محمد الغيطي يكتب: أنا والشطّافة في بلاد الفرنجة
في كلّ سفرياتي إلى أوروبا أو أمريكا، لا أحمل همًّا باستثناء فرق العملة (التي أصبحت في الحضيض، كما تعلمون، مقابل العملات الأجنبية)، إلا همًّا واحدًا: الشطّافة، نعم، لا تندهش، فالشطّافة في الحمّام نعمة كبيرة، لن تجدها في كل فنادق أوروبا وأمريكا، وبالطبع لا توجد في حمّامات بيوت الأوروبيين والأمريكان؛ فقط العرب والمصريون المقيمون هناك يركّبونها في بيوتهم.
وموضوع استخدام ورق التواليت بعد قضاء الحاجة مزعج ومقرف، وبالبحث، وجدت أن المصري القديم كان أول من استخدم الماء في الحمّام، ومعه الصينيون، وهناك قصة ذكرتها الكاتبة سناء المصري: عندما أهدى المقوقس، حاكم مصر، للنبي محمد ﷺ الجاريتين الأختين مارية وسيرين، وقد أقامتا مع زوجات النبي، ولكن مارية ظلت عدة أيام لا تأكل، لأنها عرفت أن العرب يقضون حاجتهم في الخلاء، وعندما نقلت السيدة حفصة ذلك للنبي محمد ﷺ، استدعى مأبور، وكان خادمًا معهما من مصر، وسأله، فقال للنبي إن المصريين يبنون بيوت الراحة داخل منازلهم، وفيها الماء للتشطيف والنظافة الشخصية، فأمر النبي ببناء دورات المياه في بيته، وقلّده المسلمون والعرب، ومن هنا انتشرت الحمّامات في البيوت العربية من مصر.
وكانت حَتْب حَرَس، أمّ الملك خوفو في الأسرة الرابعة، تستخدم «البيديه»، الذي انتقل إلى الأندلس، ومنه إلى أوروبا على يد الفرنسي كريستوف روزيز، وفي العصر الحديث، تندهش أن بعض الأوروبيين عرفوا الشطّافة المدمجة على يد أرنولد كوهين في بدايات القرن العشرين، لكن إنجلترا منعته لأسباب سياسية في حربها مع فرنسا، وروّجت شركات ورق التواليت أن المياه ضارّة بالصحة، وأن أوراق التواليت أسلم، وهو اعتقاد خاطئ طبعًا.
اقرأ أيضاً
مفاجأة…محمد الغيطي السبب الرئيسي لطلاق عمرو أديب ولميس الحديدي
الإعلامي محمد الغيطي يقدم واجب العزاء في الفنان الراحل سعيد مختار
محمد الغيطي ينعي الفنان سعيد مختار بكلمات مؤثرة
الإعلامي محمد الغيطي يعزي محمد شبانة في وفاة شقيقه المخرج خالد شبانة
الإعلامي محمد الغيطي يقدم واجب العزاء في صديقه أحمد عبداللهالغيطي وحشد من الادباء في ندوة هجمة سيبيرانية للكاتب طه امين
موقع ”أنا حوا” يختار الدكتور خالد العناني شخصية الأسبوع تقديرًا لمسيرته العلمية والإنسانية
الكاتب والإعلامي محمد الغيطي يودّع صديقه أحمد عبدالله بكلمات مؤثرة
محمد الغيطي يشارك في ورشة حول حقوق المؤلف بحضور وفد كوري رفيع
«أنا حوا» يختار الدكتورة ياسمين فؤاد شخصية الأسبوع.. مسيرة وطنية تتوج بمنصب أممي رفيع
محمد الغيطي يكتب : مغرب الكرامة والعزة
لأول مرة.. الراقصة دينا ترد على منتقدي أكاديمية الرقص: «هادخل عملة صعبة للبلد»
وأحد أسباب اهتمام الفرنسيين بالعطور هو التغطية على رائحة الجسد غير المحببة لعدم استخدام الماء في النظافة الشخصية، لكن لك أن تفخر كمصري عندما ترى الحمّامات في بيوت المصري القديم، وإذا زرت قصر الأمير طاز في منطقة المعز، سترى أنابيب أشبه بالمواسير تصل إلى الأدوار العليا، وكانت تنقل الماء الساخن بعد تسخينه في أفران.
وطبعًا، عندما زرت بيوت أصدقائي المصريين والعرب في أوروبا وأمريكا، كنت أجد شطّافة ملحقة، مثل التي وجدتها في منزل صديقي الكاتب الكبير محب غبور في نيوجيرسي، لكن في كل بيوت الأوروبيين والأمريكان يُستعمل ورق التواليت، وكذلك في كل الفنادق.
فهل يأتي يوم تُعمَّم فيه الشطّافة عندهم؟ وبالمناسبة، من يزورني من الأجانب يعتبر الشطّافة أعظم اختراع عندنا، وينبهر بها جدًا، فلتحيا الشطّافة، وليسقط ورق التواليت.










