهمة حتى وقتنا هذا تقضى حكما بالسجن مدى الحياة والدراسات العلمية.
أم تقتل طفلها وتذبحه وتقوم بتسوية رأسه بالسلق لتجهيزها للأكل!
نفس السيناريو تقريبا حدث في كندا ولكن الضحية كان صديق القاتلة والذي رفض الزواج منها فذبحته وسلخته وقامت بتجهيز أجزاء منه ووضعها في أطباق لأطفاله وأطفالها للغداء بعد عودتهم من المدرسة.
الجريمة بشعة وتثير الاشمئزاز بكل ما في الكلمة من معاني وغريبة كل الغرابة عن مجتمعنا المصري الذي يميل بفطرته للسلام والهدوء.
وأغلب الأصوات تنادى بأن ما حدث هو للانتقام من الأب؟، وهو الأمر الذي دفعني للتفكير وذكرني بحادثة المرأة الكندية (كاثرين نايت) والتي نفذت ذات السيناريو، والسبب كان إصابتها بأحد أكثر الأمراض النفسية خطورة في نظري وهو (اضطراب الشخصية الحدية Borderline (Personality Disorder وهو مرض نفسي خطير إذا لم يتم علاجه مبكرا يتطور حتى يصل للدرجة التي حدثت في تلك الجرائم.
اقرأ أيضاً
د. زكريا إبراهيم يكتب.. الحرية وحقوق الإنسان على الطريقة الغربية
د. زكريا إبراهيم يكتب.. عودة القمار في مصر!
د. زكريا إبراهيم يكتب.. هل ڤيروس كورونا صناعة الولايات المتحدة الأمريكية؟
د. زكريا إبراهيم يكتب.. السوشيال ميديا حروب ناعمة طويلة المدى
د. زكريا إبراهيم يكتب: حقائق عن الجنس الثالث و حياتهم الخفية
د. زكريا إبراهيم يكتب: أرماجيدون
د زكريا إبراهيم يكتب : الشبكة العنكبوتية وعالم تبادل الأزواج والزوجات ..تجربة كارثية
د. زكريا إبراهيم يكتب عن عالم السحر الأسود والدجالين (صور)
فى البداية وضعت إحتمال أن تكون تلك الزوجه المصريه مجرد محاوله لتقليد الجريمه الاصليه التي ارتكبتها كاثرين نايت او كما يقولون Copy Cat أو القاتل المقلد، ولكن بمراجعة محيط مجتمعها وثقافتها وعالمها وجدت أنه من الصعوبة أن تتوغل لمثل تلك النوعية من الثقافة التي تهم المشتغلين بالمجال الأمني أو السيكولوجي.
اضطراب الشخصية الحدية هو مرض أساسه الخوف من الهجران ويكون المريض فيه شديد التطرف في آراءه وتصرفاته فهو قد يرى الشخص الذي أمامه ملاكا أو شيطانا إذا ما رأى منه ولو شيء بسيط يضايقه، ومريض اضطراب الشخصية الحدية للأسف لا يوجد لديه أي تقدير لعواقب أفعاله ويرى نفسه دائما على حق ولا يتعلم أبدا من تجاربه السابقة.
ذلك المرض اللعين (اضطراب الشخصية الحدية) يحتاج لمقالة منفصلة مطولة للحديث عنه وعدد ما نتج عنه من سفاحين ولكن تلك هي المرة الأولى التي أرى كل أعراضه بأدق التفاصيل في مصر، في النهاية أنا لا أطلب عدم محاكمة تلك الأم القاتلة على جريمتها البشعة.
كل ما أطلبه ألا نترك الحكم عليها وإدانتها للترينج وآراء وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ولكن للعلم والطب النفسي
أرى ضرورة وضعها في البداية تحت الفحص النفسي الدقيق وأعتقد أننا سنجد ذلك المرض مسيطرا متوغلا داخل عقلها وللأسف ستقضى باقي حياتها حبيسة الجدران بلا علاج سوى المهدئات القوية ومضادات الاكتئاب وجلسات الكهرباء والذي أرى الموت أكثر رحمة من الحياة بهذه الطريقة ولكننا نتحدث عن روح.
القصاص العادل لا يتم إلا على إنسان بالغ عاقل مدرك لما يفعله ويعلم تماما عواقبه وليس مريضا بأحد أخطر الأمراض النفسية الذي لا شفاء منه تقريبا والذي أنتج على مستوى العالم العديد من السفاحين مثل (كاثرين نايت) في كندا و (ألكسندر وبشكاكين) في روسيا الملقب بسفاح رقعة الشطرنج وما زال هو الآخر يقضى عقوبة السجن مدى الحياة في روسيا.