د. حياه عبدون تكتب : من الحياة ليتنا كلنا ماريا !
وانا اقرا قصة رامية الحربة البولندية Maria Andrejczyk التي كسبت الميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو ..و التي تعد واحدة من الناجيات من كانسر العظام ...و بعد فترة كبيرة من العلاج والجراحات المختلفة، استطاعت ان تتخلص منه وتتدرب لتشارك في أولمبياد طوكيو التي حققت فيها الفضية..
استوقفني موقف حدث لها و هي تتصفح الإنترنت ،فقد وجدت زوجين قد قاموا بنشر بوست عن طفلهم ابن التسع شهور الذي يحتاج لعملية نقل قلب في أمريكا ، ولكن العملية مكلفة جدًا...
هل تخيلت ماذا فعلت "ماريا" ؟.هل تخيلت رد فعلها تجاه هذا الطفل ؟ . اجرت" ماريا " مزاد علني لبيع ميداليتها الفضية التي حلمت طوال عمرها بالحصول عليها ... و لكنها بعد 10 أيام فقط من حصولها عليها باعتها مقابل 125.000 دولار و اعطتهم لأسرة الطفل لتساعدهم علي انقاذ طفلهم ، و هي لا تعرفهم و لم تلتقي بهم يوما !!!
و لأنها فعلت شيء جميل ، شيء يتسم بالرحمة و العطاء و مساعدة الاخرين ، فقد اعطاها سبحانه و تعالي شيء اجمل اسعدها ..فالرجل الذي فاز بالميدالية في المزاد ، ذهب الي ماريا و قدم لها الميدالية مرة اخري ..مرددا " لا استطيع ان اخد منك نجاحك مقابل احتياجك للمال لمساعدة شخص غريب عنك لا تعرفيه " و رد لها الميدالية.
سبحانك ربي .
و انا اقرا قصة " ماريا " ...كم تمنيت في عالم المادة و الانانية و حب الذات و المصالح الذي نعيشه ان تغلب عليه الاخلاق و الانسانية و العطاء و مساعدة الاخرين و الرحمة بالضعفاء و المرضي و المظلومين ..
كم تمنيت ان نعود لانسانيتنا التي ذهبت مع الرياح لانه جميل جدا ان تكون انسان .. و جميل ان نكون جميعا " ماريا"...نعطي افضل ما لدينا لمساعدة الاخرين حتي و نحن لا نعرفهم .
فالخير لا يأتي إلا بالخير .و الشر لا يأتي الا بالشر .و العطاء بدون مقابل اسمي معاني الانسانية ...
اللهم ارزقنا جميعا بحب الخير و حببنا فيه .. و اجعلنا بشر لا ننسي انسانيتنا و انزع من قلوبنا حب شهوات الحياة ، و الانانية، و الغل ، و كل امراض القلوب و الكراهية و استبدلها بنور العطاء و التضحية ..امين يارب العالمين.