ماتوا تحت الأنقاض.. مأساة أم وأطفالها الأربعة في انهيار عقار إمبابة

في أحد شوارع منطقة إمبابة القديمة بمحافظة الجيزة، حيث الأزقة الضيقة والمباني التي تحمل عبء الزمن، تحول هدوء المساء إلى صدى لصوت الدمار. عقار متهالك انهار على رؤوس قاطنيه، ليكشف عن فصل جديد من الألم الذي طالما خبأته جدران الأسطح المتآكلة.

فجرًا، وسط صمت المدينة القابع شمال الجيزة، مزق انهيار مكتوم سكون الليل، تلاه صرخات خافتة وصدى أنفاس أشخاص في صراع مع الأنقاض بحثًا عن النجاة. حادث أليم جسّد مأساة أمّ وأطفالها الأربعة، الذين دُفنوا تحت ركام بيتهم المتواضع، لا يجمعهم سوى الحضن الأخير الذي عانقت به الأم صغارها.

استنفرت قوات الحماية المدنية وفرق الإنقاذ فور تلقي البلاغ. الموقع كان معقدًا، شارع شديد الضيق عقّد مهمة دخول المعدات الثقيلة، مما أجبر طواقم الإنقاذ على الاعتماد على أدوات يدوية وعرق الكادحين في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. الأصوات من الداخل منحت الأمل للجميع، فقد كانت تنبعث من قلب الركام كأنها نداء للحياة.

لساعات امتد سباق الزمن. رجال الإنقاذ تمكنوا بصعوبة من شق مسار ضيق وسط الأحجار وتركيب فتحات لتمرير الماء والأكسجين إلى الأسفل. كان الجميع يتمسك بخيط أمل رفيع لعل الحياة ما زالت تنبض تحت الأنقاض. لكن الأجواء تغيرت حين خفت الصوت تدريجيًا وحل الصمت المحبط مكان الصرخات.

عندما انتهت فرق الإنقاذ من مهامها في إزالة الركام بالكامل، انكشفت الحقيقة القاسية. الأم وأطفالها الأربعة خرجوا من تحت الأنقاض، ولكن فقدوا حياتهم داخل أكياس سوداء حملت معها ذكرياتهم وآمالهم التي ابتلعتها الكارثة.

محافظ الجيزة والقيادات التنفيذية انتقلوا إلى الموقع فور وقوع الحادث لمتابعة الجهود المبذولة وللإشراف على إزالة الركام ومعاينة الضرر الذي أصاب المنطقة والمنازل المجاورة. توجيهات فرضت تشديد الفحص والسلامة للبنايات القديمة في المنطقة التي تحمل ذات المخاطر المحتملة.