د. فتحي الشرقاوي يكتب.. الهوس الديني.. لا جنس له ولا عنوان
انشغلت منذ نعومي أظافري كباحث علمي منذ بداية ثمانينات هذا القرن بدراسة ظاهرة الهوس الديني، وما يرتبط بها من أفكار وتداعيات، تصل إلى حد السلوكيات اللامعقولة واللامنطقية، لدرجة أن عنوان رسالتي للماجستير آنذاك كان بعنوان (سيكولوجية التعصب) وتمر السنين والأيام لكي نجد أن هذا الهوس الديني ارتبط بأخطر الظواهر السياسية الاجتماعية في هذا القرن، ممثلًا في ظاهرة الإرهاب الدولي، الذي لا نجد دولة في العالم الا وتعاني ويلاته، وكنت أندهش ولازلت إلى الآن كثيرًا من عدم إقبال المتخصصين في مجال الانسانيات على دراسة تلك الظاهرة التي تغيب العقل، وقد تدفع بالماوس دينا، ليس فقط لإنهاء حياة الآخر المغاير، وانما قد يصل الأمر لتدمير حياته بنفسه تحت وطأة الأفكار الدينية المهووسة.
وسأعرض لكم أحد المجاذر التي ارتكبت حديثًا (خلال الأسبوع الماضي) في دولة كينيا المجاورة لنا بالقارة السمراء، راح ضحيتها العشرات من معتنقي الأفكار والعقائد الدينية المتطرفة، حيث قام احد القساوسة (القس بول ماكينزي نثينغي) الذي أسس مجموعة يطلق عليها "Good News International church"، حيث أوهم أتباعه إن الموت جوعًا (الصيام المطلق) قد يرسل الاتباع إلى الله، حيث ارتفعت أعداد الضحايا في غابة شاكاهولا بشرق البلاد، ووصل الأربعاء، اعداد الوفيات إلى 98، الأمر الذي دفع وزير داخلية كينيا (كيثورى كينديكى) إلى فرض حظر تجوال لمدة 30 يومًا، من المغرب إلى الفجر، بمزرعة يمتلكها القس الذي شجع أتباعه على الصوم حتى الموت.
نحن في حاجة إلى جرأة علمية وبحثية لاقتحام ظاهرة الهوس الديني بعامة، وداخل مجتمعاتنا بخاصة، للتعرف على أسباب تفجرها، وسيكولوجية القادة الرامين إلى انتشارها، وكذلك سيكولوجية الاتباع المقتنعين بأهدافها، هل من جهة علمية بحثية تتصدى لدراسة تلك الظاهرة المسكوت عنها، والتي قد تفرز لنا أشخاص قد يفخخون أنفسهم في الأبرياء من الناس، وصولًا إلى حور العين التي ستكون في انتظارهم بمجرد استشهادهم كما يعتقدون، ومن ثم تحقيق مبادئهم العقائدية عن طيب خاطر واريحية كاملة، التي يؤمنون بها إلى حد الاعتقاد الدوجماطيقي، إنها مجرد ارهاصة مفكر ومثقف مهموم دومًا بالتعمق في لب وجوهر القضايا الإنسانية.



د. فتحي الشرقاوي يكتب: من وحي الدراما التلفزيونية
د. فتحي الشرقاوي يكتب.. حذار من الارتباط بالشخصية (المسطحة)
د. فتحي الشرقاوي يكتب :زوجات لا يطيقهن أزواجهن
د. فتحي الشرقاوي يكتب.. تعالوا نحسبها بهدوء
د. فتحي الشرقاوي يكتب.. من وحي الحكم على رئيس جامعة دمنهور
د. فتحي الشرقاوي يكتب: اكتئاب مابعد الولادة
د. فتحي الشرقاوي يكتب.. كلام للماميز.. هل يكرهك طفلك أحيانًا؟
د. فتحي الشرقاوي يكتب: جماعات الضغط...في الجهاز الاداري للدولة



